رئيس التحرير
عصام كامل

أبو علي يكتب: علاء ميهوب.. أيقونة الانتماء للأهلاوية

علاء ميهوب
علاء ميهوب

إذا كان هناك لاعب قد باع ناديه من أجل  المال فهناك مئات اشتروا حب أنديتهم دون أي مقابل يذكر ومن هؤلاء من اشتروا النادي حتى بعد استغنائه عنهم.

اليوم نتحدث عن لاعب ضرب مثلا في الانتماء لناديه لدرجة أنه لم يستوعب إحرازه هدفا في مرماه وغادر الملعب باكيا بل واعتزل كرة القدم بعدها. 

علاء ميهوب 

اليوم نتحدث عن الموهوب علاء ميهوب لاعب النادي الأهلي ومنتخب مصر السابق الذي حقق تاريخا حافلا مع القلعة الحمراء من البطولات والانجازات التي لا تنسى.  
والنادي الأهلي ماكان ليصل لكل هذا المجد دون أن يكون هناك لاعبون يعشقونه ويقدمون من أجله التضحيات وتشهد على ذلك مواقفهم.
سنسرد لعلاء ميهوب موقفا واحدا فقط يكفى لكى تحكم على قصة عشق هذا اللاعب لناديه. 

تراجع وانهيار الأهلي 
البداية كانت بعد كأس العالم ٩٠ عندما ظهر الأهلى بأداء كروى متواضع بعد تخلى الفريق عن أفضل لاعبيه للاحتراف مثل التوأم حسام وابراهيم حسن وهانى رمزى ومر موسم ٩٠ /٩١ بالخروج الأفريقى أمام الترجى بضربات الترجيح فى دور الثمانية وخسارة الدورى بثنائية نظيفة أمام الإسماعيلي فى مباراة المحلة الفاصلة ثم الظفر بالكأس بعد الفوز على الزمالك فى قبل النهائي واسوان فى النهائي.
بدأ موسم ٩١ /٩٢ بداية كارثية وهزائم متتالية حتى أنهى الفريق الدور الأول فى المركز العاشر وتمت إقالة المدرب مايكل ايفرت بعد الهزيمة من القناة. 

عودة صالح سليم 
هنا انتفضت الجمعية العمومية وسحبت تأييدها للمرحوم الكابتن عبده صالح الوحش رئيس النادى وتمت الدعوة لانتخاب مجلس إدارة جديد ونجح الكابتن صالح سليم وعاد للنادي بعد غياب منذ عام ٨٨.
قام صالح سليم بتعيين أنور سلامة مديرا فنيا وأصبح النادي عبارة عن معسكر مغلق للاعبين بل ثكنة عسكرية.
انتفض الفريق وتحسنت نتائجه حتى ختم مشواره فى الدوري بالمركز الرابع وفاز بالكأس بعد الفوز على الزمالك ٢-١ بهدفي أيمن شوقى الأول من رأسية والثانى من متابعة لقذيفة طاهر أبو زيد المرتدة من صدر الحارس حسين السيد. 
بعد انتهاء الموسم أعطى الكابتن صالح سليم الضوء الأخضر لأنور سلامة بإعادة بناء الفريق مرة أخرى.

الاستغناء عن الأربعة الكبار 
استيقظت الجماهير فى مصر ذات صباح على أخبار استغناء الأهلي عن سبعة لاعبين دفعة واحدة منهم أربعة لاعبين من العيار الثقيل فى إطار خطة بناء الفريق وتجديد دماءه.
اللاعبون هم ( طاهر أبو زيد وربيع ياسين وعلاء ميهوب ومحمود صالح ).
كل لاعب من هؤلاء الأربعة يحمل تاريخا شخصيا لا تحمله أجيال بكاملها فى أندية أخرى.
الخبر أحدث دويآ هائلآ وانقسمت الجماهير فى الشارع والمدرجات.
الكل فى حالة ذهول هل حقًا استغنى الأهلي عن نجومة الأربعة ؟

 لكن فى نهاية المطاف انتصرت رؤية صالح سليم وأصبح الأهلي بعد عامآ واحدآ فقط فريقآ مرعبآ وظهر للجمهور واحدآ من أفضل أجيال الأهلى على مر العصور وأقواها.
لكن تعالوا بعد كل هذه المقدمة لنستعرض ماذا فعل الأربعة الكبار بعد القرار المفاجئ بالإستغناء عنهم:

 ربيع ياسين ومحمود صالح فضلوا الإعتزال على أن يرتديا قميص آخر غير قميص الأهلي رغم العروض الكثيرة والقدرة على العطاء.
أما طاهر أبو زيد ففاوضه الزمالك والاسماعيلى بقوة ورفض الزمالك حبآ واحترامآ لجماهير الأهلى ووافق على اللعب للإسماعيلي.
اتجه طاهر للتوقيع للإسماعيلي ويحكي بنفسه أنه طوال الطريق للإسماعيلية ظل يتخيل نفسه بقميص اخر غير قميص الأهلي حتى وصل إلى مشارف الإسماعيلية ثم عاد وقرر الإعتزال.
أما علاء ميهوب الذى كان أكثرهم وقوفآ على قدمه فى الملعب وأكثرهم جاهزية اختار أن يكمل مسيرته وتعاقد مع الأوليمبى.

مباراة الاوليمبي 
حانت اللحظة الأصعب فى تاريخ الأهلاوية وتاريخ علاء ميهوب عندما تواجه الأهلي مع الأوليمبى.
المشاعر متضاربة فى المدرجات ولا أحد يتخيل أن علاء أحد أعظم صناع اللعب فى تاريخ الأهلي سيلعب ضد عشقه الأول والأخير.
بدأت المباراة وتقدم الأوليمبى بهدف رائع لميهوب.
هنا انهار اللاعب وتأثر الكثير من جمهور الأهلى فى المدرجات وأمام الشاشات.
دموع اللاعب وانهياره تكشف قصة انتماء عظيمة للاعب عظيم كان هو النجم الأول للأهلى ومنقذه بعد اعتزال الخطيب فى ٨٧ ورحيل علاء فى ٩٢.

لم يستطع ميهوب استكمال اللقاء وغادر ملعب المقاولون العرب وقتها وسط تشجيع رهيب من جمهور الاهلي 

ليحكي بنفسه ما حدث ويقول تركت الملعب ولم استطع استكمال المباراة وتوجهت لغرف تغيير الملابس لاتحدث مع نفسي عن كيفية إحراز هدف في مرمى الأهلي عشقي الاول والأخير وهل حدث ذلك بالفعل هل أحرزت هدفا في بيتي الذي تربيت فيه وأخذت ابكي واتخذت قرارا باعتزال كرة القدم بعدها. 
ليعطي ميهوب درس انتماء مجاني لكل اللاعبين وقتها وتضرب به الجماهير الأهلاوية المثل حتى الآن في الإخلاص والعشق للنادي الأهلي.

الجريدة الرسمية