وزيرة البيئة: التغيرات المناخية تؤثر على مسارات التنمية
أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة على أن قضية التغيرات المناخية أصبحت من أهم القضايا التى تؤثر بشدة على مسارات التنمية وهو ما دفع مصر لاتخاذ خطوات جادة لمواجهة الآثار السلبية للتغيرات المناخية والتكيف معها، ويعد أهمها إعداد تطبيق الخريطة التفاعلية التى تستخدم السيناريوهات المتاحة العالمية والإقليمية لتحديد على مدى تأثر المناطق الهشة والمهددة بالتعرض للآثار السلبية للتغيرات المناخية، وأيضًا تحديد المناطق الجيدة للاستثمار في مصر، ويعد هذا التطبيق الأول من نوعه في أفريقيا، حيث يساهم فى دعم صانعي ومتخذي القرار.
جاء ذلك خلال الكلمة المسجلة للدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة خلال مشاركتها في الملتقى العلمي حول التغيرات المناخية الذي نظمته الجمعية الدولية للتنمية والبيئة والثقافة (محبى الأسكندرية) تحت رعاية وزيرة البيئة والسيد اللواء محمد الشريف محافظ الأسكندرية، بحضور لفيف من أساتذة جامعات الإسكندرية وعدد من المتخصصين والمهتمين بهذا المجال.
و تطرقت وزيرة البيئة خلال كلمتها إلى المشروعات الهامة التى قامت بها الدولة المصرية من خلال وزارة الموارد المائية والري للحد من الآثار السلبية للتغيرات المناخية والتكيف معها ، مثل مشروع التكيف بدلتا النيل الذي يحدد مناطق الضعف أو ما يسمى البؤر الساخنة، حيث يقوم بتقسيم سواحل دلتا النيل إلى مجموعة من القطاعات ويتم تنفيذ أنشطة الحماية لمساحات كبيرة منها وتحديد المطلوب، بالإضافة إلى العمل على الحد من تأثير الفيضانات الساحلية والتذبذب الحاد في معدلات سقوط الأمطار لدرجة السيول على سواحل مصر الشمالية مثل بورسعيد ودمياط والدقهلية والبحيرة والتعامل بنظام الإنذار المبكر مع هذه الظواهر.
وأعربت ياسمين فؤاد عن سعادتها للمشاركة فى هذا الملتقى العلمي الهام الذي يضع حجر زاوية لأهمية التكنولوجيا والابتكارات لكيفية التصدي للآثار السلبية للتغيرات المناخية على دلتا النيل، خاصة فى هذا التوقيت الهام الذي تستعد فيه مصر لإستضافة مؤتمر الأطراف ال٢٧ للتغيرات المناخية بمدينة شرم الشيخ، وفي ظل تعرض مصر لحالة مناخية غير معتادة من حيث سقوط الأمطار والجليد في بعض المناطق.
وأضافت فؤاد أن العالم يواجه منذ سنوات ظواهر مناخية عديدة بسبب ظاهرة الاحتباس الحرارة نتيجة الثورة الصناعية والتي تسببت في زيادة انبعاث الغازات الضارة فى الغلاف الجوي، وتداعيات وانعكاسات تلك الأزمة فى تزايد مستمر مما يهدد استدامة الثروات الطبيعية ومستقبل العديد من الكائنات الحية نتيجة للكوارث الطبيعية وانتشار الأوبئة والأمراض.
وتابعت وزيرة البيئة موضحةً، أن التقارير الدولية أشارت إلى ارتفاع مستويات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي للحد الذي يؤدي إلى اضطراب المناخ لعقود أو قرون، مشيرةً إلى أن القارة الإفريقية تعتبر من أكثر القارات عرضة للآثار السلبية للتغيرات المناخية نظرًا لخصوصية موقعها الجغرافي، منوهةً أن مصر تعد من أكثر الدول المعرضة للآثار السلبية للتغيرات المناخية، على الرغم من أن قارة إفريقيا ومصر ليسوا المتسببون في هذه الانبعاثات.
وأشارت الدكتورة ياسمين إلى التقرير الصادر عن الهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية عام ٢٠٢١ الذى أفاد بأن العقد الأخير قد شهد ارتفاعًا وانخفاصًا فى درجات الحرارة لم يحدث منذ عقود وهو ما دفع الحكومة المصرية إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات والبرامج والسياسات الجادة لمواحهة التغيرات المناخية وانعكاساتها السلبية على القطاعات المختلفة.
وأوضحت وزيرة البيئة أن العالم أدرك خطورة التغيرات المناخية، حيث دعت قمة المناخ فى جلاسكو COP26 إلى تحقيق المزيد من التواصل وحث الدول على تحقيق الهدف العالمي الممثل فى الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض عند ١.٥ درجة مئوية، مشيرةً إلى كلمة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال قمة جلاسكو والتى تناولت الموقف المصري والإفريقي وركائزه تجاه التغيرات المناخية باعتبار مصر ممثلةً عن قارة أفريقية، التي أكد خلالها على قيام مصر باتخاذ خطوات جادة لتطببق نموذج تنموي مستدام يأتي تغير المناخ والتكيف مع آثار في قلب هذا النموذج، موضحًا أن مصر تهدف إلى الوصول بنسبة المشروعات الخضراء الممولة حكوميًا إلى نسبة ٥٠% بحلول عام 2025 وإلى 100%بحلول عام 2050.
وأشارت فؤاد أيضًا خلال كلمتها إلى تصريحات رئيس الوزراء البريطانى خلال قمة جلاسكو عن تأثر مدينة الإسكندرية وعدد من المدن العالمية الهامة بارتفاع منسوب سطح البحر والتى تعتبر بمثابة رسالة تحذير للعالم بأهمية اتخاذ خطوات جادة للتصدي للأثار السلبية للتغيرات المناخية.
وقد أنتهت فعاليات الملتقى العلمى بعدد من التوصيات الهامة وهى ضرورة تكامل الجهات البحثية لإجراء الدراسات الخاصة بظاهرة تغير المناخ بالتنسيق مع الجهات التنفيذية، استكمال تنظيم سلسلة الندوات الخاصة بتغير المناخ، التوعية لقطاعات المجتمع المختلفة بظاهرة تغير المناخ ودور الفرد فى الحد من الآثار السلبية للظاهرة وترشيد الاستهلاك، المشاركة فى تحقيق الأهداف الخمسة للاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050، إطلاق «مبادرة محبي الإسكندرية لتغير المناخ» تأسيسًا على إعلان فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي عام ٢٠٢٢ عامًا للمجتمع المدني وذلك بناءً على توصيات منتدى شباب العالم في نسخته الرابعة، وفي نهاية الملتقى تم تكريم الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة وعدد من الشخصيات التي تعد رموزًا في مجالاتها.