التفسير المعاصر لكتاب الله على مائدة الأزهر.. و"فؤاد": نحن مع كل اجتهاد منضبط.. ونرفض "ركن" التفسيرات القديمة
حالة من الجدل شهدها الوسط الدينى خلال الأيام الماضية بعد طرح مجلس الشيوخ عن طريق لجنته الدينية والحديث هنا عن رئيسها النائب الدكتور يوسف عامر رئيس اللجنة الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ حول وجود تفسير معاصر للقرآن الكريم، مما فتح باب النقاش على منصات مواقع التواصل وفى أوساط رجال الدين عن طبيعة المقترح الجديد، وما الذى ينتظر أن يقدمه فى مجال اجتهد فيه الأولون لإخراج تفسيرات تتسم بالبساطة وعمق المعنى فى آن واحد.
"فيتو" بدورها فتحت نقاشا مطولًا مع الأطراف المعنية بالأمر من أجل معرفة طبيعة المقترح الجديد، ورأى المؤسسات الدينية فيه.
فكرة ليست جديدة
ومن جانبه قال الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر السابق، أن فكرة طرح تفسير متجدد للقرآن الكريم ليست جديدة ومعمول بها منذ قديم الزمن، ولذلك تعددت تفاسير القرآن الكريم فى كل عصر لدرجة أنه يصعب حصر عدد التفاسير الخاصة بالقرآن الكريم.
والغرض من ذلك هو أن يفسر الناس معانى القرآن بأسلوب يناسب المخاطبين به فى عصورهم ومن باب الانتفاع بالواقع الجديد فى تفسير القرآن الكريم، وإذا كانت تلك الدعوة بنفس الأبعاد التى كانت عند الأجيال السابقة كان أمرًا جيدًا، بدليل أننا نجد أن الإمام الشعراوى فسر القرآن الكريم وكان تفسيره مقبولًا ومفهومًا عند الناس جميعًا واستطاع أن يخاطب الجماهير على كافة مستوياتهم والكل يفهم منه، ومثل كان يفعل الدكتور زغلول النجار أيضا من تفسير القرآن الكريم من خلال المعجزات العلمية والاستدلال عليها من القرآن الكريم.
وأضاف "الهدهد" فى تصريحات خاصة لـ"فيتو" أن الدعوة لتفسير القرآن الكريم لا بد وأن تتم بضوابط التى وضعها كبار المفسرين والتى تمحور حول عدة نقاط أبرزها أن يكون من يتعرض لتفسير القرآن الكريم لديه دراية بعلوم اللغة العربية كلها وأن يكون عالمًا بلسان العرب وهى اللغة العربية بأسرارها، وأن يكون على دراية تامة بقرآن الكريم الكريم؛ لأن هناك معانى مترتبة على تلك القراءات لأننا لدينا أكثر من 7 آلاف و500 موضع فى القرآن الكريم فيها قراءات مختلفة.
وأن يكون عالم بالمنطق وعلم الكلام لأن القرآن الكريم فيه أمور مبنية على الحجة والاستدلال، وأن يكون عالمًا بأسباب النزول والسنة النبوية لأن بيان الرسول - صلى الله عليه وسلم- لمعانى القرآن كان أمام بالقول أو العمل ويفترض أن يكون فيمن يقوم بهذا العلم أن يكون متضلعًا بأصول علوم التفسير وذلك حتى لا يخرج عن النص من سياقه.
التفاسير المنفتحة
وأبدى رئيس جامعة الأزهر الأسبق اعتراضه على ما أسماها التفاسير المنفتحة التى يتجرأ فيها بعض الناس على تفسير آيات قرآنية وهم لا يملكون من علوم اللغة أو غيرها من العلوم التى تؤهله للخوض فى تفسير القرآن الكريم، مؤكدًا أننا لسنا ضد الفكرة ذاتها لكن لا بد أن تتم بأصول علم التفسير وقواعده، لافتا إلى أن محاربة فكرة الجماعات المتطرفة لا يكون فقط بطرح تفسير عصرى للقرآن الكريم، وأن كان هذا مطلوب أو يمكن اعتبارًا محورًا منها، خاصة أن الأمر يتطلب تكاتف جهود كافة مؤسسات لأن كل أفكارهم ناتجة عن فهم خاطئ للعلوم الشرعية فإما يفهمون أحاديث بشكل خاطئ أو يقتطعون نصًا من سياقة.
ومن جانبه أكد الدكتور عبد المنعم فؤاد المشرف على الأروقة الأزهرية أن الأزهر الشريف وعلمائه مع أي تفكير منضبط له ضوابطه وشروطه التى يقول بها العلماء المتخصصون، مسجلًا اعتراضه على الأصوات التى دعت إلى ركن التفسيرات السابقة للقرآن الكريم فى الأرشيف والاكتفاء بالتفسير الجديد، خاصة أن الشريعة متجددة مع كل عصر لكن من يتحدث فيه بشروط وضوابط معينة، ولا يجب بأى حال من الأحول ركن التفسيرات الماضية بل نبنى ونكمل عليها ونحن لسنا ضد أي اجتهاد بل نرحب به ونفتح صدورنا من أجل احتضانه لكن الشيء المفروض هى الدعوة إلى إلغاء التفسيرات السابقة للقرآن الكريم.
وتساءل "فؤاد" فى تصريحات خاصة لـ "فيتو" عن هدف تلك الدعوات وماذا الذى قصر فيه الأولون حتى نضع تفسيراتهم فى الأرشيف خاصة أننا لدينا مفسرين قدامى قدموا الكثير فى هذا المجال مثل تفسير الرازى والطبرى وابن كثير والقرطبى وغيره كما أن هناك تفسيرات حديثة التزمت بالمنهج العلمى للتفسيرات مثل تفسير الشيخ الشعراوى فلا بد من احترام تلك التفسيرات، لكن التوضيحات والتفسيرات التى تقوم وفق ضوابط ومعايير شرعية فهذه الدعوات لا يمكن لأحد أن يرفضها.
نقلًا عن العدد الورقي…