الشيخ محمد متولي الشعراوي يشرح معنى الغرور ولماذا سمي الشيطان به
يقول تعالى في سورة النساء (وما يعدهم الشيطان إلا غرورا) فما معنى الغرور ولماذا وصف الشيطان به، وما موقف الدين من الشخص الغرور؟ يقول فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي:
معنى الغرور..هناك غرور بضم العين، وغرور بفتح العين، والغرور بضم العين هو الشيء يصور لك على أنه حقيقة، وهو في الواقع وهم، والغرور بفتح العين ـ هو من يفعل هذه العملية. ولذلك فالغرور هو الشيطان لأنه يزين للإنسان الأمر الوهمي، ويزين للناس بعض الأمور، ويحث الخلق ليطمعوا في حدوثها، وعندما تحدث يجدون أنه لا صواب فيها، فهي مما زينه الشيطان، لذلك سُمِّيَ الشيطان "الغرور" لأنه يطمعنا نحن البشر بأشياء لا تصح ولا تحدث، ولهذا سوف يأتي الشيطان يوم القيامة ليتبرأ من الذين اتبعوه ويتهمهم بالبلاهة.
الشيطان يتبرأ من أفعاله
يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة إبراهيم (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
الوقوع في المعصية
فالشيطان يعلن لأتباعه يوم القيامة: لم يكن لي سلطان عليكم فلا عندي حجة أقنعكم ولا قوة أرغمكم على الفعل ولكن دعوتكم فاستجبتم لي. فالشيطان إذن لن ينقذ أحدًا من عذاب الله، وحظ الشيطان منك أن يوقعك في المعصية ثم يتبرأ منك.
فوسوسة الشيطان للكفار كانت في صورة تضخيم قوتهم وأن أحدًا لن يغلبهم في قتالهم في بدر وأنه ـ الشيطان ـ سيناصرهم في المعركة ويجيرهم أن حدث لهم سوء، وما إن تلاقى الطرفان حتى هرب الشيطان وتبرأ منهم فتقول الآية الكريمة (فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ۚ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (48))
عداوة الشيطان
إذن الشيطان لا قدرة له ولا قوة على فعل شيء، وكل ما يمكنه هو الغرور والخداع والكذب والتزيين.
يقول تعالى في سورة الإسراء (إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا) أى إن عداوة الشيطان لكم قديمة منذ أبيكم آدم عليه السلام، فهي عداوة مسبقة.