من 60 صفحة ومدعوما بالصور.. تقرير يكشف تدريب مرتزقة داخل إيران لتنفيذ هجمات بحرية
أصدرت المعارضة الإيرانية في الولايات المتحدة، أمس الأربعاء، تقريرًا مطولًا مكونًا من 60 صفحة مدعومًا بالصور، يكشف أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قام بتجنيد مرتزقة من أجل إنشاء وتسليح وتدريب وحدات إرهابية على مهاجمة السفن والأهداف البحرية في المنطقة.
ويكشف فرع منظمة "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية"، الذي أطلق التقرير في مؤتمر في العاصمة الأميركية، واشنطن، الأربعاء، أن النظام الإيراني بدأ يدير دورات بحرية تدريبية متخصصة لمرتزقة من اليمن والعراق ولبنان وسوريا، فضلًا عن أفارقة، منذ بداية عام 2020، وبالتحديد في أكاديمية خامنئي للعلوم البحرية والتكنولوجيا في زيباكنار، شمال إيران، على ساحل بحر قزوين في مقاطعة جيلان."دورة تدريبية لستة أشهر".
فبعد القضاء على قاسم سليماني في يناير 2020، ضعفت قدرة فيلق القدس على التعدي المباشر على دول المنطقة، كما لم تكن الظروف مواتية لتدخل أكبر في العراق ولبنان وسوريا، فضلًا عن أنها كانت تعاني نوعًا ما في هذه الدول، ولتعويض هذا الفشل لجأت إيران إلى مرتزقتها، لتنفيذ أنشطتها الإرهابية البحرية وتهديد الشحن الدولي بدلا عنها.
ويقول التقرير: إنه "يوجد قسم في جامعة زيباكنار التابعة للحرس الثوري الإيراني، مخصص لدورة التدريبية لمدة ستة أشهر للمرتزقة الأجانب المنتسبين إلى فيلق القدس"، مشيرًا إلى أنه "يتم إرسالهم بعد ذلك إلى بلدانهم الأصلية لتشكيل وحدات بحرية بالوكالة".
تكشف المنظمة عن أن أول قائد للوحدة البحرية لفيلق القدس في زيباكنار هو حسن علي زماني بجوه، الذي كان أيضا رئيسا لأكاديمية خامنئي البحرية، وذلك حتى أغسطس 2019، عندما تم تعيين عبد الرضا دابستاني بدلا منه.
وتضيف أن بجوه يتولى حاليا منصب قائد ثكنة "بازوقي" التابعة لفيلق القدس، وهي ساحة تدريب للمرتزقة الإقليميين، وتقع في جليل أباد جنوب طهران وشرق مدينة بيشفا.
ويقول التقرير إنه "يتم فصل سكن المرتزقة عن سكن الطلاب الآخرين ولا يُسمح لأحد بالاتصال بهم لمنع تسرب الأخبار".
في يناير 2020 على سبيل المثال، انطلقت دورة تدريبية لمدة ستة أشهر لحوالي 200 مرتزق يمني تم تدريبهم في العلوم والتكنولوجيا البحرية.
وتألفت المجموعة التالية من مرتزقة عراقيين بدأ تدريبهم في يوليو 2020. وبعد الانتهاء من تدريبهم تم إرسالهم إلى شبه جزيرة الفاو والبصرة لتشكيل "وحدة بحرية" بقيادة فيلق القدس.
وبالإضافة إلى ذلك، يقول التقرير إن مديرية تدريب فيلق القدس في حامية الإمام علي، الواقعة على بعد 20 كيلومترا من طريق طهران-كرج السريع، تقدم تدريبات عسكرية متنوعة للمرتزقة، مثل الغوص والتدريب البحري.
أما التدريب العملي للمرتزقة البحرية فيتم في العديد من جزر الخليج العربي وخاصة فارور، وقشم، يذكر التقرير أن فارور، عبارة عن جزيرة صغيرة غير مأهولة في وسط الخليج العربي، وتخضع لسيطرة البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني وهي إحدى قنواتها الرئيسية لتهريب الأسلحة إلى الدول العربية.
أما جزيرة قشم، فتمتلك القوات البحرية للحرس الثوري الإيراني عدة مراكز فيها، لتدريب ضباطها والمرتزقة فيها وتهريب الأسلحة إلى دول الخليج، فضلا عن تهريب البضائع والمنتجات بشكل غير قانوني، بحسب المنظمة التي أشارت إلى أن لديها معلومات حول تخزين أسلحة وصواريخ في منشآت تحت الأرض بالجزيرة.
شبكة تهريب الأسلحة
يعرج التقرير على طرق تهريب الأسلحة التي يزود بها النظام الإيراني وكلاءه لشن هجمات بحرية، ومنها استخدام دول ثالثة.
ويقول: إنه "يتم تحميل الأسلحة أولا في قوارب تنتقل إلى سواحل الصومال، حيث يتم تفريغها. ثم يتم تحميل الأسلحة على قوارب أصغر وإرسالها إلى اليمن. طريقة أخرى، يستخدمها أيضًا تجار المخدرات، هي إخفاء الأسلحة في شحنات أخرى أو على ظهر السفينة نفسها".
وفي طريقة أخرى يتم ترك الأسلحة في مكان محدد مسبقا، بحيث يمكن لسفينة أخرى العثور عليها باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي أس)، والتقاط البضائع ونقلها إلى الوجهة النهائية.
وأشار التقرير إلى أن فيلق القدس قام بتجهيز الحوثيين بالزوارق السريعة والصواريخ والألغام وغيرها من الأسلحة، لتوسيع الصراعات إلى بحر العرب وباب المندب والبحر الأحمر. "ونفذت هذه الوحدات البحرية العميلة العديد من العمليات الإرهابية في هذه المنطقة التي استهدفت السفن الأجنبية والعربية".
ويقول: "إحدى الوسائل التي يستخدمها الحرس الثوري الإيراني لتهريب الأسلحة إلى اليمن هي القوارب الصغيرة على طول سواحل خليج عمان. ومن أهم الموانئ المستخدمة لهذا الغرض بندر جاسك في خليج عمان، حيث يتوقف قارب ممتلئ بالأسلحة في بعض الأحيان على بعد ميلين منه، ومن ثم الانتظار لعدة أيام قبل تأمين طريق آمن إلى عمان أو الإمارات العربية المتحدة.
وصعَّدت طهران من العمليات الإرهابية البحرية باستخدام وكلائها في المنطقة خاصة الحوثيين في اليمن، منذ بداية العام الماضي، لكنها تزايدت مع وصول إبراهيم رئيسي لمنصب رئيس النظام في أغسطس الماضي.
وعرض التقرير سبع عمليات إرهابية، نفذتها المليشيات التابعة لفيلق القدس في البحر الأحمر والساحل اليمني منذ تولي رئيسي الرئاسة في أغسطس 2021، آخرها في الثالث من يناير الماضي، حيث اختطف الحوثيون سفينة الشحن "روابي" التي ترفع علم الإمارات العربية المتحدة.
وتنتقد المنظمة ما وصفتها بـ"التنازلات" من قبل الدول الغربية، وغياب المساءلة عن العمليات الإرهابية للنظام الإيراني في الخارج والقمع الذي ينفذه في الداخل، "ما شجعه على تصعيد سلوكه المارق الذي أحدث الفوضى في المنطقة".
ويشير التقرير أن "خطة اللعبة الأخيرة لطهران تهدف لتعزيز أجندتها الإرهابية من خلال إعطاء الأولوية للمرتزقة وتصعيد الفوضى الإقليمية إلى إظهار القوة وتغطية ضعفها الأساسي داخل إيران".
فمنذ ديسمبر 2017، شهدت إيران ثماني احتجاجات كبرى، فضلا عن مظاهرات متتالية من قبل قطاعات مختلفة من المجتمع الإيراني التي ترغب في تغيير جذري بشكل عاجل.
وبينما يستثمر النظام مبالغ طائلة من الأموال والموارد لتدريب وكلائه وتمويلهم وتسليحهم، تعيش الغالبية العظمى من الشعب الإيراني تحت خط الفقر.
وطالبت المنظمة، بعدم رفع أي من العقوبات المفروضة على النظام، "حتى يوقف كل سلوكه المارق في الداخل والخارج،بل إن هناك ما يبرر فرض عقوبات إضافية نتيجة تصعيد النظام الإيراني للعنف في المنطقة وتصعيد القمع في الداخل".