خالد سالم يكتب: "أبلة فضيلة".. صاحبة أجمل غنوة وأحلى حدوتة في الإذاعة
جيلنا لا ينسى رنتها الحلوة في الأذن: "حبايبي الحلوين".. بهاتين الكلمتين ضربت موعدًا ثابتًا مع الأطفال بصوتها الدافئ الحنون.. فمن يستطيع أن ينسى برنامجها الأشهر فى تاريخ الإذاعة المصرية "غنوة وحدوتة".. هي إحدى رائدات الإذاعة المصرية، وأشهر مقدمة لبرامج الأطفال.. إنها "أبلة فضيلة".
ولدت فضيلة توفيق فى٤ أبريل 1929م لأب مصري وأم تركية، وكان ترتيبها الأول بين الأبناء ثلاث بنات وولد، وهي شقيقة الفنانة محسنة توفيق، ترعرعت في شارع الملكة نازلي "رمسيس حاليًا"، درست في مدرسة الأميرة فريال، ومن زميلاتها فاتن حمامة.
عشق القصص
عشقت القصص منذ نعومة أظفارها، فقد كانت والدتها تجمعها مع أشقائها لتحكي لهم الحواديت الفلكلورية، وكذلك كان يفعل جدها، التحقت بكلية الحقوق جامعة القاهرة؛ تحقيقًا لرغبة أسرتها في أن تزامل أخوها الأكبر، ولأن الحقوق كانت كلية الوزراء، وزاملت فيها عاطف صدقي رئيس الوزراء الأسبق.
اكتسبت شهرتها منذ بداية ستينات القرن الماضي، عندما اختارها الإذاعي الكبير محمد محمود شعبان "بابا شارو" لتحل محله في تقديم برنامج "غنوة وحدوتة"، وذلك بعد انتقاله للعمل في التليفزيون المصري مع بداية بثه الرسمي.
أبلة فضيلة
ولأنه كان يعتبرها ابنته الروحية صمم أن يجعلها هي البديل، لتقدم برنامج "غنوة وحدوتة" على مدار عشرات السنوات، باسم "أبلة فضيلة" الذي اختارته لها، خلافًا لكل مذيعات برامج الأطفال اللاتي عادة ما يخترن اسم (ماما) لآنها تفضل أن تكون الأخت الكبرى للأطفال، وليست والدتهم، وهى الإذاعية فضيلة توفيق الشهيرة بـ"أبلة فضيلة"، من مواليد 4 أبريل 1929.
اختار لها والدها الدراسة بكلية "الحقوق" بديلًا عن كلية "الآداب" التي كانت تفضلها، لكي تكون بصحبة شقيقها.
بابا شارو
وعقب تخرجها التحقت بالعمل في مكتب المحامي ووزير النقل وقتها حمدي باشا زكي، وفي عام 1953 قابلت الرائد الإذاعي بابا شارو، وأعربت عن أملها أن تلتحق بالإذاعة، وبالفعل قدمت أورقها، وتم تعيينيها كمذيعة لنشرة الأخبار، حيث تطورت إمكانيتها وخبراتها على يد الإذاعي الكبير حسنى الحديدي، أحد أشهر مذيعي نشرة الأخبار بالإذاعة المصرية.
وكان أول أجر لها هو 12 جنيهًا، وكان مبلغًا كبيرًا في هذا الوقت، وكانت تضع 4 جنيهات منها في حصالتها التي تمتلكها منذ كانت صغيرة.
ولمعلوماتك إن من كتب أغنية البرنامج هو العبقرى المبدع صلاح جاهين ولحنها الموسيقار الراحل سيد مكاوى.
برامج الأطفال
وفي عام 1959 تحقق حلمها بالعمل في برامج الأطفال وقدمت أشهر برنامج أطفال حينها "غنوة وحدوتة"، واستضافت فيه شخصيات كثيرة بارزة، منهم: نجيب محفوظ وأنيس منصور والدكتور فاروق الباز ومحمد عبد الوهاب وكامل الشناوي وسيد مكاوي وعبد الحليم حافظ والدكتور يحيى الرخاوي.
كما قدمت برنامجًا آخر بعنوان "مستقبلي"، استضافت فيه أفضل وأهم الرموز في المجالات المختلفة مثل الطب والحقوق والموسيقي، والتمثيل، وعدد من المطربين والملحنين الكبار، من بينهم موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب.
تزوجت من كبير مهندسي الإذاعة المصرية (إبراهيم أبو سريع) ولها ابنة واحدة اسمها (ريم).
شغلت منصب مدير عام البرامج الإذاعية للأطفال فى الإذاعة المصرية فى الفترة من 1970-1980.. وحصلت على وسام الإستحقاق من رئيس الجمهورية تقديرا لعطائها.
ظلت تسجل حلقات برنامجها "غنوة وحدوتة" حتى الشهور الأولى من 2007، وفى نهاية 2014 سافرت لكندا للإقامة مع ابنتها الوحيدة "ريم" حيث تعيش حاليًا مع أحفادها، وقد حصلت مؤخرا، على الجنسية الكندية.