تعرف على الفرق بين توبة العاجز وتوبة النصوح
التوبة هي الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى والإنابة وطاعته والإقلاع عن المعصية وترك المحرمات التي نهانا عنها الخالق عز وجل فالتوبة هي باب العودة من الله الكريم اللطيف الرحيم في العفو عن عباده المخطئين بشرط أن تكون التوبة نصوحة وصادقة.
شروط التوبة
لكي يقبل الله توبة التائب يجب أن تكون التوبة نصوحة، ولكي تكون التوبة نصوحة وصادقة يجب على التائب أن يلتزم بالشروط الآتية:
1. أن يكون التائب مخلص في توبته، وأن تكون نيته لوجه الله فقط، لا يريد من توبته شئ إلا رضا الله ورحمته، والإخلاص من الشروط الرئيسية والهامة في كل الأعمال الدينية، وبدونها لا يصلح العمل، فيجب أن يبتعد التائب عن الرياء وعن كافة أمور الدنيا لكي تصلح توبته.
2. يجب أن يكون التائب نادم على فعلته وعازم ألا يتكرر هذا الفعل مرة أخرى، فالشعور بالندم والحزن لقيامه بمعصية الله تدل على إخلاصه في التوبة وتدل على رغبته الجارفة بعدم تكرار مثل هذا الفعل مرة أخرى، ويجب أن يشعر بالألم لمخالفته أوامر الله سبحانه وتعالى.
3. يجب أن يبتعد التائب عن المعصية على الفور، وأن يقرر ألا يعود إليها مرة أخرى، وأن يترك الأفعال المحرمة كلها، وأن يجد لها بديلًا إذا كان لها بديل، وأن يكف عنها ويبتعد عنها إذا لم يكن لها بديل، وإذا تسببت معصيته بأي ضرر يجب أن يعمل على إصلاح هذا الضرر، فإذا سرق أو اعتدى على أحد عليه أن يرد ما أخذه أو يسعى لكي يتأكد أن الشخص الذي تأذى بسببه قد عفى عنه، فالله يسامح في حق نفسه ولا يسامح في حق عباده.
4. هناك فرق كبير بين توبة العاجز وتوبة النصوح، فتوبة العاجز تكون توبة مؤقتة يمكن أن يعود بعدها الشخص إلى الذنب إذا سنحت له الفرصة، أما توبة النصوح فيشترط فيها نية صادقة بعدم العودة مرة أخرى إلى هذا الذنب مهما حدث ومهما زادت مغريات الحياة.
5. تقبل التوبة في أي وقت قبل وقوع الساعة وقبل أن يأتي أجل التائب، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تخرج الشمس من مغربها”، فلا يمكن أن يظل الرجل على ذنوبه ويتوب فقط حين يأتيه الموت، فقد قال الله تعالى “وَلَيْسَتْ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ”.