بعد تهديد بايدن.. 3 سيناريوهات ترصد قيمة ثروة الرئيس الروسي
تباينت الآراء حول اندلاع المعارك بين القوى العظمى الغربية فيما حبس العالم أنفاسه من موجة تهديد نووي من الممكن أن تبيد البشرية غير أن ثعالب الغرب كان لهم رأي آخر.
حرب الثعالب
وفي خضم التوترات بين روسيا وحشد قواتها استعدادا لحرب طاحنة في أوكرانيا وإنكار موسكو على الرغم من حشد قواتها العسكرية تجاه الحدود مع كييف كشف الرئيس الامريكي جو بايدن عن عقاب حازم على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصيا يشمل استهداف ثروته الضخمة.. فكم تبلغ ثروة بوتين ؟
وبين ثلاث نظريات بحسب "فوربس" عن التهديد الصريح من قبل الرئيس الامريكي جو بايدن لنظيره الروسي فلاديمير بوتين وكيف سيتم استهداف ثروته وما هي حجم ثروته واين يحتفظ بوتين بثروته تكتمل باقي قطع الاحجية.
حيث فرضت نظريات فوربس قصص اشبه بافلام التجسس الهوليودية عالية الحبكة والدراما
اولًا نموذج المافيا
افترض السيناريو الاول لنظريات ثروة الرئيس الروسي هو أن ثروة بوتين تأتي من مساعدة دائرته المقربة من الأصدقاء والعائلة على أن يصبحوا أغنياء عبر منحهم عقودًا حكومية أو حصة ملكية في الشركات؛ في المقابل، تقول النظرية، إنه يحصل على رشاوى نقدية أو حصص في الشركات من نواحٍ معينة، يبدو الأمر وكأنه هيكل مافيا، حيث يكون الجنود وزعماء العصابات (في هذه الحالة المليارديرات) مدينين بشكل دائم لقائدهم (بوتين)؛ إذ إنهم من يقومون بالعمل القذر، ويأخذ هو قسطًا من المال.
ويدلل على هذا النظرية الخبير الاقتصادي السويدي، أندرس آسلوند، مؤلف كتاب "رأسمالية المحسوبية في روسيا" (Russia's Crony Capitalism)، الذي صدر في عام 2019، والذي قال ان بوتين جنّد عائلته وأصدقاء الطفولة والحراس الشخصيين وغيرهم للاحتفاظ بأمواله.
ويقدّر أن لكل شخص ما بين 500 مليون دولار وملياري دولار وأن صافي ثروته يتراوح بين 100 مليار دولار و130 مليار دولار.
من بين المقربين لبوتين الذين أصبحوا أثرياء للغاية: تلقى شريكه السابق في رياضة الجودو، أركادي روتنبرج، الذي يبدو أنه لا يزال يلعب معه هوكي الجليد، أكثر من 7 مليارات دولار في عقود حكومية مختلفة في الفترة التي سبقت أولمبياد سوتشي، وهو مبلغ خُصص لكل شيء من محطة لتوليد الكهرباء إلى تطوير منتجعات التزلج.
وفي الآونة الأخيرة، نصّب روتنبرج - الذي يعد شقيقه بوريس وابنه إيجور أيضًا من أصحاب المليارات - نفسه مالكًا لمجمّع ضخم من المباني على ساحل البحر الأسود، والذي أطلق عليه زعيم المعارضة الروسي، أليكسي نافالني، "قصر بوتين".
ثم هناك كيريل شامالوف، صهر بوتين السابق؛ حيث بدأ شمالوف، ابن صديق بوتين القديم، الاستفادة من صِلاته العائلية عندما أصبح مستشارًا رئيسيًا في الدائرة القانونية في Gazprombank، إحدى أكبر المؤسسات المالية في روسيا.
ولكن الباب فُتح على مصراعيه عندما ذكرت تقارير إعلامية أنه تزوج ابنة بوتين في حفل زفاف سري. (حتى هذه الحقيقة يتردد الناس في تأكيدها).
وبعد فترة وجيزة، اشترى شامالوف حصة 17% في شركة البتروكيماويات Sibur من صديق آخر لبوتين، وهو جينادي تيموشينكو، بعد اقتراض الأموال من Gazprombank، وهي مؤسسة يقدّر آسلوند أنها مسؤولة عن ثلثي ثروة بوتين.
وأصبح شامالوف مليارديرًا وهو في سن 34 عامًا، بعد ثلاث سنوات من الزواج؛ غير أنّ الزواج فُسخ في وقت ما في عام 2016 أو 2017، وبحسب ما ورد جُرّد شامالوف من ثروته واضطر إلى بيع حصته في Sibur.
ونموذ اخر على النظرية ظهر جليا في أحد أقرب أصدقاء بوتين، عازف التشيلو الذي يُدعى سيرجي رولدوجين، والذي كان صديقًا للرئيس الروسي عندما كان شابًا في لينينجراد وعرّف بوتين بزوجته السابقة.
ووردَ اسمه في تحقيق مستندات بنما لعام 2016 بسبب صِلاته بشبكة من الشركات وما لديه من تدفقات نقدية تصل إلى 2 مليار دولار بصفته مالكًا لأصول قيمتها 100 مليون دولار.
وأخبر رولدوجين صحيفة The Guardian أن مصدر أمواله كان تبرعات رجال أعمال أثرياء لشراء آلات موسيقية للطلاب الفقراء.
ويقول آسلوند: "كلما ازددت ثراءً، زاد اعتمادك". ويضيف: "الثروة لا تمنحك الحرية قطعًا في روسيا. توجد الكثير من الأشياء التي يمكن أن تحدث عندما يكون لديك الكثير جدًا من المال".
نموذج خودوركوفسكي
ونموذد خودوركوفسكي يكشف صعود أحد رجال الأعمال الروس من المنتمين للقلة الحاكمة.
حيث المح هذا السيناريو ال صعود ميخائيل خودوركوفسكي، والذي شكلت شركته "يوكوس" 17% من إنتاج النفط الروسي، وكان يُنظر إليها على أنها تتمتع بنفوذ كبير في الكرملين، وكانت ثروته الشخصية 3.7 مليار دولار، ويصنف أغنى رجل في روسيا، وكان أحد موظفيه السابقين وزيرًا للوقود والطاقة؛ فيما كان أحد موظفيه الآخرين نائبًا لرئيس أركان بوتين آنذاك.
وتضاعفت ثروة خودوركوفسكي خلال العام التالي غير انه بحلول أكتوبر 2003، كان في السجن، وأدين بالاحتيال والتهرب الضريبي (وهو ما نفاه).
فيما ذهبت بعض الاراء الا انه لم يكن هناك شك في أن بوتين كان وراء اعتقاله وتجميد ثروته وتفكك شركته في نهاية المطاف؛ كان مصير خودوركوفسكي درسًا قويًا لأفراد القلة الحاكمة الآخرين؛ ومع ذلك، يبقى السؤال: ما مقدار ثروة خودوركوفسكي التي أخذها بوتين لنفسه ان صح هذه النظرية؟
بيل براودر هو الشخص الوحيد الذي يتتبّع هذه القصة منذ سنوات، وهو ممول أمريكي نفذ الكثير من الأعمال التجارية في روسيا وهو وراء قوانين ماجنيتسكي Magnitskyالتي تمكّن الحكومات من فرض عقوبات موجهة على مرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان من خلال تجميد أصولهم، يؤكد براودر أنه بعد اعتقل بوتين خودوركوفسكي، فقد أبرم صفقة مع القلة الحاكمة في البلاد.
يقول براودر: "كانت الصفقة: "أعطني 50% من ثروتك وسأسمح لك بالاحتفاظ بـ 50% المتبقية". ويضيف: "إذا لم تفعل ذلك، فسيأخذ ثروتك كلها ويلقي بك في السجن".
بناءً على هذه الحسابات، قدّر براودر في عام 2017 أن ثروة بوتين كانت 200 مليار دولار، ما جعله أغنى شخص في العالم في ذلك الوقت؛ وكانت العملية الحسابية التي أجراها براودر بسيطة، إذ جمع صافي ثروات جميع أفراد القلة الحاكمة في روسيا وقسمها على اثنين.
وأكد بيوتر أفين الذي يرأس أكبر بنك للقطاع الخاص في روسيا، والذي تقدّر فوربس ثروته بـ 4.8 مليار دولار وهذه النظرية ظهرت عندما قال روبرت مولر المدير السابق لمكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي خلال تحقيقه في التدخل الروسي في انتخابات الولايات المتحدة الأميركية عام 2016 أنه كان أحد 50 رجل أعمال روسيًا يجتمعون بانتظام مع بوتين في الكرملين.
وجاء في تقرير مولر: "قال أفين إنه أخذ هذه الاجتماعات على محمل الجد وفهم أن أي اقتراحات أو انتقادات وجهها بوتين خلال هذه الاجتماعات كانت توجيهات ضمنية، وأنه ستكون هناك عواقب على أفين إذا لم ينفذها".
نموذج التهديد
ويطرح هذا النموذج أن يكون لدى بوتين القليل من المال الخاص به ويحب ببساطة أن يعتقد الآخرون أنه يمتلك مقدارًا قليلًا فحسب من المال لأن ذلك يشير إلى القوة.
ويوضح هذا النموذد الإفصاح المالي الرسمي لبوتين، الذي يصدره الكرملين سنويًا، أن دخله لعام 2020 نحو 140 ألف دولار؛ والأصول الوحيدة التي يمتلكها هي: ثلاث سيارات، ومقطورة، وشقة بمساحة 800 قدم مربعة، ومرآب بمساحة 200 قدم مربعة، فضلًا عن استخدام شقة بمساحة 1600 قدم مربعة ومكانين لوقوف السيارات.
ولا توجد أي إشارة إلى مجموعته الضخمة من ساعات المعصم الراقية، أو "قصر بوتين" الذي يُزعم أنه يمتلكه (والذي ينفيه، والمجمّع الذي يقول روتنبرج إنه يمتلكه)، فضلًا عن المجموعة الضخمة من القصور واليخوت والطائرات التي يستخدمها كزعيم لروسيا.
ويستشهد بعض المراقبين بهذه المظاهر الفخمة لقوة الدولة كأمثلة على سبب عدم احتياج بوتين للثروة الشخصية.
وفي ذلك الصدد كتب ليونيد بيرشيدسكي، كاتب العمود في صحيفة Bloomberg Opinion في عام 2013: "لديه الدولة بأكملها تحت تصرفه، ويكفي أن يقرع بوتين أصابعه، وستتنازل الشركات المملوكة للدولة عن الأصول لأصدقائه بأسعار منخفضة للغاية. وبهمسة منه، سيشارك رجال الأعمال الأثرياء من القطاع الخاص في التجديد الفخم لأي مقر من المقرات الرئاسية".
في نهاية المطاف، قد لا يحتاج بوتين إلى المال، طالما أنه يمتلك المظهر الذي يوحي بامتلاكه المال، والسلطة التي تمنحه المال بخلاف ذلك.
ومع تلك النظريات يبقى السؤال الاهم مطروحا هل ستهاجم حقا روسيا اوكرانيا وهل سيدخل العالم في خضم حرب تبيد الحضارة الانسانية بحسب بعض الاراء.. ام ان كل هذه النظريات والسيناريوهات من باب الضغط وحرق اعصاب الخصم في فصل جديد من فصول الحرب الباردة اطل على العالم في هذه الايام.