محاولة إثبات وجود.. سر تزايد عمليات داعش في العراق وسوريا مؤخرا
تثير العمليات الإرهابية المكثفة التي يشنها تنظيم داعش في كل من سوريا والعراق، مخاوف من عودة التنظيم، بعد سنوات من القضاء عليه واستعادة المدن التي كانت تحت سيطرته في البلدين.
عودة داعش
ونتيجة لتلك الهجمات التي يشنها التنظيم الإرهابي قال محللون في الشأن الإرهابي أن انتفاضة التنظيم الأخيرة لحظية وغير مؤثرة على المدى الطويل، وهي بمثابة رقصة الطائر المذبوح قبل انتهاء أجله.
هجوم سجن جويران
في واحد من أعنف الهجمات التي شنها التنظيم منذ هدم دولته قبل أعوام، شهد سجن غويران في مدينة الحسكة السورية والذي يضم نحو 5 آلاف سجين من عناصره، هجوما قويا الخميس الماضي، تمكن فيه داعش من احتلال السجن وتحرير المئات، قبل أن تستعيد القوات الكردية المسؤولة عنه السيطرة بمساعدة طيران التحالف الدولي.
ورغم إعلانها استسلام المئات من عناصر التنظيم، لا تزال القوات الكردية تواصل عمليات التمشيط في محيط السجن وأحياء مختلفة من مدينة الحسكة، بعد أيام من الاشتباكات العنيفة.
مجزرة ديالي
بعد ساعات من بدء الهجوم على سجن جويران في سوريا كان عناصر تنظيم داعش على موعد مع هجوم مواز في محافظة ديالي العراقية راح ضحيته 11 جنديا من قوات الجيش.
ويعد هجوما ديالي وغويران بمثابة نقلة نوعية في عمليات التنظيم التي درج عليها منذ إعلان سقوط ”الخلافة“، إذ كان منذ ذلك الحين يعتمد على أسلوب حرب العصابات والهجمات المتخفية بدلا عن المواجهات المباشرة.
الفراغ الأمني
وفي تفسيره لتزايد الهجمات، اعتبر الخبير الأمني العراقي عياد طوفان أن الكثافة التي ظهر بها داعش مؤخرا خصوصا في العراق مرتبطة بتعثر العملية السياسية الذي يؤثر على الحالة الأمنية، وفي ظل استمرار وجود عناصر التنظيم الذين استغلوا الفراغ الأمني لتنفيذ هجماتهم.
وأضاف طوفان، أن عناصر داعش ما زالوا موجودين، وأن الهزيمة التي لحقت بهم قبل سنوات كانت فقط طردهم من المدن فقط، وقال: ”نحن لم نقض على الدواعش.. نحن فقط طردناهم من المدن وعادوا من حيث أتوا“.
لكن الخبير الأمني قلل من أهمية عمليات داعش، مستبعدًا أن تكون مقدمة لتكرار السيناريو الذي جرى في 2014 عندما استطاع السيطرة على مناطق واسعة، وكسر الحدود بين سوريا والعراق.
وقال: ”الهجمات التي يشنها داعش لا تزال تتخذ شكل حرب العصابات، كما أن المعطيات على الأرض الآن في 2022 مختلفة عن 2014، فالحدود العراقية السورية مغلقة بشكل لا يمكن اختراقه، كما أن الاستعدادات الأمنية تحول بينه وبين السيطرة مرة أخرى على المدن“.
أسباب الاستمرار
ويرى الخبير العراقي أن استمرار تنظيم داعش إلى هذه اللحظة وقدرته على شن الهجمات لها مسوغات واقعية تتمثل في أن المعركة الفكرية مع التنظيم غائبة عن الساحة.
كما اعتبر أن استمرار ”الظلم“ الواقع على المناطق السنية يجعل مهمة تجنيد مقاتلين جدد لصالح داعش أسهل.
وقال: ”نحن قاتلنا داعش بالسلاح، لكن لم نقاتلهم فكريا، كما أن المظلومية (السنية) مستمرة والتهميش والإقصاء والبطش الأمني مستمر“.
إثبات وجود
في السياق، يرى الخبير في شؤون الجماعات المتشددة أبو الفضل الإسناوي أن ضربات داعش الأخيرة في العراق وسوريا هي محاولة لإرسال رسالة مفادها أنه ما زال موجودا.
وقال الإسناوي، ”داعش يتمدد خلال الفترة الأخيرة بشكل أكثر حدة في أفريقيا ولا سيما المناطق الرخوة منها كمنطقة الساحل، مستغلا انشغال القوى العالمية بالتوجه شرقا نحو آسيا“.
وتابع: ”لكن عمليات التنظيم في سوريا والعراق مجرد إثبات وجود ورقصة ما قبل الموت، لاسيما مع عودة الدولة العراقية، والتقارب السوري – العربي مؤخرا، وهو ما سيؤثر بشكل أكيد على قدرات التنظيم“.