عقوبات أمريكية وشيكة ضد نخب روسية وعائلاتها
توعدت الناطقة باسم البيت الابيض جين ساكي أفراد من النخبة الروسية وعائلاتهم بعقوبات قاسية في حال غزو موسكو لكييف.
البيت الأبيض
وقالت ساكي الإثنين: إن الولايات المتحدة أعدت "عقوبات تستهدف أفرادًا من النخبة الروسية وعائلاتهم"، إذا غزت روسيا أوكرانيا.
وأوضحت ساكي أن واشنطن حددت "أفرادًا ينتمون إلى الدائرة المقربة من الكرملين يدورون في فلكها" مضيفة أن هؤلاء الأشخاص كانوا "أهدافًا" للعقوبات بسبب علاقاتهم المالية الوثيقة مع دول غربية.
وأضافت "هذه مجرد أداة من بين الأدوات الأخرى التي سنلجأ إليها لضرب روسيا من كل الزوايا" في حال وقوع هجوم.
كما أعلنت بريطانيا التي تعتبر من الوجهات المفضلة للاستثمارات لدى الأوليجارشية الروسية، الإثنين، أنها ستشدد حزمة العقوبات التي يمكن لندن أن تفرضها على شركات وأفراد إذا شنّ الكرملين هجومًا عسكريا على أوكرانيا.
وتوعدت واشنطن منذ أيام روسيا بفرض عقوبات هائلة عليها في حال حدوث تصعيد عسكري.
وعلى سبيل المثال، هددت الولايات المتحدة بمنع وصول المصارف الروسية إلى التعاملات بالدولار وحظر بيع التكنولوجيا الأمريكية إلى روسيا.
الرئيس الأمريكي
وتدرس إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مع اكبر البنوك في الولايات المتحدة شن حملة عقوبات قاسية ضد موسكو تشمل بنوك جروب" و"بنك أوف أمريكا" و"جيه بي مورجان".
فيما أجرت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مناقشات مكثفة مع أكبر البنوك في الولايات المتحدة بشأن عقوبات ضد روسيا، كجزء من جهودها لضمان أن مثل هذه الإجراءات لن تعطل النظام المالي العالمي.
وتحدث أعضاء مجلس الأمن القومي وغيرهم من كبار المسؤولين في الإدارة هذا الأسبوع مع المسؤولين التنفيذيين في بنوك من بينها "سيتي جروب" و"بنك أوف أمريكا" و"جيه بي مورجان"، حسبما نقلت وكالة "بلومبيرج" عن مصادر مطلعة على الأمر.
وتعمل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على حزمة عقوبات تشمل استهداف قدرة موسكو على تحويل العملة. العقوبات على قطاع الطاقة الروسي وقطع الوصول إلى نظام "سويفت"، الذي يدير 42 مليون طلب مدفوعات في اليوم، مطروحة على الطاولة.
ومع ذلك فإن الحرمان من استخدام شبكة "سويفت" يعتبر خيارا نوويا والأكثر إثارة للانقسام بين المسؤولين الغربيين، وقال أحد المصادر إن الأمر يطرح فقط من حين لآخر في المحادثات بين الإدارة والبنوك، عندما يتساءل المقرضون عما إذا كان مثل هذا الإجراء محتملا.
وقال توماس نويتزل وجوناثان تايس، المحللان في "بلومبيرج إنتليجنس"، في تقرير بحثي: "يجب أن تكون الآثار المترتبة على التجارة العالمية والأسواق المالية من الاعتبارات الرئيسية لصانعي السياسات. روسيا هي واحدة من أكبر مصدري النفط والغاز، وتعتمد على النظام (سويفت) لتسوية المعاملات المقومة بالدولار."
إدارة بايدن
فيما قال أحد الأشخاص المطلعين على الأمر إن مسؤولي إدارة بايدن أعربوا للبنوك عن قلقهم بشأن الآثار غير المباشرة المحتملة المشابهة لما حدث في عام 2018، عندما عطلت العقوبات المفروضة على روسيا سلسلة التوريد العالمية للألمنيوم وأدت إلى ارتفاع أسعار المعدن بنسبة 30%.
وأثرت هذه الإجراءات على شركة "روسال" المتحدة بشكل خاص، حيث حدت من وصولها إلى صناعة الألمنيوم العالمية التي تبلغ قيمتها 140 مليار دولار.
ووفقا لتقرير "بلومبيرج"، فإن مسؤولين من مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة - والذي يدير ويفرض العقوبات الاقتصادية - شاركوا أيضا في المناقشات مع البنوك.
ومن جانبه قال متحدث باسم وزارة الخزانة في بيان: "لقد كنا واضحين للغاية أنه إذا قامت روسيا بغزو أوكرانيا، فإن الولايات المتحدة تبحث في مجموعة من الخيارات - مع الحلفاء والشركاء - لتحمل تكاليف باهظة على الاقتصاد الروسي".
ومع ذلك، فإن البنوك الأمريكية لديها تعرض ضئيل نسبيا للسوق الروسي، فمثلًا من بين أكبر 3 بنوك أمريكية، هناك بنك واحد فقط – هو سيتي جروب – الذي يخالف هذه القاعدة.
وكان لـ"سيتي جروب" الذي يتخذ من نيويورك مقرا له، تواجدا متكررًا في روسيا منذ دخوله موسكو لأول مرة في عام 1917 عشية ثورتها.
وبدأت آخر مهمة للمقرض في التسعينيات، ويخدم الآن 3000 من عملاء الشركات و500 ألف من عملاء التجزئة، وكان لديه قروضا بقيمة 5.5 مليار دولار وأوراق مالية استثمارية وأصول أخرى مرتبطة بروسيا.
بنك سيتي جروب
وأعلن "سيتي جروب" العام الماضي عن خطط للتخارج من عملياته المصرفية للأفراد في روسيا والتركيز بدلا من ذلك على تلبية احتياجات العملاء من المؤسسات.
و"سيتي جروب" هو أيضا البنك الأمريكي الوحيد الذي يعمل حاليا في أوكرانيا؛ حيث يتواجد هناك منذ أكثر من عقدين.. وبدأ أخيرًا في تكثيف البروتوكولات الأمنية في مكاتبه في كييف كجزء من التخطيط العادي للطوارئ، وفقًا للتقرير.
ويمكن أن تمتد آثار العقوبات الأمريكية على روسيا إلى أبعد من البنوك، وقال الرئيس التنفيذي لشركة "ماستركارد" مايكل ميباخ، إن شركته تراقب عن كثب التطورات في المنطقة، مشيرًا إلى أن الشبكة تمكنت من التعامل مع مثل هذه المشكلات في الماضي.
وأضاف ميباخ: "روسيا سوق كبيرة ومهمة من الناحية الإستراتيجية بالنسبة لنا، سيتعين علينا أن نرى كيف سيحدث ذلك".
وفي وقت سابق، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: إنه لا يوجد في الأفق ما ينذر بمزيد من التوترات حول أوكرانيا، فيما أكد الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج، عدم وجود خطط لنشر مجموعات قتالية تابعة لحلف شمال الأطلسي في أوكرانيا.
في حين لم تبد روسيا نية لإجراء كهذا ونفت مرارًا الادعاءات باستعدادها لهذا لغزو أوكرانيا، فيما يصر الغرب على تكرار هذه الدعوات المحذرة من أن حشدًا عسكريًّا روسيًّا هائلًا على حدودها الغربية يتأهب لاجتياح أوكرانيا.
وترد موسكو بأنه يحق لها نقل وتحريك وحشد قواتها داخل حدودها كيف تشاء وترفض تمامًا التدخل في شأنها الخاص، لا سيما العسكري، وفي الوقت نفسه، لا تنفي روسيا مخاوفها من التحركات العسكرية العدوانية لحلف الناتو وشركاه في منطقة شرق أوروبا.
شرق أوروبا
وحذرت روسيا باستمرار من مخاطر "العسكرة" الغربية لمنطقة شرق أوروبا بما في ذلك نشر الصواريخ وتحشيد القوات وتقديم الدعم العسكري لبعض الأطراف، بما يهدد أمنها القومي، خاصة في ظل ضغط الحلف العسكري الغربي للتوسع نحو أراضيها.