عميل غامض.. مخطط المخابرات الإيرانية لإيقاع نساء إسرائيل في فخ التجسس
لا تتوقف جولات التجسس والهجمات السيبرانية المثيرة للجدل بين إسرائيل وإيران، والتي كان آخرها الكشف عن تجنيد نساء إسرائيليات للتجسس لصالح إيران، وبثت "القناة الإسرائيلية 13" تقريرًا عن ملابسات تجنيد من وصف بالعميل الإيراني نساء إسرائيليات، ونشرت لأول مرة شهادتهن واعترافتهن بشأن علاقتهن بهذا الإيراني الغامض.
وذكر التقرير المصور أن العميل الإيراني نجح على مدى أعوام في نقل معلومات وصور بواسطتهن وأنهن تجسسن في إسرائيل لصالحه.
وعرضت القناة التلفزيونية الإسرائيلية اعترافات لهؤلاء النساء قالت إنها تنشر للمرة الأولى، إحداهن رمز لها بالحرف "د" وتبلغ من العمر 50 عامًا، وهي أم لخمسة أبناء، وتقيم في القدس.
فيسبوك
روت هذه المرأة وفق التقرير، أنها تلقت قبل عامين ونصف طلب صداقة عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك من شخص يطبق على نفسه اسم "رامبود نمدار".
وقالت هذه المرأة في شهادتها: "رأيت أن جميع صديقاتي في الفيسبوك هن صديقاته أيضا ووافقت على الطلب.. بعث لي رسالة باللغة العبرية يسألني فيها كيف حالي. سألته من أين يعرف العبرية؟ قال إن والديه من مشهد وإن جده علمه العبرية، وعرّف بنفسه على أنه مقاول من حي (طهران برس) الذي يعتبر راقيا، وبعد ذلك أعطيته رقم هاتفي بناء على طلبه وبدأنا نتهاتف عبر واتس آب".
استمر تواصلهما عبر الهاتف، وقالت المرأة إنها قامت بتسجيل رقم هاتف الإيراني باسم وهمي حتى لا يلاحظ أبناؤها ذلك، مشيرة إلى أنه حاول الحصول على معلومات منها، كما أرسل إليها منشورا من مجموعة في الفيسبوك ودعوات بالنجاح للقيادة الفارسية الجديدة في وحدة 8200، وسألها عن صاحبة المنشور، فقالت له "أنا اعرفها والتقيت بها ولكنها ليست صديقتي".
وعلّق التقرير المصور قائلًا إن هذا الأمر مثير للشكوك تماما مثل المحادثة التالية بين الشخص الإيراني والمرأة الإسرائيلية ذاتها، إذ سألته عما إذا كان شاهد المسلسل الناجح "طهران"، وأجاب رامبود قائلا إن هذا المسلسل تابع للشاباك "جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي"، وسألها ما إذا كانت رأت أو قابلت موظفين بالشاباك، واصفا إياهم بأنهم أقوياء.
وبعد مرور أربعة أشهر من بدء العلاقة بينهما، عرض العميل الإيراني على المرأة "د" اللقاء خارج إسرائيل، وقالت المرأة في شهادتها عن هذا الأمر: "في البداية عرض على لقائه في تركيا ولكن بعدها قال في دبي، قلت له إني ما زلت متزوجة ولم أحصل على الطلاق بعد، لكنه استمر في محاولة إقناعي بلقائه في دولة أخرى".
وفي تكملة لنص هذه الشهادة قالت هذه المرأة: "قال لي إنه يستطيع إعطاء رشاوى لأشخاص لإحضاري إلى إيران عبر أرمينيا، ولكن ممنوع أن أقول هذا الأمر لأي شخص في العالم".
رامبود نمدار
وروى التقرير أن المرأة "د" أبلغت امرأة أخرى كان "رامبود نمدار"، تحادث معها هي الأخرى وهي أيضا جرى اتهامها بالعلاقة معه ولها قصة مشابهة.
هذه المرأة الإسرائيلية الثانية قالت في شهادتها: " قبل حوالي 5 أعوام بعث إلي رامبود رسالة عبر الفيسبوك وقال إنه يهودي غني وأنا قلت له إنني مررت بطلاق غير سهل، وإنني أعمل بعدة وظائف وعرض علي إرسال مال إلي ولكني رفضت. وفي أحد الأيام اكتشفت أنه قام بعرض الالتقاء على امرأة لأخرى غير (د). المرأة (ب) اتصلت بي وقالت إنها اتفقت مع رامبود على الالتقاء في تركيا وإنها اشترت له سلسلة هدية وبدأت في البكاء عندما عرفت لأنه لن يستطيع السفر، في حين أنها اشترت تذكرة سفر ودفعت أموالا كثيرة. وأنا سألتها كيف تسافرين للقاء شخص لا تعرفينه؟".
وقال التقرير إن العميل الإيراني كان يستخدم نفس الطريقة مع جميع النساء، وهو كان عرض أيضا المال على المرأة "د" وهي وافقت على استلام النقود.
وأقرت المرأة "د" بهذا الأمر قائلة: "كنت في وضع مادي صعب بسبب كورونا وقلت ذلك له، وأصر على إرسال ألف دولار إلي وبعث إلي برقم جواله من ويسترن يونيون. ومضيت إلى أحد الفروع وسحبت 2800 شيكل مرسلة من أستراليا. قال لي إنه طلب من صديق له في أستراليا إرسال المبلغ إليَّ في إسرائيل".
ونشر التقرير محادثة كتابية عبر فيسبوك بين من يُوصف بأنه عميل إيراني والمرأة التي يرمز لاسمها بالحرف "د"، دارت حول سبب عدم كشفه معلومات شخصية عن نفسه.
وأثناء التحقيق معها، قالت هذه المرأة الإسرائيلية إنها خلال المحادثات كانت تشك في الرجل الإيراني، حيث قالت "د" للمحقق:
"خلال المحادثات بيننا سألته إن كان يعمل جاسوسًا، وقال لي إنه فعل كل شيء في العالم إلا هذا الأمر".
وأقر التقرير المصور بأن هذه المرأة "د" خلال التحقيق فقط كشفت ما حدث بينها والإيراني.
التقرير وصف النساء المتورطات في هذه القضية بالساذجات، مشيرا إلى أن عدم إبلاغهن عن تلك العلاقة "الغريبة" مع العميل الإيراني ورطهنَّ في هذه القضية التي وُصفت بالخطيرة والتي تأتي "ضمن محاولات إيران الحصول على معلومات حول ما يحدث في إسرائيل".