ياسر رزق مؤسس مدرسة جيل الوسط في الصحافة المصرية.. استلهم من تجربة هيكل.. وكان تلميذًا استثنائيًا في مدرسة مصطفى أمين
«لا أدعي أنني كنت أكتب حيادًا.. ولكنني أزعم أنني كنت اتوخى الموضوعية قدر المستطاع».. هكذا قال الكاتب الصحفي الكبير ياسر رزق،عن نفسه، فهو مدرسة كبيرة اعتبرها البعض امتدادا لمدرسة هيكل، ورأى البعض الآخر أنه أحد التلامذة النابهين لمدرسة مصطفى أمين، مؤسس أخبار اليوم، إلا أن المدقق يجده مدرسة فريدة مزجت بين هاتين المدرستين ووضعت هويتها، فأفرزت مدرسة ياسر رزق بين جيل الوسط من عمالقة الصحافة.
محطة أخبار اليوم
١٩٨٣، كانت نقطة انطلاق الطالب صاحب الـ١٧ عاما إلى بلاط صاحبة الجلالة، وتحديدا مؤسسة أخبار اليوم، تنقل بين أقسامها واستقر به الحال محررًا عسكريا ما يقرب من ٢٠ عاما ثم مندوبا للجريدة برئاسة الجمهورية في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.
مجلة الإذاعة والتليفزيون
6 سنوات قضاها في رئاسة مجلس إدارة مجلة الإذاعة والتليفزيون الصادرة عن «ماسبيرو»، منذ ٢٠٠٥ يناير ٢٠١١ قبيل ثورة يناير بأيام، عاد «رزق» إلى مؤسسة أخبار اليوم مرة أخرى، لكن كرئيس لتحرير صحيفتها اليومية، وذلك في 18 يناير 2011، أي قبل نحو أسبوع من اندلاع ثورة «25 يناير»، واستمر في قيادة العمل بها بنجاح تمكن خلاله من رفع توزيعها، حتى تمت «الإطاحة» به من رئاسة تحريرها، على يد المجلس الأعلى للصحافة، الذي كان له صبغة «إخوانية»، آنذاك.
المصري اليوم
وانتقل ياسر رزق إلى الصحافة الخاصة والمستقلة، بعد اختياره من قِبل مجلس أمناء مؤسسة «المصري اليوم» في 22 أغسطس 2012،رئيسًا لتحرير صحيفتها اليومية، ليستمر على مقعد رئاسة تحريرها لمدة سنة و3 أشهر، خلفًا لأسماء صحفية أخرى تولت ذات المنصب ومنهم، أنور الهواري، ومجدي الجلاد، إلا أنه سرعان عاد «رزق»، لبيته مرة أخرى، هذه المرة رئيسًا لمجلس إدارة «أخبار اليوم».
وجاءت أولى مقالات «رزق» في «المصري اليوم» تحت عنوان «الرئيس والمشير.. وصلاة مودّع» وتناول فيها كواليس إقصاء الدكتور محمد مرسي للمشير حسين طنطاوي، وزير الدفاع الأسبق، ورئيس الأركان، الفريق سامي عنان، لتتوالى بعدها المقالات التي تقترب من كواليس المؤسسة العسكرية، ورجالها ومنها مقالات بعنوان «وما أدراك ما الجيش إذا غضب» ويسرد فيه وقائع ومعلومات لديه عن «غضب» الجيش وقياداته السابقة والحالية من تصرفات بحقهم في عهد الرئيس «الإخواني».
حوار مع الرئيس
وأجرى الصحفي الاستثنائي، أول حوار صحفي مع القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربي وبعد «ثورة 30 يونيو»، التي أزاحت حكم جماعة الإخوان المسلمين، كان هذا الانفراد من نصيبه، الذي تمكن خلاله وعبر 3 حلقات من كشف الكثير من الوقائع، التي سبقت عزل محمد مرسيفي موجة غاضبة تحمل النقمة على الرئيس الإخواني وجماعته، بخلاف الكشف عن جوانب أخرى إنسانية في حياة «السيسي».
بعد سقوط حكم جماعة الإخوان، عاد ياسر رزق لبيته الأول، أخبار اليوم، رئيسا لمجلس إدارتها، ليجلس تلميذ « هيكل» على مقعد رئاسة مجلس إدارة المؤسسة، الذي تبوّأه يومًا ما كتاب كبار على رأسهم المؤسّس مصطفى أمين.