باحث أثري: الشرطة المصرية أول من وضعت نظام للأمن الداخلي
قال الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات أحمد عامر إن المصريين القدماء كان لهم الفضل في تأسيس أول دولة نظامية في العالم، من حيث حمايتها داخليًا عن طريق تأسيس شرطة تحمي مواطنيها، وكذلك جيش يحمي حدودها من هجمات الأعداء، فنجد أن العوامل الطبيعية والدينية والإجتماعية، أثرها في استتباب الأمن وخاصة الوازع الديني لعقيدتهم وإيمانهم بأنهم سيحاسبون في الحياة الأخرى على أعمالهم في الحياة الدنيا، لذلك سن المصريين القدماء القوانين، وأسسوا النظم الكفيلة بتحقيق العدالة والإستقرار والأمن، ولذلك نجد الأمن موجود منذ القدم في القبيلة والمقاطعة والمدينة والإقليم، فنجد أن إقرار الأمن وتنفيذ النظم التي استحدثت.
وأضاف “عامر”: نضجت هذه النظم في النصف الأول من الدولة القديمة، وأصبح لهيئة الشرطة في عهد الدولة الحديثة كيان مستقل من أجهزة الدولة بما في ذلك الجهاز الإداري والجيش، وكان الوزير الرئيس الأعلى لجهاز الشرطة، وكان عليه أن يشرف على حراسة الفرعون بكافة الوسائل المؤدية لهذا الغرض، وكان القدماء المصريين أول من إعتنوا بوضع نظام للأمن الداخلي.
وأوضح "عامر" أن الشرطة في مصر القديمة كانت على قدر كبير من التنظيم والتقسيم، فنجد أن رجال الشرطة كانوا يستخدمون لحفظ الأمن وتنفيذ القانون، وكان تقسيم الشرطة كالآتي فنجد رئيس الشرطة من الضباط الحاملين لـ "رتبة العلم" في حرس الملك، ونجد أن وظائف الشرطة كانت مقسمة إلى شرطة المعابد والمقابر، وكان يُعين للمعابد والمقابر حراسًا، كما نجد شرطة العمال، وأيضا كانت توجد شرطة حراسة القوافل النهرية وكان ذلك ناتج عن وجود نهر النيل وأنه يستخدم وسيلة للمواصلات.
وأشار الخبير الأثري إلي وجود الشرطة المحلية، وكان دورها حفظ الأمن في المدن الكبرى، وكذلك في الصحراء، وكانت تؤدي دوريات منظمة للمرور على الطريق لتفتيشها وتعقب المجرمين خصوصًا المحكوم عليهم والهاربين في الصحراء، كما تم أيضًا تأسيس ما عرف بإسم الشرطة في الصحراء والحدود وكان يراعي في اختيار رجال الشرطة في الصحراء والحدود أن يكونوا على علم ودراية وذو خبرة بطرق الصحراء ومسالكها، كما كان يوجد شرطة المناجم والمحاجر، وكان يوجد نوع خاص من الشرطة وهي الحرس الملكي والشرطة الخاصة وكان هذا النوع من الشرطة خاص بالملك لضمان سلامته وولاء الشعب له، كمان كان يوجد شرطة الخدمات العامة.