علي جمعة: الشعوب تشعر بتناقض بين الإيمان بالقيم وقرارات الحكومات
قال الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، إن كثيرًا من الشعوب يشعرون بتناقض بين الإيمان بالقيم المطلقة، وبين قرارات حكومتهم وقيادتهم وتصرفاتهم، موضحًا أن كثيرًا من مؤسسات المجتمع المدني في العالم ترى هذا التناقض، لذا تعترض على الحرب في العراق، وعلى العولمة والصهيونية.
تناقض الإيمان والقرارات
وأشار إلى أن مذهب النسبية منقوض من داخله، فالإيمان بالنسبية المطلقة في حد ذاته يشتمل على مطلق، فلا يستطيع أحد التخلص من الإيمان بهذا المطلق.
وكتب علي جمعة تدوينة على الفيس بوك "من خلال هذا المعنى- تقديم النسبي على المطلق- يمكن أن نفسر مواقف دول الشمال ودول الجنوب، فيما يتعلق في اتفاقية الجات، وحقوق الملكية الفكرية، واستخدامات المواد الخام، بل فيما يتعلق بمفهوم الحضارة الواحدة، ومفاهيم النهايات، نهاية التاريخ، ونهاية الإنسان، ونهاية الحضارة إلى آخر ما أطلقوا عليه (Ends) وهذا الوضوح في التفريق بين النسبي والمطلق ليس شائعًا عند كل أفراد العالم الغربي، أو العالم الحديث".
مذهب النسبية منقوض
وقال "بل إنه كذلك في أذهان القيادات ومتخذي القرار سواء في مجال السياسة أو الفكر وعند كثير من أساتذة الجامعات والمشتغلين بالإعلام، ولذلك نرى أيضا أن كثيرًا من أفراد الشعوب يشعرون بذلك التناقض بين الإيمان بالقيم المطلقة، وبين قرارات حكومتهم وقيادتهم وتصرفاتهم، ومن أجل ذلك نرى كثيرًا من مؤسسات المجتمع المدني تعترض على الحرب في العراق، وتعترض على العولمة، وتعترض على الصهيونية، ونحو ذلك"
وتابع علي جمعة "فهم لا يتصورون أن هذا لتقديم النسبي على المطلق أو لإنكار المطلق نفسه، ومذهب النسبية منقوض من داخله حيث إن الإيمان بالنسبية المطلقة في حد ذاته يشتمل على مطلق، فلا يستطيع أحد حتى أولئك أن يتخلصوا من الإيمان بهذا المطلق، وكأنه يرغمه على الإيمان به"
العدل المطلق
وكان الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، كشف عن النسبي والمطلق من خلال مفهوم العدل المطلق، مؤكدًا أن عدم إدراك النسبي والمطلق يكون عاتقًا لعدم فهم مواقف السياسة العالمية، واستعان بفكرة القضية الفلسطينية، حيث أن مفهوم العدل غير موجود في عملية تناول الغرب للقضية، لكن التفاوض يطغى على العدل في القضية، قائلًا أن الغرب يشير إلى أن تمسكنا بالعدل هو الذي يعطل القضية الفلسطينية.
وأكد أن العدل في الإسلام اسم من أسمائه تعالى، في حين يدرك الغرب أن العدل إله من آلهة العقائد اليونانية القديمة، وأنه مجرد صورة في أذهان من أنشأه، تغير بتغير تلك الصورة.