فى ذكراه الـ36.. لماذا قاطعت أم كلثوم المطرب إبراهيم حمودة حتى رحيلها
درس فن الاستعراض والإنشاد، كما تعلم العزف على العود، هو أول، بل الوحيد، الذى غنى دويتو مع سيدة الغناء العربى أم كلثوم، رحل في مثل هذا اليوم 16 يناير عام 1986.. هو المطرب الفنان إبراهيم حمودة.
ولد إبراهيم حمودة بحي باب الشعرية عام 1912، تتلمذ على يد أبيه الشيخ حمود إبراهيم الذي كان منشدًا وقارئًا في جامع الخازندار بشبرا، فعمل مع والده في فرقته الإنشادية.
معهد الإذاعة العربية
درس إبراهيم حمودة بمعهد الإذاعة العربية وبدأ الغناء في الملاهى الليلية والمسارح، وكانت البداية مع عواد جديد اسمه فريد الأطرش، فصارا صديقين، وسكنا معًا حى الظاهر، وحبه له غنى معه كورسا في أول اغنية "ياريتنى طير بك"، ثم كانت أول أعماله المسرحية أوبريت شهرزاد عام 1946، على مسرح بديعة مصابني من إخراج زكى طليمات، وقامت بالبطولة أمامه رجاء عبده، وعقيلة راتب.
عمل بالغناء مع سلطانة الطرب منيرة المهدية، وبدأ بأغنية "ياللى عشقتك في الخيال"، ثم شاركها بالغناء في أوبريت "الفلاحة".
دويتو فيلم عايدة
اختاره الفنان يوسف وهبى للتمثيل معه عام 1935 في فيلم الدفاع كأول عمل سينمائي له، وكان عمره 23 عاما.. لتعجب بصوته أم كلثوم، وتعرض عليه الغناء معها فى دويتوهات فيلم "عايدة"، حيث قام بدور العاشق لها، ويشاركها بطولة الفيلم الذي عرض عام 1942 لإيمانها بصوته وقدراته الغنائية فشاركها دويتو (فضلت أخبي هوايا.. وانت وانا واحنا احنا وحدنا)، وغناء أوبرا (عايدة )، إلا أن الفيلم لم يحقق الجماهيرية المنتظرة، فأرجعت أم كلثوم هذا الفشل إلى إبراهيم حمودة بعد ان أقنعها الملحن محمد القصبجى بذلك، فقاطعته حتى رحيلها.
قام إبراهيم حمودة بعد ذلك بالتمثيل والغناء في 22 فيلما، منها: نداء القلب، ليلى العامرية، يسقط الحب، شهداء الغرام، نور الدين والبحارة الثلاثة، حنان، ليلة الجمعة، والصبر طيب، قصة غرام، معروف الاسكافي، كلام الناس، فتاة السيرك ثم آخر أفلامه العلمين.
الأوبريتات الإذاعية
قدم إبراهيم حمودة العديد من الأوبريتات الإذاعية، ونالت شهرة عريضة آنذاك، وبقيت في الذاكرة الفنية والغنائية حتى الآن، فشارك في أوبريتات: شهرزاد، العشرة الطيبة، الدندرمة، أفراح سعيدة، بعث رمسيس، حلم شاعر، شارع الغورية، يوم القيامة، بمشاركة نجمات عصره؛ حورية حسن وفتحية احمد وليلى مراد ونعيمة عاكف وغيرهن.
غنى إبراهيم حمودة جميع الألوان الغنائية وصلت إلى 450 أغنية، ومثل الأوبريت والقصيدة والطقطوقة والأناشيد والأغاني الدينية والوطنية والعاطفية والبدوية وأغاني الأفراح فهو مطرب شامل بكل المقاييس، ومن أشهر أغانيه حسدوني الناس، اكتب لنا ياقاضي.. كما غنى اغنية بلادى بلادى، بصوته بعد الثورة، وغنى لبورسعيد بعد العدوان الثلاثي أغنية (يا بورسعيد يا اسماعيلية جهادكم رمز الوطنية).
في أواخر الستينيات، أصيب إبراهيم حمودة في حادث بالإسكندرية سبب له عجزا في القدم؛ مما أثر على حالته النفسية فاعتزل الفن، وأمر عبد الناصر بعلاجه في الخارج وكرمه السادات بصرف معاش 100 جنيه له، ومنحه جائزة الدولة في الفنون.