أسرار تنشر لأول مر ة.. كواليس ما دار بعد مذبحة بورسعيد
لم يكن الأول من فبراير للعام 2012 يوما عاديا في تاريخ كرة القدم المصرية على مدار تاريخها الممتد لقرن من الزمان، حيث شهد هذا اليوم أسوأ كارثة رياضية باستشهاد 72 شخصا بريئا من جمهور النادي الأهلي الذي ذهب إلى بورسعيد لمؤازرة فريقه في لقاء بالدوري الممتاز.
سيظل هذا اليوم هو الأسود في تاريخ الكرة المصرية لأنه كشف الوجه الأسود لأشخاص كثيرين تاجروا بدماء الشباب الذكية ورغم أن القضاء قال كلمته فيمن تلوثت أيديهم بالدماء وكذلك المهملين في القيام بأدوارهم إلا أن هناك مجموعة شاركت وأفلتت من هذا العقاب.
في هذا التاريخ كانت تؤرخ لظهور عصر السوشيال ميديا وكانت سيطرة القنوات الفضائية على عقل ووجدان الجماهير في قمتها ولم يكن أحد يفطن إلى أن شريط الأخبار أو التعليقات سيكون شرارة أكبر حريق في تاريخ الكرة المصرية.
حوكم من حوكم وأعدم من أعدم وبقي مثيرو الفتن في البرامج الرياضية كما هم دون أن يتواروا خجلا مما فعلوه رغم أنهم ذرفوا الدموع حزنا على الشهداء.
عشر سنوات ومازالت جراح أسرهم تنكأ طول الوقت
واقع الأمر يقول إن تلك الفترة كان من الممكن أن نتجنب ذلك لو كان هناك شيء من الحكمة خاصة وأن البروفة كانت في المحلة حيث مباراة الأهلي وغزل المحلة ولكن الله سلم في قلعة الفلاحين لتنتقل الأحداث إلى بورسعيد.
مجلس الجبلاية
في تلك الفترة من عمر اتحاد الكرة كان الاتحاد في ضعف شديد خاصة بعد أن قامت ثورة يناير وأطاحت بنظام الرئيس مبارك والجميع يعلم أن الاتحاد والمنتخب محسوبين علي النظام ثم استقال من استقال ودخل ثلاثة جدد لمجلس إدارة اتحاد الكرة وهم: أحمد مجاهد وكرم كردي وجمال محمد علي.
حاول الكابتن سمير زاهر بكل ما أوتى من ذكاء وخبرات سنين للإفلات من هذا الكمين ولكن كان الكلام حاسما من الدكتور الجنزوري...
في صباح اليوم التالي دعا الكابتن سمير زاهر إلى اجتماع عاجل في فندق البارون ناحية مصر الجديدة لمحاولة تبرئة الاتحاد مما حدث وأن الامر خارج عن نطاق مسئوليتهم ولكن كان القرار حاسما من الدكتور كمال الجنزوري (قدموا استقالتكم ومع السلامة).
حاول البعض الاعتراض على قرار الجنزوري ولكن الكابتن سمير زاهر كان قد زهد في اتحاد الكرة بعد الاستمرار سنوات طويلة وقال لهم أنا ماشي ومن يريد النضال عليه أن يواجه الجنزوري.. ولم يجد أحد مفرا من الاستجابة لصوت العقل والرحيل، خاصة وأن اتحاد الكرة سيكون مطلوبا على ذمة التحقيقات...
عشر سنوات على الأحداث ورغم تقارير النيابة العامة وضرورة وجود شروط لعودة الجمهور ومازالت الملاعب شبه مهجورة، خاصة وأن الألف أو الألفين الذين لهم الحق في الحضور لا يعني عودة الجماهير.