أولمبياد بكين الشتوية وأمل استضافة مصر أولمبياد ٢٠٣٦ (2)
بدأت جمهورية الصين الشعبية إنشاء الملاعب المتخصصة لاستضافة الأولمبياد الشتوية ٢٠٢٢، هذا الحدث الضخم، وكان من أولويات الصين في هذا الملف الحفاظ على البيئة الأيكولوجية، ووضح ذلك جليا خلال مراحل بناء وتجهيز الملاعب والأماكن المخصصة لإقامة اللاعبين المشاركين. وقد اطلعت على أحدث المطبوعات التي أصدرتها اللجنة المنظمة وكيف تم الاستفادة من تكنولوجيا الـ 5G.
إنجاز وإعجاز
سيتم تغطية كل مناطق المسابقات بشبكة 5G حتى يتم تسهيل مهمة الصحفيين والإعلاميين في تغطية ونقل فعاليات الافتتاح والختام وكافة المباريات على أكمل وجه. كما تم الاستفادة أيضا من هذه التكنولوجيا في عدة مجالات، فنجد أن أسرة الرياضيين التي تم تجهيزها وهي تبدو للوهلة الأولى أسرة عادية، لكنها في الحقيقة تم تزويدها بالتقنيات التكنولوجية الحديثة التي تمكنها من التعرف على أفضل وضع لراحة جسم اللاعب أثناء النوم وتعود إليه تلقائيا بمجرد استلقاء الشخص على سريره في المرات الأخرى، كما يمكن للأسرة قياس ضغط الدم ونبضات القلب ودرجات الحرارة.
تم تجهيز عدة مناطق لاستضافة منافسات الدورة، فهناك ثلاثة مناطق رئيسية وهي: "يانتشيغ" "إحدى ضواحي بكين" و"تاي تزه تشانج" و"جانج جياه كوه" بمقاطعة "خه باي" المجاورة للعاصمة الصينية بكين، ورغم كل الصعوبات التي فرضتها جائحة كوفيد -19، فقد نجحت الصين في تشييد مدينة أولمبية متكاملة الخدمات في منطقة "تاي تزه تشانج"، التي لم تكن سوى منطقة جبلية لا يقطنها أحد ولا يوجد بها ماء ولا كهرباء، ما مثل صعوبة كبيرة في بداية مراحل التشييد في تلك المنطقة. وتضم منطقة "تاي تزه تشانج" منطقة تجارية للتسوق ومنطقة الملاعب وقاعة مؤتمرات تتسع لأكثر من 3 آلاف شخص ومجمعات لإقامة الرياضيين المشاركين وساحة لتكريم الفائزين ومركز إعلامي وصحفي كبير، مما يجعلها بحق مدينة أولمبية متكاملة.
الحفاظ على البيئة
سعت اللجنة المنظمة للأولمبياد الشتوية بكين ٢٠٢٢ للحفاظ على البيئة الطبيعية للمنطقة، حيث كانت الكثير من الحيوانات البرية الأليفة والطيور تعيش في منطقة "تاي تزه تشانج" الجبلية، وحرصت بكين على عدم التأثير بالسلب على معيشة تلك الحيوانات والطيور. كما تم استخدام مواد البناء القابلة للتجدد وتم البناء وفقا لظروف التضاريس المحلية، مما قلل التأثير السلبي على المجاري المائية والنباتات في الجبال. كما تم بناء نظام تنقية مياه الثلوج والأمطار، ومعدات توليد الكهرباء باستخدام طاقة الرياح والشمس وغيرهما من مصادر الطاقة المتجددة. وبذلك يكون مركز التزلج الوطني منشأة رياضية نموذجية في التنمية المستدامة في الصين والعالم.
في الحقيقة لا تُعد استضافة الصين للألعاب الأولمبية والبارالمبية الشتوية 2022 فرصة هامة لتقديم حكمة بكين في الابتكار واستخدام التقنيات الحديثة والاستفادة من التراث الأولمبي وتعزيز الصداقة بين مختلف الدول فحسب، بل أيضا تعرض لجميع دول العالم الروح الأولمبية للرياضيين الصينيين وشغف الصينيين لممارسة الرياضات الشتوية، التي كانت تقتصر على الدول الأوروبية، ومن أجل زيادة تحسين المستوى، تلقى الرياضيون الصينيون تدريبات منظمة وجادة مما يجعل الصين تحقق تقدما كبيرا في رياضة التزلج الحر.
لقد كنت أتمنى أن أكون ضمن الإعلاميين المشاركين في الأولمبياد الشتوية ببكين، لأري ما ستقدمه الصين للعالم من إبهار واعجاز جديد، خاصة وأن بكين بتنظيم هذه الدورة الشتوية ستكون أول مدينة تستضيف دورة ألعاب شتوية وصيفية، أتوقع أن يشاهد العالم ما لم يشاهده من قبل في دورات الألعاب الأولمبية، من حيث التنظيم والترتيب واستخدام تكنولوجيا الـ 5G، وستثبت الصين للعالم أجمع من جديد أن الشعب الصيني تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني قادر على تخطي كل الصعاب، خاصة وأن تنظيم الأولمبياد يأتي في ظل ما يعانيه العالم من جائحة كورونا. ولا شك في أن ما ستُظهره الصين خلال فعاليات دورتي بكين للألعاب الأولمبية الشتوية والألعاب الأولمبية الشتوية البارالمبية سيكون درسا ونموذجا تتعلم منه الدول (لعلنا نتعلم).