أزمة تضرب إسرائيل.. كورونا يجتاح تل أبيب ومخاوف من انهيار النظام الصحي
تتجنب إسرائيل فرض الإغلاق رغم الارتفاع الكبير في أعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) ومتحوراته.
موجة الجائحة
وقال خبراء ومسؤولون إسرائيليون، إنه حتى الإغلاق لن يكون بإمكانه الحد من موجة الجائحة التي تجتاح البلاد بشكل غير مسبوق.
ومع الانتشار الكبير للجائحة في إسرائيل، فإن تساؤلات برزت عن سبب عدم لجوء الحكومة إلى الإغلاق كما فعلت أكثر من مرة في العام الماضي.
وأشار خبراء إلى أنه يجب التركيز على حماية الفئات الضعيفة والاستعداد لتعامل المستشفيات مع ارتفاع أعداد الإصابات الخطيرة.
وتشير معطيات وزارة الصحة الإسرائيلية إلى ارتفاع غير مسبوق بالإصابات وصل إلى أكثر من 40 ألف إصابة في غضون 24 ساعة.
ويتوقع مسؤولون وخبراء إسرائيليون إصابة ما بين 2-4 ملايين إسرائيلي، وهو ما يعادل أكثر من 40% من عدد السكان، بالفيروس خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في مؤتمر صحفي: "نشهد أرقامًا لم نعهدها قط".
وأضاف: "العالم يشهد إصابة الملايين، وهنا أيضًا، سنشهد ملايين المصابين".
غير أن بينيت وجد نفسه في مواجهة التساؤلات عن سبب عدم فرض إغلاق للحد من انتشار الجائحة.
وقال: "ندير هذه الأزمة بصورة متسقة، مسترشدين بثلاثة مبادئ أساسية: أولا، نبقي المرافق الاقتصادية مفتوحة قدر الإمكان والاقتصاد يؤدي وظيفته المعتادة. وثانيا، نحمي الأشخاص الأكثر عرضة للخطر، وثالثا، نحافظ على أطفالنا، حتى إذا كان الأمر صعبً".
وأضاف: "بخصوص الاقتصاد، لست معنيًا أن يفقد الأشخاص مكان عملهم.. ولا أريد مشاهدة إغلاق المصالح التجارية.. من السهل الإقالة لكن من الصعب إيجاد عمل بعد ذلك.. ومن السهل إغلاق مصلحة تجارية، لكن من الصعب إعادة إنشاؤها.. إنني أدرك ذلك إذ كنت أدير المصالح التجارية".
وأضاف: "ما زال مشهد المصالح التجارية المهجورة خلال الموجات الأولى عالقًا في أذهاننا، والتي لم ينتعش بعضها بعدُ.. لذا، نحرص على إبقاء الاقتصاد مفتوحًا قدر الإمكان".
ولفت إلى أن الأسابيع المقبلة "صعبة بطبيعة الحال لكن سنجتاز ذلك".
وقالت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية، إن لجنة خبراء وجهت النصح إلى وزارة الصحة، قائلة: "حتى الإجراءات الشديدة لن تكون كافية وعلى المستشفيات الاستعداد لزيادة الطلب".
وأضافت: "دعت لجنة الخبراء إلى اتخاذ تدابير لحماية الفئات الضعيفة ولإضافة المزيد من القيود على المساحات الداخلية من أجل تقليل الضغط على النظام الصحي المتوقع أن ينجم عن تفشي المرض".
وتابعت: "حتى لو تخيلنا موقفًا يتبع فيه الجمهور اللوائح في حالة إغلاق كامل، وليس هناك فرصة كبيرة لذلك، سيؤدي ذلك إلى تباطؤ مؤقت ولكن ليس توقف".
واستنادا إلى تقديرات وزارة الصحة الإسرائيلية فإن 150 ألف شخص، 10% منهم دون سن 15 عاما بالحجر الصحي.
وتراقب إسرائيل عن كثب أعداد الإصابات الخطيرة بالمستشفيات والتي تضاعف عددها في الأسبوع الأخير.
ووفقا لمعطيات وزارة الصحة، فإن عدد الإصابات الخطيرة وصل إلى 247 حالة.
وتخشى الحكومة الإسرائيلية الوصول إلى وضع تزداد فيه الإصابات الخطيرة ولا يكون بإمكان الجهاز الصحي التعامل معها، وتغيب 3743 عاملًا في المجال الطبي
وقالت (هآرتس): "تخشى حكومة إسرائيل من الضغط المتوقع على المستشفيات، والذي من المرجح أن يتفاقم بسبب نقص الموظفين بسبب العدوى".
لفتت في هذا السياق إلى تغيب 3743 عاملًا في المجال الطبي بسبب الإصابة بالفيروس أو متطلبات الحجر الصحي، بما في ذلك 542 طبيبًا وأكثر من 1000 ممرض.