رئيس التحرير
عصام كامل

دار الإفتاء تدخل على خط الأزمة: الرجال لا يضربون النساء

دار الإفتاء
دار الإفتاء

غردت دار الإفتاء عبر حسابها الرسمي على موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، وكتبت: "الرجال" لا يضربون النساء.

 

يذكر أن مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام قال حول المسألة، في نوفمبر الماضي، خلال لقائه ببرنامج «نظرة»، المذاع على قناة صدى البلد، إن ضرب الزوجة يتعارض مع مسلك النبي في التعامل مع زوجاته.

 

حكم الضرب الزوج لزوجته 

وأشار إلى أن القرآن الكريم يرشدنا إلى أن ثمة مراحل وعظية ومراحل تأديبية، وأما عن الضرب فهو يمثل رمزية، ويجب أن يفهم مدلوله وكيفيته وَفقًا للمسلك والنموذج النبوي الشريف في التعامل مع زوجاته؛ فتقول السيدة عائشة: «ما ضرب رسول الله أحدًا من نسائه قط، ولا ضرب خادمًا قط، ولا ضرب شيئًا بيمينه قط إلا أن يجاهد في سبيل الله»، بل إنه مغاير لمنهج الصحابة رضوان الله عليهم.

 

ولفت مفتي الجمهورية النظر إلى أن حل المشكلات بالضرب وإبراز السلبيات هو مسلك الضعفاء وغير المنصفين الذين لا يديرون الأسرة إدارة حسنة، فضلًا عن تعارضه مع الميثاق الغليظ.

 

ومثلت قضية حكم ضرب الزوج لزوجتة حالة من الجدل على مدار الأيام المقبلة، وذلك بعد حالة من الجدل شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي وبين المهتمين بالشأن الديني خلال الساعات الأخيرة بعد الهجوم الذي شنه الكاتب إسلام البحيري على شيخ الأزهر بسبب موقفه من قضية ضرب الزوج لزوجته، على الرغم من تأكيد شيخ الأزهر في أكثر من مناسبة على رفضه القاطع في مسألة تعدى الزوج على زوجته وضربها.

 

رأي شيخ الأزهر في ضرب الزوجة

ومن جانبه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أن كلمة «وَاضْرِبُوهُنَّ» التي وردت في القرآن الكريم  ليست أمرًا مفتوحًا بضَرْب الزَّوجة، يفعله الزوج متى شاء ويتركه متى يريد، وأن النبى - صلى الله عليه وسلم - لم يأمر به، ولم يُشجِّعْه، ولم يمارِسْه مرةً واحدةً فى حياته، لكن للأسف الشديد فُهِمَ هذا الموضوع.

 

وقال شيخ الأزهر في تصريحات سابقة إن الدواء الأخير الذي وصفه القرآن الكريم لعلاج نشوز الزوجة في قوله تعالى: «وَاللَّاتِى تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِى الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا»، هو الضَّرْب الرَّمْزى وهو – فيما يُجْمِعُ عليه أئمة العلم- المقصود منه الإصلاح، وليس الإيلام أو الإيذاء والضرر.

وأشار إلى أن العلماء فسروا المراد بالضَّرْب بأنه الضَّرْب الرَّمْزى بالمسواك مثلًا أو فرشة الأسنان في هذا الزمن، ما يعنى إعلان الغضب وليس الإيذاء. وأمام هذا الفهم يتبيَّن أن الضرب كما يفهمه العامة مُحرَّمٌ تمامًا كما حرَّم الإسلام الإيذاء البدنى لأى إنسان حتى أسرى الحرب، علمًا أن هذا الفَهْم للنَّصِّ القرآنى لا بدَّ أن يجرى استيعابُه في إطار حرص القرآن الكريم على ترشيد ثقافة كانت سائدة تستبيح أجساد النساء ولا ترى حرجًا فى ضربهن وإيذائهن، ولا تزال هذه الثقافة موجودة حتى في قلب أوروبا وأمريكا واليابان.

 

ودلَّل فضيلة الإمام على حديثه بأن أمر الضَّرْب ورد فى كلمة واحدة فى القرآن الكريم *(وَاضْرِبُوهُنَّ)* فى مقابل منظومة ضخمة من النصوص القرآنية الصريحة التي تحافظ على المرأة وعلى كرامتها، وتأمر الرجل بأن يحسن معاملتها وعشرتها، مثل قول الله تعالى: *«وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ»*، وقوله: *«فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ»*، و*«وَلَا تُضَارُّوهُنَّ»*، وقوله أيضًا: *«فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا»*، لافتًا إلى أن كلمة «الضَّرْب» إذا وُضِعتْ إلى جوار هذه المنظومة تبيَّن أن هذه الكلمة ليست مقصودة لذاتها.

الجريدة الرسمية