مناخوليا.. الظالم والمظلوم
فى كل فترة يخرج علينا فنان يشكو لنا مظلوميته ثم نفاجا بأحد من عائلة ذلك الفنان ينفى الرواية ويؤكد لنا انه هو الظالم وليس المظلوم.. ثم يشكو لنا هو الآخر سواء كانت زوجة الفنان أو أبوه أو أمه من التجاهل والظلم ويصف لنا كم هو فنان عاق وظالم على عكس ما نراه على الشاشات
وبين هذا الظالم وذاك المظلوم تأخذ رواياتهم دورتها على صفحات السوشيال ميديا وينقسم رواد الفيس وتويتر بين مؤيد ومعارض والحكم هو ذاك الفهلوى الذى يقبع هناك على اليوتيوب ليفند أصل الحكاية على مزاج اللى جاب أبوه حتى يصل الموضوع للفضائيات فيخرج علينا المذيع الهمام فى آخر الليل ليصرخ منتقدا المظلوم والظالم معا.. وبعد مداخلتهم للبرنامج نكتشف انهم ملائكة تمشى على الارض ونتوه وتتوه حقيقة شكواهم ثم ننسى الحكاية وننتقل إلى معركة أخرى أكثر إثارة وتسلية
هذا ما نحن فيه وما نتابعه كل حين ومين وآخر معارك الظالم والمظلوم التى تدور رحاها الآن هى معركة الفنانة ياسمين صبرى مع والدها أشرف صبرى.. هى تقول وهو ينفى.. وهو يقول وهى تنفى.. والسوشيال ميديا تنشر وتفتى.. واليوتيوب يحلل.. ومذيع الفضائيات يصرخ.. وأنا هنا أشعر بأننى فى حالة من المناخوليا تكاد تعصف بأم رأسى..
ياسمين صبرى تشكو نشأتها الفقيرة ومصروفها الفقير ومدرستها الحكومية وتصف صراعها مع الحياة لتصل إلى ما وصلت إليه.. ووالدها ينفى كل ذلك ويؤكد أنها مولودة وفى فمها ملعقة من ذهب.. حيث كانت لديها خادمة فلبينية وكانت ترتدى ملابس من باريس ودخلت مدرسة الـ EGC أرقي مدارس اسكندرية في وقتها، وعاشت في فيلا بحمام سباحة وصالة جيم ولها غرفة خاصة بحمامها
ياسمين تكتب على صفحتها انها كانت ذكية ومن المتفوقين.. فيرد والدها على صفحته بأنها كانت فاشلة دراسيا وترسب كثيرا وإذا نجحت فإنها بتنجح بالعافية ومجموعها دائما من خمسين إلى 55% لا يذيد أبدا
ومازالت معركة الظالم والمظلوم تدور رحاها بين ياسمين ووالدها ومازال الفيسبوكيون والتويتريون يتناقلون بوستاتهم وتغريداتهم ويعيدون نشرها.. ومازال اليوتيوبيون يحلللون ويتفزلكون ومازال المذيعون على فضائياتهم يصرخون.. ومازلت انا أقبع هنا فى مقهى المناخوليا حتى أصبحت أفضل زبون.. حيث لا يهمنى اذا ما كانت ياسمين على حق أو أنها كاذبة وأباها هو الذى على حق.. ففى الحياة مشكلات ومواجهات وهموم وصراعات هى أولى بالتفكير والتحليل والدراسة!