سلاح النفط.. أزمة عالمية جديدة يدعمها الصراع الروسي الأوكراني
تسببت الأزمة الروسية الأوكرانية في مشكلات عالمية عميقة خلال الفترة الماضية وكأنها نيران تحت الرماد.
الأزمة الأوكرانية الروسية
وكشفت الأحداث عن صراع محموم بين القوى العظمي على الموارد والهيمنة والنفوذ، ولعل هذا هو أبرز ما يمثل الأزمة بين موسكو والغرب في أوكرانيا.
وفي خضم هذا الصراع تاثر الاقتصاد العالمي بارتفاع خام النفط ليبلغ اغلى مستوياته خلال 7 سنوات مع احتمالية ان تقلص روسيا من استخراج النفط الخام مستخدمة سلاحها الاقتصادي.
فيما برزت هذه النظرية على السطع اليوم عقب أن جرى تداول النفط، عند أعلى مستوياته في 7 سنوات بنحو 90 دولارا للبرميل، إذ دعمت أزمة أوكرانيا الأسعار على الرغم من إشارات إلى أن مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي سيشدد السياسة النقدية.
وارتفعت العقود الآجلة لـخام برنت القياسي 6 سنتات أي 0.1 بالمئة إلى 90.02 دولار للبرميل بحلول الساعة 1113 بتوقيت جرينتش وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط سنتين إلى 87.33 دولار للبرميل.
أسعار النفط
وارتفعت أسعار النفط، الأربعاء، فزاد خام برنت متجاوزا 90 دولارا للبرميل لأول مرة منذ 7 سنوات وسط توترات بين روسيا والغرب، وفقا لرويترز.
وتقف روسيا، ثاني أكبر منتج للنفط في العالم، في مواجهة مع الغرب بشأن أوكرانيا مما يثير مخاوف من تعطل إمدادات الخام إلى أوروبا.
وينصب اهتمام السوق على اجتماع يوم 2 فبراير لمجموعة "أوبك+"، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" إلى جانب منتجين آخرين منهم روسيا.
ومن المرجح أن تلتزم المجموعة بخططها لزيادة المستوى المستهدف لإنتاج النفط في مارس، وفقا لما ذكرته عدة مصادر من أوبك+ لرويترز.
وتزيد "أوبك+" المستوى المستهدف للإنتاج كل شهر منذ أغسطس بمقدار 400 ألف برميل يوميا متخلية تدريجيا عن خفض قياسي للإنتاج في 2020.
غير إن المجموعة واجهت تحديات تتمثل في الطاقة الإنتاجية المتاحة والتي منعت بعض الأعضاء من زيادة الإنتاج وفقا لحصصهم.
لكن زيادة مخزونات الخام والبنزين في الولايات المتحدة خففت بعض الشيء من القلق المتعلق بالإمدادات.
معلومات الطاقة الأمريكية
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية: إن مخزونات الخام الأمريكية ارتفعت الأسبوع الماضي بمقدار 2.4 مليون برميل مقابل توقعات بانخفاض قدره 728 ألف برميل في استطلاع أجرته رويترز لآراء المحللين.
وزادت مخزونات البنزين بمقدار 1.3 مليون برميل وهي أكبر زيادة منذ فبراير 2021.
وبينما يهدد النفط الروسي النظام الاقتتصادي العالمي برتفاع اسعار الوقود اقترح مشرعون أمريكيون خلال الأسابيع الأخيرة أنه يمكن رفع روسيا من نظام "سويفت"، وهي شبكة ذات تأمين مشدد تربط آلاف المؤسسات المالية حول العالم.
ورد مشرعون روس كبار بالقول إن شحنات النفط والغاز والمعادن إلى أوروبا ستتوقف حال حدوث ذلك.
وقال نيكولاي زورافليف، نائب المتحدث باسم المجلس الأعلى للبرلمان الروسي: "إذا تم فصل روسيا عن (نظام) سويفت، إذا لن نتلقى عملات (أجنبية)".
ارتفاع خام النفط
وتلك الملاسنات دعمت بشكل كبير ارتفاع خام النفط العالمي ليصل لاعلى مستوياته وسط تهديد بشح الوقود ما سيتسبب بكوارث صناعية عالمية.
يرتبط استهلاك النفط بالوضع الاقتصادي العالمي، فهناك ارتباط وثيق بين استهلاك النفط والقطاعات الصناعية المختلفة؛ فقطاع صناعة السيارات مثلًا انتعش منذ أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين باطّراد مستمرّ، وذلك بشكل أساسي بسبب نموّ قطاع السيارات، حيث ساعدت وفرة النفط في ثمانينات القرن العشرين مثلًا في دعم مبيعات المركبات والعربات ذات الاستهلاك الكبير للوقود في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية؛ في حين أنّ الأزمة الاقتصادية سنة 2008 حدّت من مبيعات تلك المركبات.
وبهذا يظهر ان العلاقة ما بين إنتاج النفط العالمي والسعر والاستثمارات متعلّق بعوامل العرض والطلب وفق بيانات الوكالة الدولية للطاقة.
وبهذا يعد اسقاط النفظ الروسي احد الضربا القاسية للانتاج العالمي خاصة في حالة دخول موسكو في نزاع لا يعلم عواقبه مع دول الغرب والتي تعد احد اكبر واهم المستوردين العالميين للنفظ.
فتعدّ الولايات المتحدة أكبر بلد مستورد للنفط في العالم يليها بعد ذلك مجموع دول الاتحاد الأوروبي؛ أمّا باعتبار كلّ دولة على حدة فتأتي بعد الولايات المتحدة من حيث الاستهلاك كلّ من الصين ثمّ اليابان ثمّ الهند.