رئيس التحرير
عصام كامل

أستاذة جامعية تطرح بعض الإجراءات النفسية والسلوكية لحل المعضلة السياسية..المصالحة والتسامح ليسا بالصعوبة التي يتوهمها الخائفون..تنمية ثقافة الاختلاف لا الصراع..الثقة بالآخر دون اللجوء لسياسة التخوين

الدكتورة هبة عيسوى
الدكتورة هبة عيسوى أستاذ الطب النفسى

وسط الخلاف الحالي الذي تشهده مصر ودعوات العنف التي تكاد تعسف بالمجتمع في الوقت الذي هل فيه علينا شهر رمضان الكريم بادرت أستاذة علم النفس بكلية الطب جامعة عين شمس وعضو الجمعية الأمريكية للطب النفسي الدكتورة "هبة عيسوي" بطرح بعض الإجراءات النفسية والسلوكية لتحقيق المصالحة الوطنية بين أفراد المجتمع في الوقت الحالي،ولحل المعضلة السياسية يمر بها.


وقالت الدكتورة "هبة" "المصالحة والتسامح ليسا بالقدر من الصعوبة الذي يتوهمه الخائفون منهما، إنهما سلوك نفسي حقيقي نبذله لأجل أجيالنا القادمة، واتفاق حقيقي على تجاوز مراحل البغي والظلم والطغيان ووكلها إلى التاريخ".

ودعت الدكتورة قيادات المجتمع من جميع الأطراف إلى أن تتعالى على نفسها،وتعترف بأن الواقع أجبرها على خيارات لم تكن تريدها المجتمعات والسياسات والدول مهما تعقدت فيها الآليات الاقتصادية والنظريات التكوينية.

واعتبرت أن المصالحة هي أن يؤهل الناس أنفسهم لحياة جديدة بشكل مشترك ويساهمون جميعا بدون ضغائن في ترسيخ معالم الحياة دون شروخ طائفية أو سياسية أو دينية،إضافة إلى أنها سلوك نفسي فيه أتفاق على تجاوز مراحل الظلم والخوف،واتفاق أولي على تطبيق العدالة مع إيمان بالتخلي عن فكرة الانتقام وضمر الأحقاد.

وأفادت بأن المصالحة تتكون من بشر يشعرون بكل فظاعات الماضي وآلام الحاضر، يملكون من الإحساس ما يمكن أن يؤثر على أحكامهم السياسية والفكرية، متسائلة ما لم يُعالج، فلماذا نترك باب الفشل مفتوحًا ونتعامى عن ما يحتاجه الناس؟.

وأضافت: "المصالحة لها موروث عربي وإسلامي يجب استعادته، ولكن انتهاك حقوق الإنسان لفترات طويلة أخلت بثقة المواطن في النظام السياسي؛ وتولد عند الفرد شعور بأن الدولة ذاتها متورطة فيما يعيش فيه الفرد".

وحددت الدكتورة "هبة" بعض الإجراءات النفسية والسلوكية لتطبيق المصالحة الوطنية ومنها: تنمية ثقافة الاعتذار على الأخطاء دون المراوغة أو الإنكار، والاختلاف لا الصراع، معتبرة أن من المهم أن يختلف المجتمع حيث ينقسم إلى فريق مؤيد وفريق معارض ولكن للفريقين هدف واحد وهو النجاح والتقدم وبناء مصر الجديدة، وتنمية الاقتدار الاجتماعي الذي يحقق الحب والانتباه والتقدير والاحترام للشعب، مؤكدة أن إشباع هذه التنمية يوفر الانسجام والشعور بالتماسك والإخاء والتواصل المنتج، وتنمية الثقة بالنفس وتقدير الذات والثقة بالأخر دون اللجوء لسياسة التخوين.

والتمركز على الهدف وعدم التمركز حول الذات، وتنمية الهوية المصرية وتنمية الانتماء والوحدة من خلال التوحد حول مشروعات وطنية كبيرة، واختتمت الدكتورة "هبة" مبادرتها بتوجيه رسالة إلى جموع الشعب على اختلاف ميوله وأفكاره تحث فيها المواطنين على تصفية النفس، وعدم الانشغال بالموضوعات الفرعية مع تقديم التنازلات والتعالي على النفس، ثم ترسيخ حب الآخر والحوار معه وتقبله.
الجريدة الرسمية