بعد ارتفاع عدد الحالات.. الإفتاء توضح حكم الانتحار بـ حبوب الغلة
قالت دار الإفتاء إن من أكثر صور الانتحار انتشارًا في الأيام الأخيرة –وخاصة في القرى-: الانتحارُ عن طريق تناول ما يُعْرَف بـ «حبوب الغَلَّة» -وهي مبيد حشري يستعمل لحفظ الغِلَال من التَّسَوُّس-.
حكم الانتحار بحبوب الغلة
وأوضحت الدار أن إزهاق النَّفْس البشرية بهذه الكيفية فيه إقدامٌ على كبيرةٍ من أعظم الكبائر؛ قال الله تعالى: {وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا} (النساء: 29). وعن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «ومن قتل نفسه بشيء عُذِّب به يوم القيامة»؛ وذلك لأنَّ حفظ النفس مقصد المقاصد العامة للشريعة التي جاء الإسلام لصيانتها؛ لذلك فقد حرَّم الإسلام الاعتداء على النفس البشرية بأي صورة من صور الاعتداء، سواء كان الاعتداء من الشخص على نفسه أم منه على غيره.
وشددت الدار على أنه ومع جُرْم هذه الفِعْلة وعِظَمها فإنه ينبغي تنَبُّه الأهل إلى التعامل مع هذا الأسلوب من الانتحار على أنه مَرَض نفسي يمكن علاجه من خلال المتخصصين؛ ولذا فيجب على كل أب وأم احتواء الأبناء ومراعاة مشاعرهم، وعدم الإيذاء النفسي التي قد يُودِي بما لا تحمد عُقْبَاه.
وشهدت الفترة الأخيرة زيادة عدد حالات الانتحار بين صفوف الشباب بتناول حبوب الغلال خاصة في محافظات الصعيد والدلتا.
حبوب الغلة
وفي سياق متصل قال النائب صقر عبد الفتاح صقر وكيل لجنة الزراعة بمجلس النواب إن المطالبة بمنع حبوب الغلال التي يتم تغطيتها وسط اللوطات لقتل الحشرات بدعوى تكوينها من غازات سامة تهدد حياة الشباب والمراهقين يعد كلام به مبالغة كبيرة لأن درجة السمية في هذه الأقراص لا تتجاوز نسبة الـ1% فضلا عن أنها مستخدمة منذ ما يقرب من 50 عاما كبودرة.
وأكد في تصريح لفيتو لا يمكن القول بخطورتها وأنها تؤدي إلى الانتحار إلا بعد إجراء التجارب عليها في المعامل مع ضرورة أن نضع في الاعتبار أن كل الأدوية والمبيدات التي تستخدم في الأراضي الزراعية لها بعض الآثار الجانبية المحدودة.
وتابع أن هذه الحبوب الخاصة بالغلة توضع بين الأجولة ويتم تغطيتها فترة 15 يوما فتخرج منها غازات تقتل الحشرات والنظام الجديد للصوامع سيحفظ الغلال دون الحاجة لغلة الحبوب لكن تبقى المشكلة اننا نهمل تناول الغذاء الذي يزيد المناعة من الخضار
تحرك البرلمان
وكانت النائبة ولاء التمامي، عضو مجلس النواب تقدمت بطلب إحاطة إلى المستشار حنفي الجبالي رئيس مجلس النواب، موجه إلى وزيري الصناعة والزراعة لإصدار قرارًا وزاريًا يحظر تداول "حبوب الغلة" في الأسواق المصرية.
وقالت "التمامي"، في طلبها، أن حبوب حفظ الغلال تحولت، خلال أشهر قليلة، إلى قاتل صامت يحصد عشرات الأرواح آخرها منذ أيام في محافظة الدقهلية، بعد أن تسببت في إنهاء حياة سيدة، كما أن هناك وقائع عديدة لأشخاص قرروا التخلص من حياتهم باستخدام هذه الأقراص، التي تُباع دون رقابة في محال بيع المبيدات الزراعية، حتى وصل الأمر إلى حد بيعها في محال البقالة، بأسعار رخيصة.
وشددت على أن تزايد حالات الانتحار نتيجة تناول حبة الغلة، يدق ناقوس الخطر، وبمثابة جرس إنذار، لكي نتحرك على الصعيد الحكومي، لوضع حدًا لهذه الكارثة بعد تزايد مخاطرها.
وأكدت أن خطورة «حبة الغلة» تكمن في إطلاقها غاز الفوسفين «شديد السمية» وهو غاز لا يوجد علاج أو ترياق مضاد له، لافتة إلى أن 500 مجم من هذا المركب كفيلة بقتل الإنسان.
وطالبت النائبة بضرورة تجريم تداول حبوب حفظ الغلال في الأسواق المصرية، أو وضع ضوابط لبيع هذه الحبوب القاتلة في محلات بيع المبيدات بالمحافظات، مع فرض رقابة صارمة.
وأوضحت أن عددا من الدول الغربية قررت حظرت تداول غاز الفوسفين أو منتجاته مؤخرًا، وتم تصنيفه كغاز سام يحظر تداوله وذلك وفقا لتوجيهات إدارة الصحة والأمان العالمية.