البرادعي "كابوس" إسرائيل.. جيروزاليم بوست: كان لينًا مع إيران أثناء رئاسته الوكالة الذرية.. ولولاه ما طوَّرت سوريا وليبيا وكوريا الشمالية برنامجها النووى
قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إن الحائز على جائزة السلام، محمد البرادعي، مرشح للعب دور بارز في العملية الانتقالية في مصر وينظر له الغرب باعتباره صوتا ليبراليا معتدلًا في مصر، إلا أن إسرائيل يعد لها بمثابة كابوس وحلم صعب، يصعب تقبله لأنها لم تنس موقفه اللين تجاه إيران، عندما كان رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي من خلاله استطاعت الجمهورية الإسلامية في إنجاز خطوات هائلة بالوصول لامتلاك السلاح النووي لطهران.
وأشارت الصحيفة إلى تصريح السفير الإسرائيلي السابق في الولايات المتحدة، ايتمار رابينوفيتش، للإذاعة الإسرائيلية: "لقد ظل البرادعي لأعوام عديدة مريحًا للغاية بالنسبة للإيرانيين، ودون موقفه اللين لا أعتقد أن الإيرانيين كانوا قد وصلوا إلى ما وصلوا إليه حاليًا فيما يتعلق ببرنامجهم النووي، ولا أعتقد أن نواياه تجاه إسرائيل ستكون مريحة، وإن كان يتعين اختبار هذا".
وأضافت الصحيفة أن مسئولين في الحكومة الإسرائيلية امتنعوا عن التعليق حول اختيار البرادعي أن يلعب دورًا بارزًا في القيادة بمصر في الفترة المقبلة، إلا أنهم لم يخفوا ارتياحهم عام 2009 لانتهاء فترة عمله التي استمرت 12 عامًا على كرئيس للوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتي حصل عنها إضافة إلى الوكالة التي يمثلها على جائزة نوبل لعام 2005.
وأضافت الصحيفة أن عدلي منصور، رئيس مصر المؤقت أعلن عن ارتياحه لتعيين البرادعي في منصب رئيس الوزراء، ولكن تراجع عن ذلك في اللحظة الأخيرة بسبب الاعتراض الشرس من حزب النور السلفي.
وذكرت أن البرادعي زار إسرائيل لمدة 48 ساعة في عام 2004، للقاء رئيس الوزراء انذاك "ارييل شارون" وتقديم محاضرة حول عدم الانتشار النووي في الجامعة العبرية.
وقال مسئول دبلوماسي لـ "جيروزاليم بوست" في ديسمبر قبيل انتهاء عمل البرادعي في الوكالة، سجل البرادعي كمدير للوكالة عبارة عن إخفاقات مدوية، ويمكن الحكم على البرادعي خلال رئاستة للوكالة، نجحت سوريا وليبيا وكوريا الشمالية وإيران في تطوير برامج نووية، وأخفقت الوكالة في الحالات الأربع.
وأضافت الصحيفة أن البرادعي راهن في عامي 2007 و2008 على الموقف تجاه إيران، وأكد أن العقوبات الاقتصادية على إيران ستجعل الشعب يتوحد حول نظامها ولن تكون العقوبات رادع لوقف البرنامج النووي الإيراني الذي يحاول توفير الوقود النووي، وحدث جدل كبير في الأوساط السياسية والدبلوماسية في إسرائيل والولايات المتحدة، حول عدم جدوى العقوبات الاقتصادية وأنها ستأتي بنتيجة عكسية، وجعل الأمر أكثر صعوبة للحصول على دعم من البلدان لفرض عقوبات متشددة.
وختمت الصحيفة بالإشارة إلى غضبت إسرائيل أيضًا من توبيخ البرادعي لها، لشن إسرائيل هجومًا ضد منشأة نووية سورية في عام 2007 وقال: "إن كان لإسرائيل أو الولايات المتحدة أي دليل على وجود موقع نووي سوري، كان ينبغي أن نتحقق حول هذا الموضوع".