رئيس التحرير
عصام كامل

اختفاء شبان لبنانيين من طرابلس يثير القلق.. وأصابع الاتهام تتجه صوب داعش

صور متداولة على مواقع
صور متداولة على مواقع التواصل للشامي والفحل

ليست المرة الأولى التي يعلَن فيها عن اختفاء شبان من طرابلس شمالي لبنان، إلا أن حوادث الفقدان عادت مجددا إلى المدينة، ومعظمهم من مناطق شعبية فقيرة، وسط أنباء متواترة عن توجههم نحو العراق.

وترجح معطيات متداولة في طرابلس عن استدراج شباب لينضموا إلى تنظيم  داعش في العراق، فيما يكتفي ذويهم بعبارة "لا نعرف أين هم. ساعدونا في البحث عنهم".

ومؤخرا، نقلت بعض مواقع التواصل الاجتماعي صورا لشابين اختفيا من المدينة وسط صمت الجهات الرسمية اللبنانية، أحدهما من منطقة التبانة ويدعى أيمن الشامي فقد نهار السبت ولم يعد، وآخر اسمه رشيد الفحل ابن مدينة الميناء في مدينة طرابلس، ولا معلومات عنهما حتى الآن.

شهادات حية

ووفق شهود عيان في المدينة، فإن عدد المفقودين بلغ 8 شبان، إلا أن "التكتم سيد الموقف" بسبب خوف أهاليهم من الملاحقات الأمنية.

وبحسب المعطيات، فإن "أكثر من 30 شابا من طرابلس توجهوا نهاية شهر ديسمبر 2021 إلى العراق برا عبر سوريا، هربا من الظروف الاقتصادية الصعبة"، ما يعزز التساؤلات حول مسهّلي الهروب وعدم تتبعهم من قبل الأجهزة الأمنية، وفق أحد الشهود.

وقال أحد سكان حي القبة الطرابلسي لموقع "سكاي نيوز عربية": "والدة أحد الشبان الذين اختفوا نهاية العام الماضي تلقت اتصالا من خارج لبنان، جاء فيه (أنا ابنك وأريد العودة إلى لبنان، اتصل بي أحد الأشخاص على الهاتف وأخبرني أن اسمي مذكور في التحقيقات بملف إرهاب، ونصحني بالهروب من لبنان)، وأقفل الخط".

وقال شاهد عيان آخر من أبناء منطقة التبانة في المدينة ذاتها لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن أهالي الشبان يؤكدون أن ليس لدى أبنائهم أي فكر متطرف، لافتا إلى أن خبرا متداولا حاليا يفيد أن امرأة اختفت أيضا يقال إنها توجهت إلى العراق لتلحق بابنها، تاركة ابنا آخر لها في سجن رومية في لبنان.

 

"الغرف السوداء"

وأشار مدير مركز حقوق السجين في طرابلس المحامي محمد صبلوح، إلى احتمال "هروب بعض الأشخاص المدرجة أسماؤهم في وثائق الاتصال، وهي وثائق من مخبرين سريين بحق أشخاص وتعتمد فقط على الشبهة، وعددها 11 ألف وثيقة، ما زالت سارية المفعول في مخابرات الجيش رغم إلغائها بقرار من مجلس الوزراء، مما يجعل هؤلاء الأشخاص عرضة للاستغلال مما يعرف باسم (الغرف السوداء)، وبعد أشهر من اختفاء مفقودين أرسلت صور تؤكد وفاتهم خارج لبنان".

وقال الكاتب المتخصص في شؤون الجماعات المتشددة أحمد الأيوبي، إن "هناك عصابات تلجأ إلى تجنيد بعض متعاطي المخدرات بعد أن اكتشفت أن تجنيدهم أسهل، وهذا استنزاف لأبناء مدينة طرابلس ومحيطها. أخشى أن يكون اختفاء العدد الأكبر منهم تم بنفس الطريقة. الأهالي يخافون من التصريح والتحقيقات الأمنية، ومن المستغرب خطف هذا العدد الكبير في وقت واحد".

وأضاف الأيوبي: "معروف من يستطيع أن يدخل الأشخاص إلى الداخل السوري ويوصلهم إلى معسكرات داعش. هو طرف نافذ في لبنان وفي الداخل السوري، والمواصفات تنطبق على حزب الله لأن جزءا من الحدود السورية مع لبنان تقع تحت سيطرته. حدث ذلك خلال إدخال عناصر تنظيم فتح الإسلام عبر الحدود إلى لبنان في السابق، ونخشى عودة هذه المجموعات إلى لبنان في إطار تخريبي".

المجموعات المرتبطة بتنظیم داعش

وقال: "هناك متغیّرات طرأت على سلوك المجموعات المرتبطة بتنظیم داعش منها الابتعاد عن الصورة النمطیة للمنتمین إلیها، وهي صورة الأشخاص المتدینین من مرتادي المساجد، والاستثمار في أنماط السلوك الاجتماعي المنحرف. اعتادت التقییمات الأمنیة على التركيز على اعتبار العناصر الإرهابیة من المتدينين، لكن الواقع يؤكد أن الجیل الجدید من الشبان یأتون من بیئات مهمشة ویتعاطون الحبوب المخدرة، وقد جرى اختیارهم بهذه المواصفات للهروب من الملاحقة الأمنیة".

وختم الأيوبي حديثه قائلا: "تبقى الأولویة لدعم الجیش اللبناني للصمود في وجه عملیات الإنهاك التي یتعرض لها، والحفاظ على التوازن في حضور الدولة في وجه الدویلة وسلاحها غیر الشرعي، على قاعدة أن الاستقرار هو السلاح القوي لصمود الكیان، وتعزیز التوعیة الدینیة والوطنیة لوأد أي محاولة لتولید هذا الفكر المنحرف في بیئتنا".

الجريدة الرسمية