محكمة ألمانية: السجن مدى الحياة لضابط سوري بتهمة تعذيب 4000 شخص
في ختام محاكمة هي الأولى من نوعها، قضت محكمة ألمانية بسجن ضابط سوري سابق برتبة عقيد مدى الحياة لإدانته بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية".
وينص الحكم الذي صدر اليوم الخميس عن المحكمة العليا الإقليمية في مدينة كوبلنتس غرب ألمانيا بأن الضابط السابق في المخابرات السورية أنور رسلان (58 عاما) مسؤول عن وفاة عشرات المعتقلين وتعذيب آلاف الآخرين في معتقل سري في دمشق في عامي 2011 و2012.
ويمثل ذلك ثاني حكم يصدر في هذه المحاكمة التي انطلقت في أبريل 2020، بعد إدانة ضابط سوري أدنى رتبة في فبراير 2021.
تعذيب 4000 شخص
وأدين الضابط السابق بقتل 58 شخصًا واغتصاب آخرين وتعذيب نحو أربعة آلاف معتقل في السجن التابع لقسم التحقيقات-الفرع 251 والمعروف باسم (أمن الدولة - فرع الخطيب)، حيث يقول المدعون إن 4000 من نشطاء المعارضة على الأقل تعرضوا للتعذيب في 2011 و2012.
وهذا هو ثاني حكم إدانة تصدره المحكمة الإقليمية العليا في مدينة كوبلنس بغرب ألمانيا بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في الحرب الأهلية السورية.
الفرار من سوريا
ولجأ أنور إلى ألمانيا بعد فراره من سوريا في 2012، وانطلقت أطوار محاكمته في 23 أبريل 2020 في كوبلنس.
طوال 18 عاما، عمل أنور رسلان في المخابرات السورية، وفق ما أفاد محقق من الشرطة الجنائية الألمانية دعي للشهادة.
ولم يخف المتهم ماضيه منذ لجوئه إلى ألمانيا مثلما فعل نحو 700 ألف سوري منذ انطلاق الحرب قبل تسعة أعوام. بل هو من أعلم رجال الأمن في مركز شرطة ببرلين بماضيه، وذلك عند تقدمه بطلب حماية في شباط/فبراير 2015، عقب حوالي خمسة أشهر من وصوله إلى البلاد.
حينها، شعر أنور رسلان أنه "مهدد من طرف عناصر مخابرات سوريّين" بسبب التحاقه بالمعارضة في المنفى بعد انشقاقه في كانون الأول/ديسمبر، وفق ما أفاد المحقّق الألماني. وانكبّ المحققون على بحث مسار هذا الرجل الذي له شارب ويحمل شامة مميّزة تحت عينه اليسرى. وخلال تحقيق الشرطة الجنائية معه لمرتين، قدم "معلومات واسعة ومتنوعة" حول أنشطته السابقة.
عمليات إيقاف
شرح رسلان عمليات الفرع 251 الذي نال في صفوفه "ترقية في يناير 2011 إلى أعلى رتبة"، وخاصة تنفيذ عناصر منه عمليات "إيقاف تعسفيّة".
أكد الضابط السوري السابق أنه تمت "ممارسة العنف أيضا خلال التحقيقات"، وفق المحقق الألماني الذي شرح في شهادته مختلف أساليب التعذيب في ذلك السجن.