في عيد ميلاده الـ 87.. الأديب بهاء طاهر يروي كيف انتصر على نفسه بعد طرده من الإذاعة
يعد أحد رواد الرواية والقصة العربية، وينتمي لجيل الستينيات، حيث قدم الأديب بهاء طاهر مجموعة مميزة من روائع الأدب والفكر، كما عمل مترجما للعديد من الكتابات والمقالات الأجنبية، كانت أولى مجموعاته القصصية عام 1972 بعنوان "الخطوبة"، بعدها توالت أعماله من المجموعات القصصية: بالأمس حلمت بك، أنا الملك جئت،ذهبت إلى شلال، لم أكن أعرف أن الطواويس تطير، وروايات مثل: شرق النخيل،قالت ضحى،خالتي صفية والدير، الحب في المنفى، نقطة النور، واحة الغروب.
ولد بهاء طاهر، داخل في محافظة الجيزة في مثل هذا اليوم 13 يناير عام 1935، حصل على ليسانس الآداب في التاريخ عام 1956 من جامعة القاهرة، ودبلوم الدراسات العليا في الإعلام شعبة إذاعة وتليفزيون، ثم عمل مترجمًا في الهيئة العامة للاستعلامات بين عامي 1956 و1957، ومخرجا للدراما ومذيعا في إذاعة البرنامج الثاني الذي كان من مؤسسيه حتى عام 1975.
عشق القراءة والكتابة
أرجع بهاء طاهر في كتاباته حبه للقراءة ومحاولاته للكتابة وهو في سن صغيرة فقال: إن والدته كانت بمثابة الواحة التي يدفن همومه في صدرها، وهى التي غرست فيه حب القراءة والاطلاع وظلت كذلك حتى وفاتها، ولذلك فأن قصص الأم للطفل في الصغر تؤثر في نشأته، مشيرا إلى أن والدته، كانت تحكي له قصصا واقعية من البيئة التي يعيش فيها، ولذلك فهو مدين لأمه بحب الحكي والقصص.
وقال الروائي بهاء طاهر، إن طفولته كانت مصحوبة بالغارات، وصافرات الإنذار في الحرب العالمية الثانية، مؤكدا أن صوت الغارات ترك أثرا في نفسه لا يمحوه الزمن.
القدرة على التحدى
وأضاف بهاء طاهر:إنه كان الطفل الأصغر، وله تسعة إخوة، ولكنه لم يكن مدللا نظرا لظروف الحرب العالمية الثانية، مشيرا إلى أن صرامة والده تركت أثرا في شخصيته، وجعلته قادرا على التحدي في حياته.
نصائح كاتب كبير
وحول الكتابة في حياته أكد بهاء طاهر لـ "فيتو" أنه لم يكتب من أجل الشهرة بل من أجل الكتابة ذاتها، وحتى الآن لا يضع في اعتباره هذه الشهرة، اما اول نقود تقاضاها عن الكتابة فكانت 200 جنيه عن روايته شرق النخيل وكان يحصل على 8 جنيه مقابل كل مقال يكتبه في المجلات وطالب شباب الكتاب أن يكتبوا من أجل الكتابة ذاتها، علما بأن الكتابة من أجل الشهرة وجني الأموال ليست عيبا، لكن الأفضل أن يكتبوا من أجل هدف ومعلومة يريدون أن يصلوا بها للجمهور.
خالتى صفية والدير
من الأعمال الأدبية التي قدمها بهاء طاهر في حياته مجموعات قصصية منها: الخطوبة، بالأمس حلمت بك، أنا الملك جئت، قالت ضحى، ذهبت الى شلال، أبناء رفاعة، ساحر الصحراء، نقطة نور، واحة الغروب، خالتى صفية والدير وهما الروايتان اللتان قدمهما التليفزيون في مسلسلين ناجحين.
والأديب بهاء طاهر صاحب مواقف وطنية بارزة منها مشاركته في اعتصام المثقفين والفنانين وزارة الثقافة في عام 2013 احتجاجا على سياسات وزير الثقافة الإخواني علاء عبدالعزيز، وهو الحدث الذى كان الشرارة الأولى لثورة 30 يونيو وإسقاط حكم جماعة الإخوان الإرهابية.
ووصف طاهر حكم الإخوان المسلمين، أنه كان تطورا طبيعيا، فهم استعدوا لهذا اليوم منذ 80 سنة، بإقامة التحالفات والتنظيمات، منوها بأن 30 يونيو أيضا كان تطورا طبيعي للأحداث.
جوائز عالمية
حصل بهاء طاهر على جائزة البوكر العربية عن روايته (واحة الغروب) عام 2008، كما حاز على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1998، حصل على جائزة جوزيبي اكيربي الإيطالية سنة 2000 عن خالتي صفية والدير، كما تم تكريمه بتخصيص قصر ثقافة في الأقصر باسم قصر بهاء طاهر.
يقول بهاء طاهر فى ختام رحلته: انا راض الرضا كله. يكفي أنني أضحك الآن كلما أذكر موقفًا حدث معي. بمرور الوقت تصبح الحكايات المأساوية مضحكة. ذكرت أكثر من مرة أن قرار يوسف السباعي بطردي من الإذاعة كان فاجعًا بالنسبة إلي حينها، والآن كلما تذكرت ذلك أضحك، فهو أعلن ندمه بعد ذلك، ويا لها من حياة تمر وأنا أوقن تمام الآن أن الكتابة تستخرج بواطن الأرواح، وغايتها أن نستخلص ما نريد، وما زالت شخصيات رواياتي وقصصي تعيش معي لم يمت أحد منها. يفنى الكاتب وتبقى آثار حكاياته علامات أصيلة على أن كائنًا ما عاش هنا منذ زمن. ويبقى الحلم شمس الحياة فيما التخلي عن الأحلام نوع من الانتحار.