رئيس التحرير
عصام كامل

نصوم وليس مهمًا أن نعرف لماذا نصوم!


منذ أن أدركنا ما حولنا ونتابع موسم استقبال رمضان كل عام.. علماؤنا يبحثون كل موسم عن مبررات للصوم تشجع المسلمين عليه وعلى الصبر عليه.. فهو عندهم يذكرنا بالفقراء ولا نعرف ماذا نفعل مع الفقراء باقي السنة؟


ويقولون، إنه مفيد للصحة.. يسيطر على ضغط الدم المرتفع ويخفض الكوليسترول ويطهر المعدة ويقوي القلب.. ثم لا يقدم هؤلاء حلولا لمن يتسبب الصيام في تدهور حالاتهم الصحية ويباح لهم الإفطار ولا عن الأصحاء في بلاد الإسكيمو مثلا بغير صيام!

وبصراحة.. لا أعرف لماذا يشغل هؤلاء أنفسهم بالبحث عن سبب ومبرر للصوم.. وأين هو المبرر والسبب للصلاة مثلا؟ وأين هو السبب والمبرر لتقبيل الحجر الأسود مثلا؟ ولماذا يستكثرون علينا طاعة ربنا بغير أسباب؟ أين هي الأسباب _ مثلا أيضا - التي دعت رب العزة جل جلاله أن يطلب من آدم وزوجه عدم الأكل من الشجرة؟ هل نعلمها؟ والله لا نري إلا التدريب علي الطاعة..افعل ولا تفعل..وأنت حر في نهاية الأمر..مخيرا في كل شيء ولست مسيرا.. المباح عندك هو الأصل والمحرم هو الاستثناء.. شجرة واحدة في الجنة هي الممنوعة والباقي كله من حق آدم وزوجه.. ومن هنا يكون الإغراء.. ومن هنا أيضا يكون الاختبار.. وإلا ما قيمة اختبار بغير عقبات نمر بها وعليها؟.

الخلاصة: ليس ضروريا أن يكون هناك سببا للصوم..المهم إنه عبادة..والعبادة تستوجب الطاعة..عرفنا السبب أو لم نعرفه.. وربنا العظيم الكريم العاطي المعطي الوهاب الرحمن الرحيم الغفور يستحق ألف طاعة..بالاختيار الحر المباشر..من دون إجبار..من دون إلزام..فقد أسمانا جل جلاله ..العباد..وليس العبيد..والفرق كبير!.
الحمد لك والشكر لك ولبيك يا إلهي..العظيم الكريم.
الجريدة الرسمية