التسوية السلمية في ليبيا.. حلم يتضاءل مع استمرار الصراع
بعد فشل المساعي الرامية إلى إجراء انتخابات رئاسية في ليبيا في موعدها الذي كان مقررًا في 24 من ديسمبر العام الماضي، يتضح عمق الخلاف والصدع المتشكل بين الأطراف السياسية المتصارعة في البلاد، وتضاؤل الحظوظ في الوصول إلى تسوية سلمية، وفقا لتقارير وسائل الإعلام الليبية.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن البلاد منقسمة إلى شقين أساسيين؛ معسكر الغرب الليبي، بقيادة ميلشيات مسلحة متعددة وتُنسب إلى جماعة الإخوان المسلمين، ومعسكر الشرق الليبي الخاضع لسيطرة الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
ويعتمد معسكر الشرق على عامل النفط في مواجهة جماعة الإخوان المسلمين، حيث يسيطر الجيش الوطني الليبي على معظم الآبار النفطية في البلاد، والذي يلعب دورًا في تحقيق توازن عسكري بين شرقي وغربي ليبيا، الأمر الذي يبقي الميليشيات المسلحة التابعة لجماعة المسلمين بمنأى عن ثروات ومقدرات الليبيين.
الآبار النفطية
لكن ومع فشل إجراء العملية الانتخابية في موعدها، وتأجيلها إلى أجل غير مسمى، اتضح أيضًا بأن معسكر الغرب الليبي يحاول الاستيلاء على خط سرت الجفرة أو الآبار النفطية بهدف الاستحواذ على تلك المناطق، وفقا لما رصدته قناة الغد.
وانتشرت أنباء مؤخرا عن بدء التجهيزات لانسحاب القوات الروسية من مواقعها إلى الخروبة، تمهيدا للخروج بشكل كامل من البلاد، الأمر الذي قوبل - بحسب الأنباء - بمطالب بالبقاء والعودة إلى المواقع على خط سرت الجفرة.
فراغ كبير
من جانبه، أشار المحلل السياسي والعسكري محمد الراشد، إلى أن انسحاب القوات الروسية من شأنه أن يشكل فراغًا كبيرًا ويضعف الجيش الوطني، الأمر الذي وصفه المحلل العسكري بالكارثي.
وأضاف الراشد في تعليقه على هذه الأنباء، بأن ميليشيات الغرب الليبي قد سبق واعتدت على العملية السياسية وأبدت رفضًا علنيًا وبقوة السلاح للانتخابات، وبالتالي فإن انسحاب الروس سيشكل لهم فرصة سانحة لضرب الهدنة والعملية السياسية المزعزعة أساسًا بعرض الحائط، والزحف باتجاه الشرق، لضمان استمراريتهم بعيدًا عن أي عوائق سياسية أو عسكرية.