وسط حشود عسكرية للطرفين.. أمريكا تقدم عرض الفرصة الأخيرة لروسيا بشأن أوكرانيا
أفادت وكالة بلومبرج، أمس الثلاثاء، أن الولايات المتحدة أبلغت روسيا استعدادها لمناقشة منح الكرملين طريقة للتحقق من عدم وجود صواريخ توماهوك في قواعد حلف شمال الأطلسي في رومانيا وبولندا، إذا كانت روسيا مستعدة لتبادل معلومات مماثلة بشأن صواريخ في قواعد روسية معينة.
ويبدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قلقا بشأن التهديد الذي تشكله قواعد الدفاع الصاروخي لحلف شمال الأطلسي في رومانيا وبولندا.
معالجة مخاوف روسيا
ويهدف المقترح الأميركي إلى معالجة تلك المخاوف، لأنه يتطلع إلى نزع فتيل الأزمة بشأن الحشد العسكري الروسي على حدود أوكرانيا.
ولم يعقب البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية حتى على تقرير بلومبرج، وقال مصدر مطلع إن الولايات المتحدة عرضت فقط إجراء محادثات بشأن عدة مخاوف لدى روسيا.
وقال المصدر: "كل شيء نوافق على القيام به سيكون بالتبادل.. بمعنى أنه سيتطلب إجراءات من جانب روسيا أيضا.. ولن يتم تنفيذه إلا بعد مشاورات كاملة مع الحلفاء والشركاء".
100 ألف جندي على الحدود الأوكرانية
وحشدت روسيا أكثر من 100 ألف جندي على الحدود الأوكرانية، وتقول دول غربية إنها تخشى من أن بوتن ربما يخطط للغزو.
وتنفي روسيا ذلك، لكنها قالت إنها قد تقوم بعمل عسكري لم تحدده ما لم تتم تلبية مطالبها الأمنية.
ومن جانبه، قال المتحدث باسم القيادة العسكرية الأميركية في أوروبا "يوكوم"، الكولونيل أنطوني سيميلروث، أن وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" نشرت نحو 4000 جندي في بولندا و100 مستشار عسكري في ليتوانيا و60 آخرين في أستونيا، وذلك في إطار عمليات الدعم للدول الحليفة في شرق أوروبا.
وأضاف سيميلروث أن عديد هذه القوات قابل للتغيير والزيادة وفقا لضرورات عمليات التدريب والتنسيق مع الدول المضيفة، مشيرا إلى أن طبيعة انتشارها دفاعي بامتياز عملا بشرعة حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وكان البنتاجون قد وضع نحو 8500 جندي، غالبيتهم من فرقتي المظليين الـ82 والـ101 في حالة تأهب عالية في قاعدتي فورت براغ في نورث كارولاينا وفورت كامبل في كنتاكي، لنقلهم إلى شرقي أوروبا في حال دعت الحاجة.
مستوى الحشد العسكري
وقالت وزارة الدفاع الأميركية، أمس الثلاثاء، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رفع من مستوى الحشد العسكري في ما يتعلق بالطائرات والخدمات الطبية، وإنه لديه كل القدرات لتنفيذ اجتياح في أي لحظة داخل أوكرانيا.
يأتي ذلك في وقت أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين سكاي أن واشنطن لا تعلم ما الذي سيقوم به الرئيس بوتين بشأن أوكرانيا.
وقالت خلال الإيجاز الصحفي اليومي، أمس الثلاثاء، إن "روسيا تدعي أنها هي الضحية وتقوم بحماية أمنها من أوكرانيا، لكن العكس هو الصحيح".
خفض التصعيد
وأكدت ساكي أن خفض التصعيد من قبل روسيا سيبقى فرص الدبلوماسية أكبر، موضحة أن أبواب الدبلوماسية مع روسيا ما تزال مفتوحة.في غضون ذلك، تحدث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، عبر الهاتف، مع الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، والرئيس الحالي لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا زبيغنيو راو، والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل.
وأكد بلينكن مجددًا دعمه لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، وناقش العلاقات الدبلوماسية مع روسيا على خلفية التعزيز العسكري الروسي على حدود أوكرانيا.
واتفق المشاركون في هذه المحادثات الهاتفية على مواصلة التنسيق الوثيق والالتزام بالبحث عن حل دبلوماسي لمنع المزيد من العدوان على أوكرانيا.