زيتونة الجليل الشامخة.. وفاة الشاعر والأديب الفلسطيني حنا أبو حنا
نعى وزير الثقافة الفلسطيني عاطف أبو سيف، الأديب والشاعر الفلسطيني حنا أبو حنا، الذي وافته المنية في وقت متأخر من مساء يوم أمس الأربعاء.
وكتب أبو سيف عبر حسابه في ”فيس بوك“: ”حنا أبو حنا وداعا.. وفاة شاعر فلسطين الكبير، زيتونة الجليل الشامخة حنا أبو حنا أبو الأمين عن أربعة وتسعين عاما (1928-2022)“.
وأضاف: ”أبو الأمين، ابن الرينة، من جيل شعر المقاومة الذي سيظل خالدا في سجل كفاح وأدب شعبنا.. تعلمنا منه الكثير والكثير“.
وتابع: ”التقيته آخر مرة في حيفا عام 2016 جلسنا أمام ذاكرته التي بعمر البلاد.. رحل الرجل الذي كان يذكرنا بالزمن الجميل. خسرت فلسطين كثيرًا هذا المساء“.
كما نعت جمعية الثقافة العربية، الشاعر الراحل، حيث كان عضو الهيئة العامة لها، وأكدت على ”مكانته الثقافية والوطنية، في خدمة القضية الفلسطينية“.
وقالت الجمعية في بيان لها: ”اعتُبر أستاذًا لأجيال من الأدباء والشعراء الفلسطينيين، وهو ما شهد به الشاعر الفلسطيني محمود درويش حين قال: حنا أبو حنا علمنا ترابية القصيدة“.
ولد الكاتب والشاعر الفلسطيني الراحل، في بلدة الرينة في مدينة حيفا في العام 1928، ودرس فيها بدايات مراحله التعليمية، ومن ثم انتقل إلى أماكن أخرى داخل المدينة وخارجها.
وقدم للمكتبة الفلسطينية والعربية، العشرات من الأعمال الأدبية الخالدة، التي أثرت في تشكيل الوعي الفلسطيني، وكرست من ارتباطه بالأرض والمبادئ الفلسطينية.
وكان له باع كبير في الحركة التعليمية والتثقيفية مع أجيال مختلفة من الأطفال، جعلت منه رائدا في الحركة الأدبية الفلسطينية المقاومة.
ومن أبرز مؤلفاته عبر عقود ممتدة: ”الأدب الملحمي (1983)، المجموعات الشعرية: نداء الجرح (1969)، قصائد من حديقة الصبر (1988)، تجرعت سمك حتى المناعة (1990)، وعراف الكرمل (2005).
وألف ديوان الشعر الفلسطيني عام 1991، وكذلك ألف العديد من الدراسات النقدية والتوعوية وكان من أهمها: عالم القصة القصيرة (1979)، روحي على راحتي (1985)، دار المعلمين الروسية (1985)، والأدب الملحمي في نفس العام.
كما ألف دراسة ”رحلة البحث عن التراث“ عام 1994، فيما ألف العديد من قصص الأطفال، وبعض الكتب التعليمية وكان من أهمها: ”من مشاكل التعليم في القطاع العربي“ عام 1977.
بينما كان له باع في إصدار مجلة ”الجديد“ عام 1951، و“الغد“ عام 1953، و“المواكب“ عام 1984، و“المواقف“ عام 1993.
كما ساهم في تدشين ”جوقة الطليعة“ الثقافية الفنية، وكان عضوا في الهيئات الإدارية لعدة مسارح فلسطينية، إضافة إلى أنه ترجم نصوصا شعرية وسردية من المسرح العالمي.
وكان أبو حنا شغل منصب مدير ”الكلية الأرثوذكسية العربية“ في حيفا حتى عام 1987، وهو من أكثر الشخصيات التربوية نشاطا في فلسطين بعد عام 1948، ودرّس في العديد من الكليات الفلسطينية، قبل أن يتمكن المرض من جسده، ليبتعد عن المسرح الثقافي الوطني الفلسطيني لسنوات قبل وفاته.ونال الراحل، وسام القدس للإبداع الشعري، وجائزة فلسطين للسيرة الذاتية في العام 1999، ووصفه النقاد بزيتونة الكرمل وفلسطين.
وتتلمذ على يديه العديد من شعراء الطليعة في الجسد الثقافي الفلسطيني، وكان من أبرزهم: محمود درويش، وسميح القاسم، وراشد حسين، وتوفيق زياد، وسالم جبران، وحنا إبراهيم، ومحمود الدسوقي، وغيرهم.