هذا الموقف غير مسار حياة «نعمان عاشور» كاتب مسرحية الناس اللي تحت
أحب القراءة من صباه، والتحق بكلية الآداب بجامعة فؤاد وتخصص في اللغة الإنجليزية وتخرج عام 1942، تأثر منذ صباه بكوميديا مسرح الريحاني ذلك الكوميديان الذي عشقه والده، هو الكاتب المسرحي نعمان عاشور الذي عرف بكاتب الناس اللي تحت.
ولد في مثل هذا اليوم 17 يناير عام 1918بمدينة ميت غمر، ورحل عام 1987، وبدأ نعمان عاشور حياته العملية محررا في دار أخبار اليوم حيث اتصل بالحركة الأدبية في ذلك الوقت وبدأ محاولاته في الكتابة للقصة والمسرحية.
وظل نعمان عاشور عبر كتاباته المسرحية رائدًا في الدراما الواقعية على مدى أكثر من ربع قرن وشارك في الحركة السياسية النشطة قبيل ثورة يوليو، وبعد الثورة كان واحدًا من العناصر التي أثرت الحركة المسرحية فقدم روائع المسرحيات التي مازالت تثري الحركة المسرحية في مصر.
الناس اللي تحت
ومن أعماله المسرحية: المغماطيس، الناس اللي تحت، الناس اللي فوق، حملة تفوت ولا شعب يموت، سيما أونطه، عيلة الدوغري، عطوة أفندي قطاع عام، ثلاث ليالي، الجيل الطالع، سر الكون، يا حلم يا مصر، صنف الحريم، وابور الطحين، بلاد بره، بشير التقدم، برج المدابغ وغيرها.
وكانت مسرحية "الناس اللي تحت" نقطة فارقة دقت فيها أجراس البداية لمسرح مصري خالص بعد أن عاش المسرح لسنوات طويلة يعتمد على التجارب الغربية والاقتباسات التاريخية فكانت "الناس اللي تحت" أول مسرحية تتغلغل في تربة القضية الاجتماعية لتناقش بجرأة مشاكل الطبقة الوسطى والطبقة الفقيرة، بلغة تحمل قدرا كبيرا من السخرية والكوميديا اللاذعة.
حواديت نعمان عاشور
كما صدرت لنعمان عاشور بعض المؤلفات في مجال القصة ومنها: حواديت عم فرح، فوانيس، سباق مع الصاروخ، بطولات مصرية.
ويحكى الكاتب المسرحي نعمان عاشور تجربته مع المسرح فيقول: أنا كاتب في الأول والآخر، زي ما يقال كاتب عمومي يعنى عنده موهبة، وهذه الموهبة هي التي تدفعه إلى التخصص، بدأت كتابة القصة الصغيرة وبعدها التمثيلية الإذاعية ثم ترجمة وتمصير لأعمال غربية حتى عام 1950، وأخيرا اتجهت إلى المسرح هذا المجال الذي واصلت العمل فيه.
المغناطيس هي البداية
كتبت مسرحية "المغناطيس " وكانت هي البداية واستمرت عندي في درج مكتبي حتى عام 1950، ثم ذهبت بها إلى المسرح القومي وكان تابعا لوزارة الشئون وأعطيت المسرحية إلى الأستاذ درين خشبة مدير المسرح فقال لي: أنت يا بنى أنت لسه صغير حتى تكتب للمسرح القومي، ركنها عنده شهرين ولم يقرأها ثم قال لي لا يمكن تنفع مسرحية.
وأضاف نعمان عاشور: وفي عام 1959 أخذها المسرح الحر وقدمها على مسرحه، ثم قدمت على مسرح الأوبرا لمدة 15 يوما، وذات يوم قابلت الأستاذ درين خشبة قال لي: لماذا لم تقدمها لي للعرض على المسرح القومي؟ قلت له ماهي دي المسرحية اللي أحضرتها لك قبل كده.
درس لم ينساه
علمني هذا الموقف الذي لم أنساه في حياتى أن الواحد لازم يعتني بالآخرين وتشجيعهم وكنت اقرأ أعمال الشبان بدقة في المسابقات أو الشغل لأني مريت بنفس التجربة التي كان يمكن ان تمثل صدمة لي في بدايتى.