زغلول صيام يكتب: تليفزيون الدولة وشاشات الفتنة.. مية نار في عين المأمور!
أبدا لن تكون مباراة كرة قدم سببا في تعكير الأجواء مع الأشقاء في مختلف الدول حتى لو كانت هذه المباراة تعني الفوز بالأمم الأفريقية التي تستضيفها الكاميرون حاليا.
ولا يعقل أن تنفق الدولة مليارات الجنيهات ويبذل الرئيس السيسي جهودا كبيرة لإعادة ما انقطع مع الأشقاء الأفارقة على مدار 30 عاما، ويأتي مجموعة من الهواة لنسف كل تلك الجهود بأفعال صبيانية ويعودون بنا إلى الوراء سنوات.
وكأننا لم نستفد من دروس الماضي القريب ولقاء الأشقاء الجزائريين في 2009 في أم درمان نتيجة التسخين من هواة الإعلام هنا وهناك، واليوم يسير البعض علي الطريق في محاولة تعكير صفو علاقتنا مع الأشقاء في دولة الكاميرون.
نسينا وتناسي بعض منتسبي الإعلام وشاشات الفتنة أن المنتخب المصري أخرج الكاميرون من مونديال 2006 في عقر دارهم -وكنت شاهدا علي ذلك - وخرجت جماهيرهم لتحيي الفريق المصري على روحه الرياضية وإصراره على اللعب النظيف في مباراة لم يكن لنا فيها ناقة ولا جمل.
لقاء الغد
ومع تحديد موعد لقاء المنتخب في الدور نصف النهائي عادت أبواق الفتنة من جديد من أجل الإثارة مستغلين تصريح لإيتو رئيس الاتحاد الكاميروني يحمس فيه فريقه، ولا يعنيني إذا كان الرجل قال قبل أو بعد معرفته أن الطرف الآخر للمباراة هو مصر وانطلقت الشرار لتشكك في أمور كثيرة، وأن هناك محاولات للعب في مسحات كورونا للفريق المصري.. وكلام عن سوء الإقامة ووضع العراقيل أمام الفريق المصري.
عيب وألف عيب لمن يردد مثل هذا الكلام لأن الأمر خرج من مجرد مباراة كرة قدم إلى التشكيك في مصداقية مؤسسات دولة صديقة.. لا يجب أن ننجرف إلى ما يردد الهواة وأن هناك نية مبيتة ضد مصر رغم أن معلوماتي تقول إن مصر هي أكبر دولة حاصلة على بطولة الأمم الأفريقية -سبع مرات - فأين هو التعنت منهم ثلاث بطولات في الألفية الثالثة.
اختبارات المذيعين
زمان في تليفزيون الدولة كانت هناك اختبارات لمن يخرج على الشاشة وكنت في كلية الإعلام أدرس مادة تشريعات إعلامية، وكان هناك مواد تجرم الإساءة إلى الدول الشقيقة.. تجاهلنا كل هذا وأصبح يظهر على الشاشات حملة دبلوم الصنايع مع احترامي الكامل لهم، ولكن ليس مكانهم أمام الشاشات.
وكنت أتمنى ألا ينجرف اتحاد الكرة وراء هؤلاء في تقديم احتجاج ضد الكاف لتعيين بكاري جاساما حكما للقاء الغد وانتظار ما تسفر عنه المباراة وليس استباق الأحداث.
الدولة وجهد كبير
والمؤكد أنني أثمن دور الدولة في توفير كل الدعم للفريق من مختلف الزوايا سواء في دعم طائرات تحمل الجماهير لتشجيع المنتخب أو دعم الوزير الدكتور أشرف صبحي للمنتخب من خلال مكافآت الفريق، خاصة وأن الجميع لمس سعادة الشعب بفوز المنتخب على المغرب وهي سعادة تستحق المليارات.
وأعتقد أن الدولة قادرة على القضاء على مثيري الفتن الذين يقبعون أمام الشاشات ردح من الزمن من خلال كلام أكل الدهر عليه وشرب، ولكن للحق أصبحوا يمثلون الخطر الأكبر على بلدنا مصر.
لا يعقل أن يتواجد مذيع كان يدفع لمصور (الكاميرا في الملعب) حتى يظهر على شاشة القناة الثالثة ويصبح مذيعا ومقدم برامج رياضية وعلى نفس الوزن ظهر الكثيرون وأتمنى أن نتخلص منهم.
طبعا لا أحد يسمع عن لجنة ضبط الأداء الإعلامي الرياضي ولا نقابة الإعلاميين!
لقد عاصرت فترات سابقة لم يكن البث مباشر وكانت المتابعة عبر الراديو أو الصحف ووقتها شاهدنا العجب العجاب، وأتذكر مانشيت جريدة قومية عن لقاء الزمالك مع بطل نيجريا (مية نار في عين المأمور) لتبرير الهزيمة وبعدها بأيام لم تكن مية نار ولا يحزنون وعاصرنا نقل المباريات عبر أثير الإذاعة ووقتها معلق المباراة (لقاء الزمالك وفريق سوداني) أسهب في وصف ما يتعرض له اللاعبون، وكأننا في معركة حربية ولم أفق من هذا الوهم إلا مع رؤية المباراة حيث كان يذاع التسجيل في اليوم التالي لأرى أن المعلق كان يوصف مباراة أخرى وأشياء لم يكن لها وجود.
اللهم إني بلغت.. اللهم فاشهد وعلى الله القصد ولا نبغي من وراء كلامنا سوى الصالح العام لهذا البلد الذي نعشقه.