مدد يا صاحبة الكرامات.. ليلة من مولد السيدة نفيسة حبيبة المصريين| صور
في كل عام وفي نفس الموعد ومع هبوب نسمات الشتاء الباردة، يأتون إلى هناك أفرادا وجماعات كبارا وصغارا من صعيد مصر والدلتا، الى هناك حيث ترقد صاحبة المقام الكريم السيدة نفيسة ابنة ذي الأنوار لإحياء ذكرى مولدها الكريم والذي كان في المدينة المنورة في عام 145 هجرية.
ذكرى ميلاد حبيبة المصريين
عشقها المصريون واطلق عليها البسطاء اسم "نفيسة العلوم" وأم العواجز وغيرها من الأسماء التي عادة ما تقترن باسم السيدة نفيسة، ولذلك يحرصون على القدوم إلى ريحها المبارك في كل عام لإحياء ذكرى مولدها.
وانعكس هذا الحب على وجوه من حضروا "دراويش السيدة" وبعض السيدات اللاتي أتين من كل حدب وصوب للتحدث إليها ربما للتودد إليها أيضا ومكاشفتها لسر لا يعلمه أحد غير الله، فضفضة بالعيون قبل اللسان.
البعض الآخر أتى ومعه الكثير من الأطعمة والمشروبات لتوزيعها على الفقراء والمحتاجين ممن يأتون إلى هناك بحثا عن وجبة صغيرة أو شربة ماء، فلم تمنعهم برودة الأجواء في ساعات الليل المتأخرة من التواجد أمام المسجد في ليل يليق بأن ينتمي لأحد أيام يناير قارصة البرودة، وعلى وجوههم تنعكس الأضواء الخضراء التي يتميز بها ضريح "نفيسة العلوم" حبيبة المصريين.
نعود إلى مولد السيدة نفسية والذي كان في عام 145 هجرية في المدينة المنورة، وحينها كان والدها هو أمير تلك المدينة، وكان لها أخ دفن في مصر أيضا مثلها واسمه يحيى المتوج، وفي نفس التوقيت كل عام يأتي إلى ساحة المسجد محبو آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وعدد من أتباع الطرق والمسالك الصوفية المتنوعة، ويستمر الأمر قرابة الأسبوع حتى تأتي الليلة الكبيرة أو "ليلة المولد" كما يسميها المصريون.
وبمجرد الوصول إلى هناك يتم نصب الخيام وتفريغ الأطعمة في ميدان السيدة نفيسة، من أجل إطعام الفقراء والمريدين حيث يأتي بعضهم من محافظات بعيدة سواء الوجه البحري أو القبلي.
كرامات السيدة نفيسة
وللسيدة نفيسة كرامات ومعجزات مثل شفاء المرضى والعجزة، لذلك كان المصريون حريصين على يلتمسون منها العلم، حتى الإمام الشافعي ذاته كان حريصا طوال الوقت على التعلم منها، وبسببها أسلم 70 ألف يهودي كانوا متواجدين في مصر، وكان السبب في ذلك دخول اليهود الجماعى فى الإسلام وقتها بسبب معجزة شفاء فتاة قعيدة على يد السيدة نفيسة.
وحينما ازداد عدد مريدي السيدة نفيسة في ذلك الوقت، أراد زوجها العودة إلى الحجاز مرة أخرى إلا أنها رفضت أن تترك مصر وقالت:" لا أستطيع ذلك لأني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وقال لي لا ترحلي من مصر فإن الله تبارك وتعالى متوفيك بها".
وفي بعض الكتب التاريخية يقال أنها هي من حفرت قبرها في هذا المكان بنفسها وكانت تنزل إليه لأداء صلاة الفجر كل يوم لشوقها الشديد للقاء الله سبحانه وتعالى. وفي داخل هذا القبر ختمت قراءة القرآن الكريم حوالي 190 مرة.
رحيل السيدة نفيسة
بعد أن رحلت السيدة نفيسة أراد زوجها أن تعود إلى المدينة المنورة التي ولدت بها لكي تدفن في "البقيع" إلى جوار عدد من صحابة رسول الله وآل بيته الكرام، ولكن المصريين تجمعوا وذهبوا لوالي مصر "عبدالله بن سري" وطالبوا أن يتوسط لهم عند زوجها أن تدفن السيدة نفيسة في مصر ولكنه رفض، ولكنهم فوجئوا بتراجعه عن الأمر ودُفنت في القبر الذي صلت الفجر به واختتمت القرآن 190 مرة.
وقال الزوج حينها: "رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو يقول لي رد على الناس أموالهم وأدفنها عندهم"
ودفنت السيدة نفيسة بدارها بدرب السباع بين القطائع والعسكر التي عرفت فيما بعد بكوم الجارحي، وكان يوم دفنها يوم عظيم ومشهود.
على باب الضريح نجد بيتين هما:
عرش الحقائق مهبط الأسرار.. قبر النفيسة بنت ذي الأنوار
حسن بن يزيد الحسن نجل الإمام.. على ابن عم المصطفى المختار
