في ذكرى ميلاده.. أفلام أحدثت صداما بين يوسف شاهين والرقابة بمصر
فنان ومخرج متعدد المواهب، منذ قدم فيلمه “الله معنا” عام 1950 حتى تميزت أفلامه بالجودة والعبقرية، متعدد المواهب إخراجا وإنتاجا وتمثيلا، باعتراف النقاد يصنع أفلاما ذات فكرا ومضمونا، ولد المخرج الفنان العالمى يوسف شاهين في مثل هذا اليوم 25 يناير 1926، ورحل عام 2008.
اتهم يوسف شاهين بأن الجمهور لا يفهم أفلامه وكان رد شاهين على هذا الاتهام قائلا: عندما يختلف الناس حول فيلم من أفلامي فهذا عندى منتهى النجاح لأني استطعت أن أجعل الناس تفكر معى، وأنا لا أعامل جمهوري على أنه حجر أصم، وهذا ما يميزني عن غيري، والذنب ليس ذنبي، لكنه ذنب السينما المتخلفة فى بلادنا حتى أن الجمهور المصرى لم يعد يفرق بين الفن الجيد والفن الهابط، بعد أن تحول الفن إلى تجارة رخيصة، وبالرغم من ذلك ومع مرور الزمن أصبحت أفلامى أكثر جماهيرية.
البداية فى الإسكندرية
ولد يوسف جبرائيل شاهين في الإسكندرية لأب لبنانى وأم من أصول يونانية، التحق بكلية فيكتوريا حيث تلقى تعليمه، سافر يوسف شاهين إلى الولايات المتحدة حيث أمضى عامين في دراسة فنون المسرح معهد باسادينا المسرحى، وعاد وهو في سن الـ23 ليقدم فيلمه بابا أمين بمساعدة المصور الإيطالى أورفانيللى، الفيلم الذى اعتبره علامة في حياته.
وكان فيلمه الثانى "ابن النيل" الذى شارك به في مهرجان كان للمرة الأولى ليستمر في مشوار الإخراج السينمائى بأفلام: باب الحديد الذى شارك في تمثيله لأول مرة في دور قناوي، ثم الناصر صلاح الدين عام 1963، ليقدم خلال مشواره الذى استمر أكثر من نصف قرن 37 فيلما هي علامة في السينما المصرية كان آخرها فيلم "هي فوضى".
قدم يوسف شاهين مجموعة أفلام أحدثت صداما مع الرقابة ومع السلطة مثل فيلم "العصفور"الذى منع عرضه بسبب تناوله أسباب نكسة 67، "المهاجر" الذى اعتبر قصة نبى الله يوسف عليه السلام، المصير عن قصة ابن رشد وهكذا.
استعرض يوسف شاهين سيرته الذاتية وحياته الشخصية وتطورات الحياة الاجتماعية والسياسية في مصر، من خلال أربعة أفلام أطلق عليها رباعية الإسكندرية وهى: إسكندرية ليه، حدوتة مصرية، إسكندرية كمان وكمان، إسكندرية نيويورك.
أفضل 12 فيلما
في استفتاء "100 سنة سينما في مصر" كان يوسف شاهين صاحب الرصيد الأكبر بين أهم مائة فيلم في تاريخنا بـ12 فيلما، هي على الترتيب الأرض، باب الحديد، الناصر صلاح الدين، صراع في الوادي، إسكندرية ليه، العصفور، عودة الابن الضال، المهاجر، الاختيار، جميلة، ابن النيل، حدوتة مصرية.
من أواخر كلماته في حواراته قال: سعادتى فى الشغل وإذا كنت أبحث عن الشهرة فلقد جاءت الشهرة والاعتراف العالمي بالسينما المصرية وبيوسف شاهين جاء وربنا فتحها علينا بشكل غير معقول، لكن أنا أعشق السينما وأعشق الشغل وأهدى أى جائزة حصلت عليها إلى الشعب المصرى الذى سار معى وساعدنى طوال ما يقرب من خمسين سنة.
حصل يوسف شاهين على جائزة اليوبيل الذهبى فى مهرجان “كان “عام 1977 عن فيلمه المصير، وقبل هذه الجائزة فاز بالجائزة الكبرى فى مهرجان قرطاج وعن فيلمه ”إسكندرية ليه” فاز بجائزة لجنة التحكيم فى مهرجان برلين، كما نال جائزة الدولة التقديرية عام 1994.