31 عامًا على هروب سياد بري.. الرجل الذي دمَّر الصومال
27 من يناير، عام 1991، لم يكن يومًا عاديًا في التاريخ الصومالي، حيث خرج القسم الصومالي لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، بالإعلان التالي في نشرة الأخبار باللغة الصومالية: "آخر الأنباء التي وصلت إلينا من مقديشو تقول إن الرئيس محمد سياد بري قد فر من العاصمة".
وكان خروج الرئيس الصومالي من العاصمة نتيجة هزيمة قواته، واضطراره الانسحاب منها، على تحالف عدد من الجبهات المسلحة، التي مثلت قبائل ومناطق متعددة في البلاد.
ومن ذلك اليوم تغيرت حياة الصوماليين تغيرًا جذريًا لا يمكن عكس نتائجه، أو حتى مجرد التقليل من آثاره، على الرغم من مرور ثلاث عقود طويلة، على ذلك الحدث الذي ما زال مسيطرًا على أذهان ومخيلة أجيال شابة، ولدت قبله، أو بعده.
الإطاحة بـ "سياد بري"
ظل الأمر على ما هو عليه حتى الإطاحة "بسياد برّي" 1991م، بعد اضطرابات ومجاعة أتت على الأخضر واليابس، راح ضحيتها الكثيرون، وظن من لا يقرأ التاريخ أن الصومال سينعم بالاستقرار عقب رحيل "سياد برّي"، ولكن أباطرة الحرب أرادوا اقتسام الغنائم، ولم يفكر الكثيرون منهم في الاتفاق على صيغة ما للمشاركة معا لبناء دولة، وأهم الفصائل التي ساهمت بتقويض نظام سياد بري:
1- الجبهة الديمقراطية الصومالية للإنقاذ (SSDF) والتي أسست في دهاليز وزارة الدفاع الإثيوبية بقيادة العقيد عبد الله يوسف أحمد الرئيس الحالي للحكومة الانتقالية الفيدرالية الصومالية على أسس عشائرية وذلك في عام 1978م.
2- الحركة الوطنية الصومالية (SNM) بقيادة أحمد محمد محمود (سيلا نيو) تأسست في عام 1982م، وبعد إطاحة نظام سياد برى في عام 1991م أعلنت هذه الحركة انفصالها عن الجنوب وحافظت الحركة الوطنية الصومالية على مقاليد الأمور "الصومال البرّيطاني" وكانت أعلنت من طرف واحد "جمهورية أرض الصومال". وعلى الرغم من الصراعات كان لديها سلام نسبي وحياة هادئة رغم عدم حصولها على الاعتراف الدولي.
3- حزب المؤتمر الصومالي (USC) تأسس في عام 1988م بقيادة السيد محمد فارح عيديد.
4- تأسست بعد ذلك تباعا جبهات أخرى ساهمت في تمزيق الصومال وتفتت وحدته.
زعماء الفصائل
ومما يجدُر ذكره أن هناك من زعماء هذه الفصائل من كانت يتمتع بقبول قيادي وسيرة طيبة، ولكن لم يسعفه قدره للاستمرار، مثل الجنرال "محمد فارح عيديد" زعيم المؤتمر الصومالي الموحّد أبرز الفصائل الصومالية التي ساهمت في تقويض حكم "برّي" إضافة إلى الحركة الوطنية الصومالية في الشمال بزعامة "عبد الرحمن أحمد علي " الملقب بـ "تور" الذين سيطروا على الأجزاء الجنوبية الوسطى من الصومال ومنها العاصمة مقديشو التي سيطر عليها المؤتمر الصومالي المتحد ولكن انفجرت حرب طاحنة بين القبائل المتنافسة.
الغزو الأمريكي
وفي عام 1992م ومع المجاعة التي عمت البلد، دخلت القوات الأمريكية مع مجموعة من دول أخرى إلى الصومال تحت غطاء حماية المساعدات الإنسانية.