كيف تزايدت قوة وترابط العلاقات المصرية الجزائرية في عهد السيسي؟
تمرُّ العلاقات المصرية الجزائرية بحالة من الازدهار الكبير، ويفصح عن ذلك الزيارات المتبادلة، وعلاقة الودِّ بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي، وعبد المجيد تبون، والتشاور والتباحث في أمور المنطقة والمواقف العربية وهو ما تترجمه أيضًا العلاقات الاقتصادية، التي تشير إلى تقدُّم كبير في حجم التبادل التجاري بين البلدين.
زيادة التبادل التجاري
في يونيو الماضي، كشف تقرير مكتب التمثيل التجارى المصرى الجزائرى، الانعكاس الاقتصادي لقوة العلاقات المصرية الجزائرية، وأشار إلى أن حجم التبادل التجارى زاد خلال الربع الأول من العام الجارى وتحديدا من يناير إلى مارس بنسبة 14% ليصل إلى 215 مليون دولار أمريكى، مقارنةً بذات الفترة من العام السابق 2020، والتى سجل فيها حجم التجارة بين البلدين نحو 188.6 مليون دولار.
التقرير رصد أيضا نمو الصادرات المصرية للجزائر بزيادة 10% لتصل قيمتها إلى 174.3 مليون دولار بعد أن كانت159.3 مليون دولار خلال ذات الفترة من العام السابق، كما زادت الواردات المصرية من الجزائر خلال الربع الأول من العام الحالي بنسبة كبيرة وصلت إلى 39% لتصل قيمتها 40 مليون دولار بعد ان كانت 29.3 مليون دولار خلال ذات الفترة من العام الماضي.
وحسب التقرير نفسه تحتل مصر الآن المركز 14 فى قائمة الدول المصدرة إلى الجزائر، والمركز 23 في قائمة الدول المستوردة من الجزائر.
زيارة العمامرة
تعبيرًا عن دفئ العلاقات المصرية الجزائرية، استقبل اليوم الرئيس عبد الفتاح السيسي رمطان العمامرة، وزير الشئون الخارجية الجزائرية، بحضور سامح شكري وزير الخارجية، وقال السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إن الرئيس رحب بوزير الخارجية الجزائري في مصر، طالبًا نقل تحياته إلى أخيه الرئيس عبد المجيد تبون، ومثمنًا المستويات المتميزة للعلاقات الثنائية الأخوية بين البلدين.
وأشار الرئيس السيسي إلى حرص مصر على الدفع قدمًا بأطر التعاون الثنائي بين البلدين على شتى الأصعدة من خلال تفعيل اللجان الثنائية المشتركة وذلك للانطلاق بالعلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب اتساقًا مع عمق أواصر الأخوة بين البلدين والشعبين الشقيقين.
من جانبه؛ نقل الوزير العمامرة إلى الرئيس رسالة خطية من الرئيس الجزائرى عبد المجيد تبون، تضمنت اعتزاز الجزائر بما يربطها بمصر من علاقات وثيقة ومتميزة على المستويين الرسمي والشعبي، والاهتمام بتعزيز مجالات التعاون الثنائي مع مصر في كافة المجالات، معبرا عن تطلعه لمزيد من التنسيق والتشاور مع الرئيس خلال الفترة المقبلة لمواجهة التحديات المتعددة الأشكال التي تواجهها المنطقة والأمة العربية ودعم العمل العربي المشترك.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تناول التباحث حول سبل تعزيز آفاق العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، حيث تم التأكيد على أهمية عقد الدورة المقبلة للجنة العليا المشتركة على مستوى رئيسي الوزراء خلال العام الجاري، فضلًا عن عقد الدورة المقبلة لآلية التشاور السياسي على مستوى وزيري الخارجية، بما يخدم جهود دعم العلاقات وتعميق الشراكة الثنائية بين البلدين، وتعزيز أطر التعاون والتنسيق إزاء كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك، وذلك من أجل تحقيق الاستقرار والأمن والتعاون والتضامن.
وعلى صعيد القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك؛ تم التباحث حول مستجدات الوضع في ليبيا الشقيقة حيث تم التوافق حول أهمية العمل على تحقيق الأمن والاستقرار وصون وحدة وسيادة ليبيا وتوحيد مؤسساتها الوطنية، خاصة العسكرية والامنية تعزيزًا للجهود الدولية لإنهاء تواجد القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية، وفيما يتعلق بتطورات الأوضاع في تونس الشقيقة، أكد الجانبان على استمرار الدعم العربي للرئيس قيس سعيد، وما يقوم به من إجراءات وجهد حثيث لتحقيق الاستقرار في البلاد.