رئيس التحرير
عصام كامل

هل تقبل أسرة بسنت خالد اعتذار أهالي المتهمين؟

بسنت الضحية
بسنت الضحية

في تطور جديد في مأساة "بسنت خالد" ضحية الابتزاز والصور المفبركة بكفر الزيات في محافظة الغربية أبدى «م. ش» والد أحد المتهمين أن أولياء أمور الطلاب المتهمين في بالواقعة مستعدون للاعتذار إلى أسرة الطالبة بسنت خالد، وذلك من أجل الحفاظ على مستقبلهم وأنهم مقبلون على امتحانات الفصل الدراسي الأول ولن يتمكنوا من مراجعة دروسهم في ظل استمرار التحقيقات.

وأكد والد أحد الطلاب المتهمين أن البعض من أولياء الأمور تخوفوا من الاعتذار في الوقت الحالي لأسرة بسنت حتى لا يكون دليل إدانة على أبنائهم وفضلوا الانتظار لحين انتهاء التحقيقات.

 

فيما قالت هناء والدة بسنت خالد ضحية الابتزاز الإلكتروني بالغربية: "مفيش اعتذار.. نفسي اللي عملوا في بنتي كدا يتعدموا عشان يبقوا عبرة لغيرهم" مؤكدة أن ابن عمها متهم في القضية وخاض في شرف ابنتها وأنها لن تتصالح في القضية ولن تترك حق نجلتها.

 

وأضافت أن نجلتها كانت متفوقة دراسيًّا وكان كل تركيزها في المذاكرة وتحقيق ما تحلم به مشيرة إلى أنها كانت ترد على من يدعو لها بالزواج "بعد الشر" وكانت تقول لخالتها "الواحدة ممكن تستنى في الجواز لحد سن الـ30 لكن أنا عايزة أحقق أحلامي وأطلع دكتورة وأسافر برة وأبقى حاجة كبيرة".
 

وقالت: "بنتي ما كانتش تستاهل اللي حصل لها ده كله وكانت تستاهل مستقبل أفضل ومكنتش أتوقع إن يجي اليوم اللي أقول فيه الله يرحمك يا بسنت".

 

ونفت الأم ما تردد من شائعات عن تعرض نجلتها لأي محاولات ابتزاز قبل ذلك وهذه هي المرة الوحيدة التي تعرضت لها وأنهت على مستقبلها.

 

وقالت إنها تعيش في قرية وأهل قرية كفر يعقوب يطلقون الشائعات دومًا مؤكدة أنها متزوجة بالقرية منذ 33 عامًا وهناك شوارع وأسر لم يسبق لها معرفتهم طوال فترة معيشتها بالقرية وبالتالي كانت تحافظ على بناتها وترفض اختلاطهنَّ بالآخرين.

 

إحالة المتهمين

وأمر المستشار حمادة الصاوي النائب العام بإحالة خمسة متهمين محبوسين لمحكمة الجنايات؛ لارتكابهم جريمة الاتجار بالبشر باستغلالهم ضعف المجني عليها أمام تهديداتهم بنشر صور مخلّة منسوبة لها بقصد استغلالها جنسيًّا وإجبارها على ممارسة أفعال مخلة، واتهام بعضهم بهتك عرضها بالقوة والتهديد، وتهديدها بنشر صور خادشة لشرفها، وكان التهديد مصحوبًا بطلبات منها، واعتدائهم جميعًا بذلك على حرمة حياتها الخاصة، وتعديهم على المبادئ والقيم الأسرية في المجتمع المصري باستخدام شبكة المعلومات الدولية.


وكانت النيابة العامة قد أقامت الدليل قِبَل المتهمين من شهادة ثلاثة عشر شاهدًا، وإقرارات المتهمين المقدَّمين للمحاكمة، وإقرارات متهمين آخرين نُسِخَت صورة من الأوراق لوقائع أخرى مسندة إليهم جارٍ التصرف فيها؛ لكونهم أطفالًا دون الثامنة عشر من العمر، فضلًا عن تقرير فحص الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية للصور والمقاطع المنسوبة للفتاة، وتقرير فحص الإدارة العامة للمساعدات الفنية لهواتف المتهمين، وسجلات إحدى شركات الاتصال الثابت بها محادثات بين أحد المتهمين والمتوفاة.


ولمست النيابة العامة من خلال تحقيقاتها في الواقعة ما عانته المجني عليها من كربٍ أصابها من جرمِ المتهمين، حتى اضطرت إلى الخلاص منه بالتخلص من حياتها.


وأكدت النيابة العامة تصديها بحزم لمثل جرم المتهمين وملاحقة مرتكبيه، وتعقب الدليل المقام قِبَلهم بكافَّة السبل المخوَّلة لها قانونًا، وتهيب بأولياء الأمور إلى الرفق بأبنائهم، والإنصات إليهم، ومشاركتهم همومهم وما يُخطئون في اقترافه بمغفرةٍ واحتواءٍ، دون أن يتركوهم نهبًا لعُزلةٍ ووَحدةٍ تُفضيان بهم إلى عواقب وخيمة.


وناشدت النيابة العامة الشباب تحمل مسئولية الحفاظ على أرواحهم التي هي أمانة لديهم يوفون حقوقها أمام بارئها، وتنبههم إلى أن التخلص منها عن إدراكٍ وإرادةٍ سليمة إن لم يكن جريمة جنائية، أو فعلًا مُخرِجًا من الملة الدينية، لهو كبيرةٌ من عظائم الذنوب؛ لإزهاقِ رُوحٍ لا يملكُ حقَّ قبضِها إلا بارئُها، وأن هذا السبيل الموهوم للتخلص من الضغوط والهموم هو مكيدة من الشيطان، قد يلقى مرتكبها ربه آثمًا، ويترك أهله في لوعات فراقه، فتجنبوه، واعلموا أنَّ لكل ضائقة مخرجًا، ولكل كربٍ فرجًا، وأن بعد العسر يسرًا.


وبمناسبة تلك الواقعة تهيب النيابة العامة بالمؤسسات العامة والخاصة إلى تضافر جهودها نحوَ مواجهة مشكلة الانتحار في المجتمع، وتوجيه الأبحاث العلمية والمجتمعية لتوفير آليات الوقاية منه، ونبذ الأسباب الداعية إليه، وتكريس ذلك حتى في مناهج الدراسة لأبنائنا.


كما تهيب النيابة العامة بالمشرِّع المصريِّ إلى إعادة النظر في تغليظ عقوبات جرائم انتهاك حرمة الحياة الخاصة والتهديد إذا ما أفضى بالمجني عليه إلى التخلص من حياته، كمثل حالة المجني عليها في الواقعة، وكذا النظر في تجريم بيع وتداول حبوب حفظ الغلال لغير المختصين باستخدامها، وتشديد العقاب على بيعها للأطفال بعدما لاحظت في تحقيقات تلك الواقعة وغيرها سهولة بيعها وتداولها بين الكافَّة دون قيود.


وأهابت النيابة العامة بالمؤسسات الإعلامية كافّة وبالمواطنين من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي خاصة أن يتناولوا في حديثهم معالجةَ أسباب الانتحار، وسبل الوقاية منه، والحفاظ على شبابنا، بدلًا من اللهث والخوض في ملابسات وقائعه التي تكون كثيرًا مدعاةً لوقوعه وبيانًا لوسائله، سواء بقصد أو بدون قصد.

الجريدة الرسمية