وسط مساعي التهدئة.. إثيوبيا تهدد بإبادة قوات تيجراي
قال مسؤول عسكري بارز في إثيوبيا إن الجيش يعتزم دخول عاصمة إقليم تيجراي "لإبادة" القوات المتمردة، في تصريحات تأتي وسط جهود دبلوماسية لإنهاء الصراع الدائر في شمال البلاد.
ويحارب جيش إثيوبيا وحلفاؤه منذ أكثر من عام قوات موالية للجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، وهي الحزب السياسي الذي يسيطر على إقليم تيجراي.
وقف إطلاق نار
وتوجه دبلوماسيان أمريكيان بارزان إلى أديس أبابا منذ أيام سعيًا لوقف إطلاق النار وسط علامات محدودة على خفوت حدة التوتر بين الطرفين المتحاربين منها إطلاق سراح معتقلين سياسيين.
وفي مقابلة بثتها مؤسسة فانا للإذاعة في ساعة متأخرة من مساء الجمعة، قال الجنرال أبيباو تادسي نائب قائد قوات الدفاع الإثيوبية إن البلاد لن تنعم بالسلام إلى أن يتم القضاء على قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي.
وقال: "تيجراي جزء من إثيوبيا وما من قوة ستمنعنا من دخولها. سندخلها وسنبيد العدو. يجب ألا يكون هناك أدنى شك في هذا".
وأضاف: "يجب ألا يظن الشعب الإثيوبي أن الأمر انتهى، فهو لم ينتهِ. الشيء الوحيد هنا أننا توقفنا كي نتأهب. هذا العدو لا يزال هناك ولا بد من إبادته عن آخره. لن نتفاوض معه".
منطقة عازلة
وتقدمت الحكومة الإثيوبية باقتراح لإنشاء منطقة عازلة في إقليم تيجراي بإدارة أممية لإيصال المساعدات الإنسانية للإقليم عقب إعلان منظمة الصحة العالمية تدهور الأوضاع الإنسانية في الإقليم المحاصر.
واتهمت إثيوبيا مقاتلين تيجراي بإعاقة عمليات الإغاثة الإنسانية.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن حصارا تيجراي يحول دون وصول الأدوية وغيرها من اللوازم المنقذة للأرواح إلى الإقليم ما يسبب "جحيما" في المنطقة التي تشهد حربا، ويمثل "إهانة للإنسانية".
وقال مدير عام المنظمة تيدروس أدهانوم جيبرييسوس للصحفيين: "لم نشهد في أي مكان في العالم جحيما كالذي في تيجراي". وجيبرييسوس نفسه يتحدر من تيجراي.
حل سياسي وسلمي
وأضاف: "إنه أمر مروع ولا يمكن تصوره في عصرنا، في القرن الحادي والعشرين، أن تحرم حكومة شعبها منذ أكثر من سنة من الحصول على الغذاء والدواء وكل ما يحتاجه للبقاء على قيد الحياة"، مطالبا "بحل سياسي وسلمي" للنزاع.
وأوقع النزاع في تيجراي آلاف القتلى في المنطقة التي تخضع بحسب الأمم المتحدة "لحصار بحكم الأمر الواقع" يمنع وصول المساعدة الإنسانية والمواد الغذائية والأدوية.
مطالب متكررة
لم يُسمح لمنظمة الصحة العالمية بنقل أدوية ومعدات طبية إلى تيجراي منذ منتصف يوليو السنة الماضية رغم المطالب المتكررة لا سيما لدى مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي ووزارة الخارجية بحسب تيدروس.
وذكر تيدروس بأنه حتى في أوج الحرب في سوريا واليمن، كانت منظمة الصحة العالمية تتمكن من إيصال المساعدة للسكان الذين يحتاجونها.
ومن جهته، عبر مسؤول عمليات الطوارئ لدى منظمة الصحة مايكل راين الذي حضر الى جانب تيدروس، أيضا عن استهجانه. وقال إنه بسبب هذا الحصار "هناك أشخاص لا يحصلون على مواد أساسية تتيح إنقاذ أرواح".
إهانة للإنسانية
وأضاف "من وجهة نظري، فإن السماح باستمرار مثل هذا الوضع، وعدم السماح بإيصال شيء هو إهانة للإنسانية".
وتشهد منطقة تيجراي منذ 14 شهرًا نزاعا مسلحا بين الحكومة الفدرالية والسلطات المحلية السابقة المنبثقة عن جبهة تحرير شعب تيجراي، الحزب الذي حكم إثيوبيا قرابة 30 عامًا إلى أن وصل رئيس الوزراء الحالي أبي أحمد إلى السلطة.
وأرسل أبي أحمد، في نوفمبر 2019 الجيش الفيدرالي إلى تيجراي للإطاحة بسلطات الإقليم التي كانت تتحدى سلطته منذ أشهر، واتهمها بمهاجمة ثكنات عسكرية.
وأعلن أبي النصر سريعا بعد الاستيلاء على ميكيلي عاصمة الإقليم من قبل القوات الإثيوبية في نهاية العام 2020. لكن عناصر جبهة تحرير شعب تيجراي استعادوا السيطرة على كل تيجراي تقريبًا بعد هجوم مضاد في يونيو الماضي قبل التقدم إلى منطقتي أمهرة وعفر والاقتراب من أديس أبابا.