قصته أذهلت الأستراليين .. مصري يحصد رجل العام بمشروع خيري لعلاج المشردين بالمجان
قبل أيام وجهت السفيرة نبيلة مكرم عبد الشهيد، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، التهنئة إلى الطبيب المصري الأسترالي الشاب دانيال نور، لاختياره شخصية العام على مستوى قارة أستراليا في فئة الشباب.
وقبل ثلاثة أعوام كان الشاب دانيال نور، أحد الطيور المهاجرة المصرية، يسير في أحد شوارع لندن، وفي إحدى الزوايا وجد أحد المشردين يسقط أرضًا – عرف لاحقا إصابته بنوبة صرع - على الفور تحرك الطبيب ليقدم له الخدمة الطبية، من هنا أضاءت فكرة العيادات المتنقلة لخدمة المشردين غير المدرجين على قوائم التأمين الصحي.
وظلت الفكرة شاغلة لعقل وقلب الطبيب "دانيال" إلا أن ما جرى في العالم من انتشار جائحة فيروس كورونا أجل الفكرة عاما تلو الآخر.. لكنها لم تغب عن مخيلته.
دانيال نور، بالرغم من كونه مواليد استراليا إلا آنه يعتز بمصريته، حيث يجيد اللغة العربية وتردد على مصر في زيارات عدة يقول عن ذلك: الأهل كانوا حريصين على تعليمي اللغة العربية والعامية فكانوا دائما يشجعونني على التحدث باللغة العربية في المنزل، بجانب مشاهدة أعمال فنية مصرية وهو ما جعل الأمر أسهل بالنسبة لي أكثر فأكثر، فأنا اشعر أنني مصري في أعماقي رغم ولادتي في استراليا والحياة فيها لمدة وصلت إلى ٢٦ عاما.
في أغسطس 2020 اتخذ الطبيب دانيال القرار بأن يشرع في تنفيذ الفكرة التي لطالما راودته لسنوات، وهي إنشاء Street Side Medics لتكون عيادات متنقلة لخدمة المشردين، وبالفعل بدأ في التحدث إلى عدد من زملائه الأطباء ليبدأ تنفيذ فكرته بعد أن أدرك وجود ثغرة في الرعاية الصحية المقدمة للأشخاص المستضعفين في استراليا.
يقول دانيال: "البداية كانت من خلال قرابة العشرة متطوعين من جنسيات مختلفة، منهم مصريين، فوجئت بالترحيب من الأطباء لم أعتقد أن أحدا سوف يهتم ويتطوع بجزء من وقته دون مقابل، لكن التحدي الثاني هو الأهم كيف نجهز العيادات المتنقلة وتوفير المعدات الطبية اللازمة لتقديم خدمة طبية دقيقة إلى المرضى".
كان الحل الأمثل في عمل دعوة ضخمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب دانيال الذي يحظى بثقة كل من يعرفونه بتقديم دعم مالي أو عيني من أجل أن يتحول الحلم إلى حقيقة.
يقول دانيال: البداية كانت متمثلة في شراء سيارة فان لتصلح لأن تكون عيادة متنقلة، وقد كان، ومن ثم توالت الخطوات التي شارك فيها الشعب الأسترالي بكافة طوائفه في شراء الأجهزة الطبية المختلفة، وشرعت في مباشرة العمل على الفور.
عالج الفريق العديد من الأمراض المعدية وغير المعدية وتعامل مع الاحتياجات الطبية المهملة واكتشف الحالات التي كان من الممكن أن تمر دون أن يلاحظها أحد، مثل مرض السكري واضطرابات الغدة الدرقية والتهاب الكبد سي وفيروس نقص المناعة البشرية وأمراض القلب والسرطان.
كما ساعدت العيادات المتنقلة على الوصول إلى عدد من الأحياء والضواحي الأكثر احتياجا، كما أن السيارات المخصصة لتقديم الرعاية الطبية يتوافر بها أحدث الأجهزة الطبية والمتوافرة مع أعلى معايير الأمن والسلامة المهنية.