لماذا لا تستطيع وزارة الزراعة التجاوب مع دعوات البرلمان لمنع حبة الغلة
تزايدت حالات الانتحار في الأونة الآخيرة عن طريقة حبة الغلة التي أصبحت القاتل الأشهر لكل مَن يمر بحالة اكتئاب أو مشكلات تعوق حياته؛ إذ تحتوى الحبة على غاز الفوسفين شديد السمية، والذي لم يعرف العالم له علاج بعد، ومجرد مليجرامات قليلة منه تكفي للغاية لقتل الإنسان.
ورغم نداءات البرلمان عبر الكثيرين من أعضائه لوزارة الزراعة لإبعاد هذا السم القاتل عن التداول مهما كانت قيمته أو الغرض منه، إلا أن الطرح وجد الكثير من الردود، سواء من الذين يرون الأزمة أبعد ما يكون عن الوسيلة والأصل في تقديم التوعية للأسر والأبناء بضرورة عدم الاستهانة بالحياة أو اللجوء لمثل هذه الحلول في التغلب على الأزمات، أو لأن الحبة في الأصل مفيدة للغاية ولا سبيل للتخلي عنها.
تشديد الرقابة
عباس الشناوي رئيس قطاع الخدمات بوزارة الزراعة المصرية، قال في تصريحات له: إن الوزارة تقوم بمجهودات كبيرة من أجل تشديد الرقابة على بيع حبة الغلال، بحيثُ يتم بيعها في الجمعيات الزراعية وغرف البنك الزراعي وغيرها من الأماكن التابعة للوزارة، كما يتم تشديد الرقابة على كميات استيرادها حيثُ تم تقليل استيرادها.
أكد "الشناوي" أن فوسفيد الألمنيوم الذي تتكون منه الحبة، مبيد حشري مثالي وآمن لإبادة آفات الحبوب ويحفظ معظم أنواع الغلال من التسوس، كما أن الحبة تتحول من الحالة الصلبة إلى الحالة الغازية لمقاومة الحشرات، لافتًا إلى استخدامها في كل بلدان العالم باعتبارها الوسيلة الأكثر أمنًا على الحبوب المطلوب تخزينها مثل القمح والفاصوليا واللوبيا والفول، كما أنها لا تترك أثرًا باقيًا على الحبوب من جراء استخدامها.
يرى القيادي بالوزراة أن الانتحار لن يتوقف بإبعاد حبة الغلة؛ فالطرق كثيرة ومتعددة ويمكن التخلص من النفس بطرق أخرى، لافتًا إلى ضرورة تشديد الرقابة على كل مَن لديه ميول للانتحار.
أرقام مفزعة
الجدير بالذكر أن الانتحار بالحبة السامة يقضي على مئات آلاف الأرواح سنويًّا والأزمة ليست قاصرة على مصر وحدها، وهناك تقارير تؤكد أن الحبة السامة مسئولة عن إنهاء حياة ثلث حالات الانتحار في جميع أنحاء العالم بسبب مفعولها القوي؛ إذ تتفاعل بشكل سريع للغاية فور ابتلاعها ونزولها معدة المريض وإنتاج غاز الفوسفوين الذي لا توجد له أعراض سريرية.