كيفية الغسل من الجنابة بدون ماء
أجمعت الأمَّة على جواز التيمّم بدلًا عن الماء في الوضوء والغسل؛ حال تعذُّر استخدام الماء أو انقطاعه وفقده، ودليل مشروعيته من السنَّة،:(أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَأَى رَجُلًا مُعْتَزِلًا لَمْ يُصَلِّ في القَوْمِ، فَقالَ: يا فُلَانُ ما مَنَعَكَ أنْ تُصَلِّيَ في القَوْمِ؟ فَقالَ يا رَسولَ اللَّهِ: أصَابَتْنِي جَنَابَةٌ ولَا مَاءَ، قالَ: عَلَيْكَ بالصَّعِيدِ فإنَّه يَكْفِيكَ).
والصَّعيد: ما صعد عن الأرض وهو التراب. والتيمُّم: هو بديل الوضوء، ويكون بضرب التراب الطّيب باليدين بنيّة استباحة الصلاة وغيرها، وكيفيّته أن ينوي المُتيمّم ثمَّ يضرب الأرض بباطن يديه، ثمَّ ينفخهما لتخفيف الغبار عنهما، ثمَّ يمسح وجهه، ثمَّ يمسح يده اليمنى بباطن اليسرى، ثمَّ يمسح اليسرى بباطن اليمنى.
دليل التيمم
ودليله ما ثبت عن كيفية تيمّم النبي- صلى الله عليه وسلم- حيث قال: (إنَّما كانَ يَكْفِيكَ هَكَذَا فَضَرَبَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَفَّيْهِ الأرْضَ، ونَفَخَ فِيهِمَا، ثُمَّ مَسَحَ بهِما وجْهَهُ وكَفَّيْهِ).
وقيل: يُقدّم اليدين على الوجه، والأكمل ضربتان، ضربة للوجه وضربة لليدين إلى المرفقين، ويجوز التيمم بكلِّ طاهر على الأرض؛ من حجر ورمل أو تراب وطين.
متى يجوز التيمم للغسل من الجنابة؟
هناك سببٌ واحدٌ يُبيح التيمم؛ وهو عدم قدرة المسلم على استخدام الماء، ويكون ذلك في:
فقد الماء بعدم توفر الماء أصلًا، أو وجود ما لا يكفي لطهارة المسلم، وإن استطاع استعمال ما تيسّر من الماء ثمَّ تيمّم عن الباقي جاز ذلك، وإن وجد الماء بعد أدائه للصلاة؛ فذهب جمهور الفقهاء إلى أنّه لا يُعيدها، أمّا عند الشافعية فعليه أن يُعيد الصلاة عند توفر الماء.
المرض للمريض أن يتيمَّم إذا خاف على نفسه من زيادة المرض، أو تأخر الشفاء، أو تلف العضو، وذلك باتّفاق الفقهاء.
العجز عن استخدام الماء وذلك للمُكرَه، أو المحبوس، أو الخائف من حيوان أو إنسان. الحاجة إلى الماء وهنا يتيمم ولا يُعيد صلاته، وإن ظنَّ أنَّه سيحتاجه مستقبلًا.
وجوب الاغتسال بالماء عند وجوده لمن تيمم
يُنقَض التيمم بكلّ ما يُنقِض الوضوء، ويُنقَض أيضًا بوجود الماء لمن فقده، أو القدرة على استعماله لمن عجز عنه، فإذا وَجد الماء وقدر على استعماله بَطُلَ التيمم، لذا فإن وضوءه ينتقض، ويجب عليه التّطهر بالماء، ويكون الغسل بالماء على وجهين إمّا بصفته الكاملة الواردة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو بالوجه المجزئ وصفة الغُسل الكامل والمجزئ فيما يأتي:
الغسل الكامل أن ينوي رفع الحدث، ثمّ يغسل يديه ثلاثًا، ثم يغسل ذكره، ثمَّ يتمضمض ويستنشق مرَّة واحدة، ثمَّ يتوضأ وضوءه للصلاة دون إعادة للمضمضة أو الاستنشاق، ثمَّ يخلِّل شعره بالماء ويغسل رأسه، ويفيض الماء على جسده مبتدئًا بشقِّه الأيمن ثمَّ الأيسر، ويراعي في ذلك تدليك جسده، مع وصول الماء لسائر البدن.
الغسل المجزئ ينوي المسلم الغسل، ثم يعُمِّم بدنه كلّه بالماء مرَّة واحدة.