رئيس التحرير
عصام كامل

المومياء.. حكاية فيلم احتفى به العالم وأجبر مصر على عرضه

المخرج شادى عبد السلام
المخرج شادى عبد السلام مع أفيش فيلمه المومياء

أول أفلام المخرج الرائع شادى عبد السلام الروائية، اعتبرته الناقدة الإنجليزية المخضرمة ديليز باول من أفضل أفلام عام 1972 ضمن 12 فيلمًا على مستوى العالم لتضع مخرج الفيلم في مصاف عمالقة الفن السابع في العالم، واحد من أهم أفلام السينما المصرية وأكثرها شهرة على المستوى الدولي، صُنف فى احتفالية مئوية السينما المصرية ضمن أهم 100 فيلم فى تاريخ السينما، إنه فيلم (المومياء.. يوم أن تحصى السنين) والذي أُنتج عام 1969 وظل يعرض عروضًا خاصة خمس سنوات حتى عُرض جماهيريًّا فى مثل هذا اليوم 27 يناير عام 1975.


فيلم المومياء يوم أن تحصى السنين استغرق شادى عبد السلام في كتابته وتنفيذه ست سنوات وأعاد كتابته أربع مرات، وشارك في كتابة الحوار علاء الديب، حتى بدأ التصوير أوائل 1968 ولم يعرض في مصر إلا بعد خمس سنوات من تنفيذه حيث عُرض عام 1975 بسينما رمسيس بعد أن شاهدته الدنيا وطاف العالم.

 

عقبات فى طريق المومياء 

رُفض الفيلم في مصر في البداية بدعوى مهاجمته القومية العربية، وقد أنتج الفيلم في عهد ثروت عكاشة وزير الثقافة، وتصادف ميعاد العرض في عهد عبد القادر حاتم وكان بينهما خلافات أدت إلى حبس الفيلم في الأدراج.
الفيلم يقوم على فكرة جديدة تناولها شادى عبد السلام عن عصور المومياوات فى الأقصر وربط أحداث الفيلم كلها بأفكار عامة وأفكار خاصة أمثال العائلات التى تعيش على سرقة المومياوات، وتدور أحداثه حول فكرة أخرى هل الآباء هم حماة التراث؟ أم هم أول الناهبين لهذا التراث، والمومياء فيه استغناء عن لغة الحوار ولكن التركيز على الصورة والموسيقى والألوان والتكوينات وحركة الشخصيات.

 

ست سنوات كتابة 

وبحكى شادى قصة إخراجه للفيلم فيقول:
قرأت قصة اكتشاف المومياوات عام 1956 وفى أوائل الستينيات كانت فكرة الفيلم قد اختمرت فى رأسى وبدأت بكتابة قصيدة من نظم الشعر عن المومياوات ثم بدأت أكتب السيناريو، وفى عام 1968 أى بعد النكسة بدأت تصوير الفيلم، واستعنت فيه بخيرة تلاميذي فى الديكور صلاح مرعى وأنسى أبو سيف مع المصور عبد العزيز فهمى، وبعد انتهاء الفيلم تردد المسئولون فى عرضه بحجة عدم جماهيريته فعرضته بالخارج، ولما رآه يوسف السباعى وزير الثقافة بالخارج قرر عرضه بمصر فعرض عام 1975.

نادية لطفى فى فيلم المومياء 


وقبل مهرجان فينيسيا بشهرين واستعد شادى عبد السلام للمشاركة بفيلمه المومياء إلا أنه بسبب الروتين وصل الفيلم المهرجان بعد إغلاق باب الاشتراك بيومين، ورغم كل هذه التعقيدات حصل الفيلم على جوائزَ عالمية عديدة منها جائزة المؤرخ السينمائى جورج سادول عام 1970 وهى جائزة يمنحها نقاد فرنسا سنويا لأفضل مخرج أجنبى جديد، إلى جانب جائزة النقاد فى مهرجان قرطاج بتونس.


وفى مصر حصل على جائزة أفضل فيلم مصرى عام 1975، كما اختير شادى عبد السلام ضمن أهم 10 مخرجين على مستوى العالم من رابطة النقاد الدولية فى فيينا.


تصف نادية لطفى فيلم المومياء بقولها: "هو قطعة فنية ثمينة زينت السينما المصرية بأكملها، وهو سيمفونية شعرية أدبية تحمل صراع أجيال وثقافات وانتماء".

 

ذكريات نادية لظفى 

وتحكى ذكرياتها مع الفيلم: كان ظهورى بالفيلم ظهورًا عابرًا فى دور فتاة اسمها زينة، وكانت قد جمعتنى صداقة مع المخرج شادى عبد السلام، ولما رفضت مؤسسة السينما فى البداية وكان رئيسها صلاح أبو سيف لاختلافه شكلا ومضمونا عن السينما التجارية، وافقت على وضع اسمى مع مجموعة الفيلم رغم ان الدور لا يتعدى ثلاث دقائق وقد اخترت محمد خيرى فى الفيلم، ومن هنا أعادت المؤسسة التفكير ووافقت على إنتاج الفيلم، وبسبب فيلم المومياء نص قانون عام 82 على منع تهريب الآثار.

ولأنى كنت صديقة لشادى فكرت في أن مشاركتى كفنانة به قد تجعل المؤسسة تعيد النظر في مسألة إنتاجه وفعلًا أجازت المؤسسة الفيلم بل طلبت أن يتحول الفيلم من مجرد فيلم تسجيلي إلى فيلم روائى طويل.

 

شخصية زينة 

وأرى أن ظهور زينة العابر في الفيلم تحمل قدرًا كبيرًا من الدراما، إلا أن الفيلم هُوجم بشدة وقت عرضه، واتهمه النقاد بالبطء والملل ونلت بعضا من النقد السلبى على دوري، لكن عندما سافر الفيلم إلى الخارج اختلف الأمر، وأنا شخصيا أعتز بنقد كتبته صحيفة فرنسية أشادت فيه بأدائى لشخصية زينة وبالرغم من أن مدة الدور 3 دقائق لذلك اعتبره أجمل ما كتب عنى في حياتى.

الجريدة الرسمية