الحاجة فهيمة.. رحيل سيدة عظيمة!
كان يمكنها أن تقول بينها وبين نفسها أن الله منحها من الأبناء والأحفاد عبر قرن كامل ما يكفي ليذهب كل قرش تمتلكه وكل جرام ذهب بحيازتها لهم.. علي الأقل نظير تعبهم معها في سنوات شيخوخة قاسية وفي ظل احتياجات متزايدة مع الحياة فكل من الأحفاد وأبناء الأحفاد لديهم التزامات في أسر تتشكل وحياة لا تتوقف عن المطالب.. ولكنها ورغم اعتلال الصحة لأمراض متراكمة وشيخوخة تعلن عن نفسها منذ عشرات السنين إلا أنها اختارت أن تقدم كل ما تملكه لوطنها!
حملت المال وعائد بيع الحلي وغيره وسلمته قبل سنوات إلي رئيس البلاد.. الرئيس السيسي الذي استقبلها وغيرها مشجعا علي الفعل نفسه مستنهضا الهمم الوطنية لبث روح انتماء جديدة بعد ٢٠١٤ كانت قد غابت عند شعبنا طويلا..
اليوم رحلت الحاجة فهيمة عن ١٠٩ أعوام اختبرها الله فيهم ونجحت علي أروع ما يكون.. في الشأن العام كما في الشأن الخاص.. ويبدو أن الوطنية وحب الخير والاستجابة لنداء الظرف التاريخي الذي تمر به بلادنا شيمة لا يقدر عليها إلا من يعرف قيمة الوطن ولا يعرف قيمته إلا من مروا مع الوطن في مشاهد وأحداث تاريخية نقدر فيها وبعدها معني الوطن.
رحم الله الحاجة فهيمة وخالص العزاء لأسرتها ولكل أهالي محافظة الشرقية وكل من قدر هذه السيدة في حياتها..