كيف تلعب مصر دورا محوريا في مساعدة البلدان المنكوبة بالأزمات؟
استكمال الدور المصري في مساعدة البلدان المنكوبة بالأزمات، هكذا خرجت واحدة من أهم توصيات منتدى شباب العالم، الذي انتهت فعاليته اليوم ونص في أحد بنوده على الدعوة لتوحيد الجهود الأممية حول تمويل إعادة الإعمار للبلدان المنكوبة بالصراعات، أو التي لازالت تعاني من الاحتلال مثل القضية الأم للمنطقة العربية والإسلامية «فلسطين».
وتعتبر دعوة مصر لتمويل البلدان المنكوبة نقطة محورية في تحول الدولة المصرية إلى مركز إقليمي وعالمي لتخفيف أوجاع مناطق الصراعات في المنطقة وخارجها، حيث تعتمد القاهرة على خبراتها الضخمة التي حصلتها خلال السنوات الماضية في قيادة هذا الملف على أكمل وجه.
إعمار غزة
بعد التصعيد العسكري الأخير بين إسرائيل وحركة حماس، خرجت غزة بخسائر مفجعة في البنية التحتية، وتشردت آلاف الأسر لتعلن مصر بعد جهودها الدبلوماسية لوقف الحرب التبرع بـ 500 مليون دولار لإعادة إعمار قطاع غزة، لكن هذه المرة دخلت مصر غمار الإعمار وقادت الملف بفاعلية غير مسبوقة، وبدأت المرحلة الأولى من إعادة إعمار القطاع بإزالة ركام الأبراج السكنية والمنازل المهدمة خلال 65 يومًا، ونجحت الشركات المصرية في رفع 85 ألف متر مكعب من الركام.
في المرحلة الثانية، استكملت الفرق الهندسية المصرية تخطيط المنطقة وإعادة إعمار المناطق المدمرة، وإتاحة الفرصة للشركات الفلسطينية المحلية للمشاركة في ستة مشاريع، أهمها تطوير الواجهة البحرية للكورنيش شمال غزة، وإنشاء 3 مدن سكنية الأولى في الزهراء دار مصر 1، والثانية في جباليا دار مصر 2، والثالثة في بيت لاهيا دار مصر 3.
جرى تطوير التقاطعات الهامة لمدينة غزة في مفترقي الشجاعية والسرايا بإنشاء 2 كوبري لفك الاختناقات في المنطقتين بالاتفاق مع السلطات الفلسطينية المعنية حتى يلمسها جميع فئات الشعب الفلسطيني المتضرر، ولتخفيف الأعباء عن كاهل الفلسطينيين واستكمالًا للدور المصري المحوري تجاه قطاع غزة.
ولم تكتف مصر بهذا الدور بل تتولى تنسيق المساعدات الدولية المقدمة إلى الشعب الفلسطيني من خلال لجنة اتصال مخصصة لهذا الغرض، والتي تُعد آلية دولية هامة لتنسيق الجهود والاتصالات بين الأطراف المعنية بهدف مساندة الفلسطينيين، وبلورة تصور متكامل لتلبية الاحتياجات الإنسانية والتغلب على الأزمة الاقتصادية التي تشهدها الأراضي الفلسطينية خاصة في ظل تبعات جائحة فيروس كورونا ومتطلبات إعادة إعمار قطاع غزة، وما يستوجبه ذلك من دعم السلطة الوطنية الفلسطينية للتغلب على تلك التحديات بحسب السفير أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية.
مساعدة طبية للعالم
وكذلك لم تكتف مصر بالمساعدات الفلسطينية فقط، بل اختارت تولي دورًا محوريًّا في الحرب العالمية لمساعدة البلدان المنكوبة بفيروس كورونا، وأرسلت أطنانًا من التجهيزات الطبية للعديد من دول العالم بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية، كما أرسلت مساعدات طبية لبريطانيا والصين وإيطاليا والسودا وليبيا وتونس والعديد من البلدان الإفريقية ما عزز من الدور المصري وجعلها موضع ثقة من الشرق والغرب.