رئيس التحرير
عصام كامل

القصاص من "خونة" وطن


استغرب من أصحاب مبادرات تدور كلها في فلك التسامح والمصالحة مع "الإخوان".. صحيح أننا نعيش نفحات الشهر الكريم، ومن فضائله التي لا تعد ولا تحصى التسامح والعفو عند المقدرة.. لكن لا عفو عن خائن وطن، ولا تسامح مع من أهدر الدم، كما لا أمان مع من تستروا بعباءة الدين لإخفاء التطرف والعبث بمقدرات شعب ووطن، خطفوا الثورة وقفزوا على السلطة لتحقيق أطماع مشبوهة لجماعة ظلت سنوات محظورة ثم استبدت بها شهوة السلطة فأضحت منبوذة بعد عام أسود تولت فيه الحكم.


قادة الإرشاد لم يتوقفوا عن التحريض العلني والتنفيذ الفعلي للقتل والحرق والفتنة ومحاولة جر البلد إلى حرب أهلية، لذا لابد من القصاص منهم، وإذا كان المرشد "البيطري" لقن تلميذه "الخايب" مرسي في ندوة انتخابية "القصاص القصاص"، فالشعب لن يتخذ القصاص شعارا وإنما واقعا لكشف فضائح جماعة الغدر والإرهاب.

في الأيام القليلة الماضية اختلطت دموع الفرح والفخر ثم الحزن، الأولى فرحا بملايين المصريين يتظاهرون في جميع المحافظات مضحين بأرواحهم لاستعادة مصر من براثن أفاقين يتسترون بالدين، والثانية فخرا وزهوا بانحياز الفريق أول السيسي لشعب أبيّ ذاق الذل والهوان من جماعة إرهابية، أما الثالثة فكانت حزنا على الدم المصري الذي سال بمعرفة خونة "حماس" ومأجورين سوريين وجهاديين يحركهم الإخوان.

وفيما يخص "المعزول" مرسي فهو "خائن وطن" يجب محاكمته على قائمة جرائم، ولا يكفي التحفظ عليه وعزله من حكم دنسه مع إخوان عملاء مرتشين لا خلق لديهم ولا دين، لابد من تعليقهم جميعا على المشانق حتى يكونوا عبرة لمن تسول له نفسه المساس بمصر.

مرسي نذير الشؤم لم يترك أحدا من أقاربه إلا ووضعه في منصب مرموق "يلهف" منه ما يشاء، وتتدفق ملايين الدولارات إلى حسابات أحد أولاده سواء تحويلات مشبوهة أو عطايا مقابل بيع مصر وارتهانها تنفيذا لمخططات نكرات وأراذل البشر.

"المعزول" استقوى بالخارج وهدد وتبجح وحرض على الجيش والشعب، ثم أمسى مذعورا مهزوزا أمام السيسي، يبحث عن مخرج شرط ألا يفقد "عز وهنا" هبطا عليه من السماء لكنه عاث في الأرض فسادا واستبدادا... مرسي لم ينس مهنته الأولى في التجسس والتخابر مع دول أجنبية، وجعل مصر مرتعا لجميع مخابرات العالم، واستغل مقر الرئاسة في الاتصال والاتفاق مع الإرهابيين والمأجورين لتنفيذ عمليات إجرامية تربى عليها في معقل "الإخوان" من قتل وتفجير تستهدف الجيش والشرطة والمنشآت الحيوية لترويع الشعب.

مرسي و"إخوان الشياطين" راهنوا على الدعم الأميركي الذي منحهم الحكم بالتزوير مقابل الطاعة العمياء، لكن فاتهم أن أميركا لا يهمهما إلا مصالحها، وأن مواقفها ملتبسة حتى تعرف اتجاه الدفة ثم تفصح بعدها عن دعم الكفة الأرجح، في البداية صدقت واشنطن أكاذيب مرسي ومساعديه، بشأن حجم الغضب والرفض الشعبي، لكن عرض فيديو المظاهرات التي وثقها الجيش بواسطة المروحيات كشف لأعمى البصر والبصيرة أن أكثر من 20 مليون مصري تظاهروا ضده، في مشاهد مهيبة دون حادث واحد، ما يعد دليلا دامغا على أن الحرائق والتفجيرات والقتل في العامين الماضيين ارتكبها الإخوان ومعهم مجرمو حماس وحزب الله والجهاديون. ومع محاولة أوباما "المهزوز" منع "عزل" مرسي أصر السيسي على تنفيذ الإرادة المصرية، وأمام تهديده بقطع المعونة ازداد السيسي تمسكا بشرعية الشعب، رافضا في الوقت نفسه المعونة التي جمع "صندوق دعم مصر" أضعافها في ساعات قليلة من التبرعات.

وما إن تظاهر "الإخوان" لإعادة المعزول، حتى عاد شلال الدم يغرق الشوارع ووثق الجيش والشرطة ما حدث من جرائم وفتنة وجر البلد إلى المجهول، بالإضافة إلى التظاهر ضد الدعم الأميركي لجماعة إرهابية، هنا تغير الخطاب الأميركي حتى لا تفقد علاقتها مع أهم دولة في الشرق الأوسط، واعتبرت أن تعيين رئيس مدني وحكومة وإعلان خطة زمنية للانتخابات تثبت أن ما حدث ليس انقلابا عسكريا وإنها متمسكة بعلاقة متينة مع الجيش المصري، خاصة أن "المعزول" لم يف بما وعد وتصرف بديكتاتورية.
أخيرا، رمضان كريم لكن لا عفو ولا تنازل عن القصاص.
الجريدة الرسمية