زغلول صيام يكتب: هو ده موجود في مصر بجد؟!
لم أكن أتخيل أن الحقيقة ستكون أفضل مليون من الصورة التي كان ينقلها لي صديقي الدكتور مصطفى عزام مدير التطوير في الاتحاد المصري لكرة القدم عن مشروع الهدف (مركز المنتخبات الوطنية) وأنه مشروع عظيم وأفضل من أي مشروع موجود في العالم.
كنت أقول في نفسي إن الرجل يسوق لنفسه وعمله وربما هناك مبالغة وعندما كنا في طوكيو كان مكان التدريب قبل مواجهة البرازيل في مشروع الهدف الياباني، ووقتها انبهرنا به ولكن المهندس أحمد مجاهد رئيس اتحاد الكرة آنذاك أكد للجميع أن مشروع الهدف في مصر أفضل من الياباني مائة مرة.
ومع تطور الأيام والذي أعقبه افتتاح المشروع ليكون أفضل مشروع لاتحاد الكرة المصري طوال مائة عام رأيت بأم عيني من يحاول (تفطيس) الحدث لمجرد أن أحمد مجاهد هو صاحب كلمة الافتتاح وبدا الكل يحاول البحث عن نواقص.
الصدفة وحدها ساقتني للذهاب إلى هناك لأقف بنفسي على ما يدور، حيث كنت في مهمة صحفية مع محمود الأسيوطي وحوار عن صناعة الأدوات الرياضية في مصر وتلقيت دعوة كريمة من الدكتور مصطفى عزام لزيارة المشروع مع الأسيوطي.
ساعتان رأيت فيهما العجب العجاب وكل دقيقه (أقرص) نفسي لعلي في حلم حتى أفوق… أكل هذا في مصر؟! ما هذه العظمة في التشييد والبناء والاهتمام بكل كبيرة وصغيرة حسب المواصفات العالمية.
ما زلت أتذكر وضع حجر الأساس بمعرفة جوزيف بلاتر في بداية الألفية الثالثة في وجود اللواء الدهشوري حرب وسط الرمال والتي لا يحمينا منها سوى الشادر الذي أقامه الاتحاد للاحتفالية وكان يومها افتتاح مقر الكاف.
افتتح الكاف بعد سنوات قليلة إنما ظل الهدف مشروعا مؤجلا؛ سور هزيل ثم وزارة الشباب تضع يدها على نصف المساحة، ثم مبان عادية حتى جاء المهندس هاني أبوريدة ومجلسه في 2016 ووضه الهدف أهم مشروعاته لينجز بعد سنوات من الشد والجذب ليصبح أهم مشروع في تاريخ الكره المصرية..
والله لو أن مشروع الهدف هو انجاز أبوريدة الوحيد لكفاه، لأن ما رأيته هناك يفوق الخيال واعتبره بمثابة الدجاجة التي تبيض ذهبا للكرة المصرية في المستقبل.
بناء مصر الرياضي
وأقل ما يجب أن يطلق علي مصطفي عزام هو بناء مصر في الرياضة، حيث أشرف على بناء واحد من أهم الصروح الرياضية في مصر واعتبره الهرم الرابع وهو الرجل الذي ساهم خلال وجوده في وزارة الشباب والرياضة على العديد من المنشآت العملاقة التي ذهبت أدراج الرياح لاختلاف السياسة وأتمنى ألا يطول ذلك مشروع الهدف.
إعلام من ورق
كنت أتوقع أن ترصد فضائيات الرياضة المصرية هذا الإنجاز الذي تحقق في عهد الرئيس السيسي وكان على الأقل يحتاج إلى حفل افتتاح أضخم مما حدث ولكنهم مشغولون بعضلة فلان وشد اللاعب علان دون أي أبعاد قومية، وكذلك المشروع ليس ملكا لمجاهد أو أبوريدة وإنما ملك مصر والمصريين و"لكن تقول لمين وتعيد لمين في إعلام تحركه الأهداف الشخصية".
رعب
وفي الوقت الذي شعرت فيه بالفخر بوجود هذا الكيان في مصر ولا تقول خليج ولا أوروبا وعندما سألني الدكتور مصطفى عن رأيي فأجبته أنني ينتابني رعب شديد من طريقة الحفاظ على هذا الصرح العملاق وكيف لا يتحول إلى أشلاء مثل صروح رياضية ذهبت طي النسيان.
الفرصة مهيأة أمام مجلس جمال علام للبحث عن آلية لاستغلال هذا الصرح العملاق وحتى يكون الدجاجة التي تبيض ذهبا لاتحاد الكرة وكرة القدم المصرية.
شكرا لكل من ساهم في إنجاز المشروع ووضع لبنة في سبيل تحويل الحلم إلى حقيقة.