العمرة.. عرض وطلب.. ضغط التأشيرات وراء ارتفاع الأسعار.. والضوابط تخرج الشركات من السوق
بعد غياب طال انتظاره، اعتمد الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار، ضوابط العمرة لموسم عمرة 1443، بعد 3 سنوات غابت فيهم الشركات عن تفويج معتمرين من مصر إلى السعودية، وعانت خلالها من تكبد خسائر فادحة من دفع رواتب عاملين ورسوم الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه وغاز وإيجارات وغيرها، لتأتي الضوابط بشروط تعجيزية للشركات التى طالما حلمت بإعلان موعد التشغيل.
ضوابط العمرة
ضوابط العمرة للموسم الجارى، والتى جاءت أغلبها ضوابط صحية بسبب الظروف الاستثنائية لانتشار جائحة فيروس كورونا المستجد، منعت 3 فئات من عمل مناسك العمرة للعام الجارى، أولها شريحة الأطفال من هم أقل من 12 عامًا، وأصحاب الأمراض الصدرية والتنفسية والمزمنة، بالإضافة إلى عدم الحاصلين على جرعات تطعيم كورونا «الجرعتين».
كما لم تذكر الأعداد التى ستشارك بها مصر خلال العام الجارى بعد قرار محكمة القضاء الإدارى خلال الموسم الأخير لمشاركة مصر بموسم العمرة لعام 2019 وقبل انتشار جائحة فيروس كورونا، ببطلان قرار تحديد سقف عددى للمعتمرين فى الموسم الواحد بـ500 ألف معتمر، وتحصيل رسوم من مكررى العمرة فى آخر 3 سنوات بقيمة 2000 ريال سعودى أو يعادل 10 آلاف جنيه.
وقال ياسر سلطان عضو اللجنة العليا للحج والعمرة الأسبق: إن الضبابية ما زالت تسيطر على موسم العمرة حتى الآن نظرًا لغياب بعض المعلومات الرئيسية للموسم أهمها: الأعداد التى ستشارك بها مصر خلال الموسم، وعدد التأشيرات المخصصة لكل شركة، بالإضافة إلى وجود أزمة نقص الوكلاء السعوديين العاملين فى السوق المصرى بعد تحديد 5 شركات كأقصى عدد محدد لكل وكيل فى السوق المصرى، مما دفع بعض الوكلاء إلى طلب عمولات أكبر من الشركات للتعاقد معهم، حتى لا تخرج الشركة من سوق العمرة فى حال عدم وجود وكيل لها.
شروط المرافقين
وأضاف عضو اللجنة العليا للحج والعمرة الأسبق فى تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أن شرط مشرفي السياحة الدينية المرافقين للمعتمرين أثناء عمل مناسك العمرة، والذى حدد أن يكون مقيدًا بالسجل الإلكترونى للعاملين بالشركة والوزارة "سياحة دينية" منذ ٣ إلى ٦ أشهر، وسبق مرافقته للمعتمرين لمرة واحدة، لن يتوفر فى عدد كبير من الشركات وخاصة الصغيرة منها مما يحرمها من العمل بالموسم، مما دفع الشركات إلى المطالبة تقديم الشكاوى وعقد اجتماع عاجل للجمعية العمومية لغرفة شركات السياحة لإسقاط هذا الشرط أو تأجيل تطبيقه.
وأشار إلى أن ضغط موسم العمرة فى عدد قليل من المعتمرين سيؤدى إلى ارتفاع أسعار برامج العمرة خاصة أن العمرة تعد سلعة جماهيرية مرتبطة بالسوق، فكلما قل عدد التأشيرات زاد عليها الطلب، مما أدى إلى زيادة سعرها، خاصة أن أسعار البرامج ستختلف من شركة إلى أخرى وفقا للخدمات التى ستقدمها الشركة إلى المسافرين معها.
فهناك شركات ستقوم بتقديم خدمات تقليدية للمعتمرين مما يجعل أسعار برامجها فى متناول الجميع، وهناك شركة أخرى ستقوم بالتعاقد على خدمات مميزة للمعتمرين، سواء فى الإقامة بكل من مكة المكرمة أو المدينة المنورة، أو الانتقالات سواء فى الطيران أو الانتقالات الداخلية هناك، بالإضافة إلى الإجراءات الاحترازية التى أقرتها السعودية للإقامة أو الانتقالات.
وقالت مصادر مطلعة بوزارة السياحة والآثار: إن الوزارة ممثلة فى قطاع الشركات لم تصل إلى الصيغة النهائية للأعداد التى ستشارك بها مصر فى موسم العمرة، وسيتم إعلان العدد النهائى بعد انتهاء فترة تسجيل شركات السياحة والوكلاء السعوديين، على أن تنطلق أولى رحلات العمرة فى الـ3 من فبراير الجارى.
على أن تبدأ تلك الرحلات بشكل ضعيف، والأقرب أن تكون الأعداد تصاعدية فى التفويج وفقا لالتزام الشركات بالضوابط المصرية والسعودية للعمرة، وعدم حدوث فجوة فى أعداد إصابات فيروس كورونا أو خروج الوضع عن السيطرة، خاصة أن صحة المعتمر المصرى هي الشغل الشاغل للحكومة المصرية.
نقلًا عن العدد الورقي…