رئيس التحرير
عصام كامل

لغز اعتزال الكبار.. داوود عبد السيد يلحق بـ"عبد الخالق".. و"نصر الله" يتجه للمسلسلات

المخرج داود عبد السيد
المخرج داود عبد السيد

لا شك أن الأعمال السينمائية التي قدمها المخرج داود عبد السيد لها طابع خاص وتميز فريد رغم قلتها، حيث لم يقدم داود سوى تسعة أفلام فقط، كان أولها فيلم " الصعاليك" الذي تم إنتاجه عام 1985 وكان آخرها فيلم " قدرات غير عادية" الذي عرض  عام 2015، أي أن تلك الأفلام التسعة هي نتاج 30 عاما من عمل داود في مجال الإخراج السينمائي قبل أن يخرج على الجمهور بأحد البرامج التليفزيونية مؤخرا ويعلن اعتزاله الفن وللسينما التي أفنى بها نصف عمره أو يزيد قليلا نظرًا لعدم قدرته على تقديم أعمال سينمائية تهدف إلى التسلية فقط، خاصة أن الجمهور الحالي لا يهتم إلا بهذه النوعية من الأفلام وينصرف عن الأفلام التي تهتم بالقضايا الإنسانية والمجتمعية.

داوود عبد السيد
المخرج داود عبد السيد ليس وحده الذي عاني من أزمات السينما التجارية التي تسيطر حاليا على الساحة، بل إن هناك أسماء كبيرة لا تقل أهمية عن عبد السيد ومن بينهم المخرج خيري بشارة ويسري نصر الله وهاني لاشين وعمر عبد العزيز ومحمد عبد العزيز وعلي عبد الخالق وغيرهم، حيث إن تلك الأسماء ابتعدت أيضا عن الساحة السينمائية، ومنهم من ابتعد في صمت ومنهم من قالها علانية وجهرا أمام الجمهور. 

المخرج على عبد الخالق  عندما اخرج فيلمه الأخير "يوم الكرامة" الذي قام ببطولته أحمد عز ومحمد كريم ومحمد رياض وآخرون وظن أن الفيلم سيحصد النجاح الساحق نظرًا لكونه فيلما جماهيريا يرصد بطولات القوات البحرية المصرية إلا أن الفيلم قد طرح بالسينمات عام 2004 ولم يحقق أية ايرادات تذكر مما تسبب في حزن شديد لمخرجه الذي قرر الاعتزال. 

السوق السينمائي
وكشف مصدر سينمائي في تصريحات خاصة لـ«فيتو» أن أزمة ذلك الجيل من المخرجين تتمثل في بعض العوامل أهمها هو عدم التجاوب مع معطيات السوق السينمائي، فالسينما تجارة في المقام الأول مثلها مثل كافة المجالات الأخرى، ولابد أن يحقق الفيلم السينمائي مكاسب مرضية لمنتجه، حتى تستمر الصناعة ويستمر المنتجون في الإنتاج، إلا أن هؤلاء المخرجين دائما ما ينظرون إلى السينما كقيمة فنية فقط ولا يلقي بالا لشباك الايرادات ويؤكد أن مهمته تنتهي فور انتهاء تصوير ومونتاج الفيلم بخلاف المخرجين الحاليين الذين يحملون على عاتقهم الفكرة المشوقة والإبهار البصري والدعاية الجيدة وغيرها من الأمور التي تضمن نجاح الفيلم بالسينمات وتحقيقه للإيرادات التي تضمن بقاء مخرجه داخل قائمة المخرجين المطلوبين من شركات الإنتاج. 


وأضاف المصدر أن أغلب الجيل السابق من المخرجين كانوا يخرجون أعمالا سينمائية من إنتاج القطاع العام مثل قطاع الإنتاج وجهاز السينما وبعض الجهات السينمائية التي لا تهدف للربح والتمويلات الخارجية مثلما كان يفعل يسري نصر الله، وهذا ما جعلهم ينظرون إلى الفنيات فقط دون الاكتراث بفكرة الايردات.


وكشف المصدر أن الطريقة التي يتبعها داود عبد السيد ويسري نصر الله وغيرهما داخل اللوكيشن لا تتناسب مع شركات الإنتاج الحالية، فالفيلم حاليا من الممكن أن يتم تصويره في شهر أو شهرين على الأكثر، حيث يضع المخرج ومدير الإنتاج جدولا محددا لكل يوم تصوير، لابد من إنجاز عدد مشاهد محددة في تلك اليوم ولا مجال للتأجيل أو تقليل عدد المشاهد التي من المفترض أن يتم تصويرها في ذلك اليوم حتى لا تزيد ميزانية الفيلم، لذلك فإيقاع المخرجين اصبح سريعا واصبح الفيلم لا يتكلف الكثير، لكن الجيل السابق من المخرجين من الممكن أن يصور مشهدا واحد في اليوم، لذلك من الممكن أن يستغرق تصوير الفيلم ستة اشهر باكملها وهذا ما سوف يجعل ميزانية الفيلم مضاعفة في الوقت الذي لا يحقق فيه الفيلم الارباح المنشودة أو حتى تكلفة انتاجه

يسري نصر الله
وأوضح المصدر أن المخرج يسري نصر الله قد اتجه للإخراج الدرامي حيث يخرج حاليا مسلسلا بعنوان " منورة بأهلها" من بطولة ليلي علوي وغادة عادل وباسم سمرة وأحمد السعدنى وعباس أبو الحسن وناهد السباعى لكن مازالت مشكلة بطء الإيقاع هي صيغته التي يتعامل بها حتى مع الإخراج الدرامي، فالمشهد الواحد يصوره من كافة الزوايا ويهتم بتفاصيل التفاصيل التي تستغرق وقتا ومجهودا مضني من فريق العمل ومن الممثلين، حيث اعتاد الممثلين أن يصوروا المشهد "وان تيك" أي دون توقف.

لكن مع يسري نصر الله اختلف الأمر ومن الممكن أن يقول الممثل جملة واحد ليسمع بعدها صوت المخرج يقول " كات" ليذهب بالكاميرا في زاوية أخرى ليصور الجملة التي بعدها ثم يتوقف التصوير لينتقل مرة ثالثة لزاوية جديد ليصور الجملة الثالثة وهكذا مرات ومرات، حتى أن بعض الفنانين اصابهم حالة من الملل وطلبوا منه أن يكون الأمر أكثر سرعة حتى يستطيعوا إنجاز المسلسل نظرا لإرتباطهم بأعمال أخرى ليؤكد نصر الله أن هذا الأمر ليس يعنيه، فطالما هناك تصوير لابد أن يلتزم بها الممثل حتى ينتهي العمل بشكل كامل وفقا لرؤيته هو، وهذا ما يجعل بعض النجوم يعتذرون عن الأعمال التي يتولي اخراجها بعض المخرجين من أصحاب الأسماء والتاريخ الكبير لأنه بالنسبة لهم خسائر مادية وزمنية كبيرة.

 

نقلًا عن العدد الورقي…،

الجريدة الرسمية