تفاصيل جلسة التجارب التنموية في مواجهة الفقر.. رسائل السيسي الأبرز
شارك عدد من المتحدثين والشباب المشاركين في الجلسة الرئيسية بعنوان "تجارب تنموية في مواجهة الفقر"، خلال فعاليات اليوم الثالث من النسخة الرابعة لمنتدى شباب العالم، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.
جاء ذلك بمشاركة قائمة تضم نخبة من المتحدثين وهم، د. هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، وسارة البطوطي، المهندسة المعمارية صاحبة مشاريع صديقة للبيئة ومؤسسة شركة إيكو كونسلت، وايلينا بانوفا المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في مصر، وأليكس ستيفاني، المؤسس والعضو المنتدب لشركة "بيم"، وأليساندرو فراكاسيتي، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وحسن بوهزاع، رئيس الاتحاد العربي للتطوع، وميكايلا سيسني، المستشار المستقل ومؤسس شركة بريام جلوبال، وآية عمر، رئيس مجلس أمناء مؤسسة حياة كريمة.
وناقشت الجلسة تزايد معدلات الفقر التي تعد من أهم التهديدات الأساسية التي تواجه العالم ما بعد جائحة كورونا وفقًا لبيانات البنك الدولي، فقد دفعت جائحة كورونا ما بين ملايين الأشخاص إلى براثن الفقر، ومن المتوقع أن ينضم هؤلاء "الفقراء الجدد" إلى صفوف أكثر من مليار شخص يعيشون في فقر متعدد الأبعاد حول العالم.
كما سلطت الجلسة النقاشية الضوء على تجربة مصر في مواجهة الفقر، والحد منه عبر استعراض تجربة المبادرة الرئاسية "حياة كريمة"، ودورها الناجح كأبرز المُبادرات التنموية الحالية في الحد من التداعيات السلبية للجائحة.
ومن جانبه أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الدولة أنفقت أكثر من 400 مليار دولار خلال سبع سنوات للخروج من متاهة الفقر، مشددا على ضرورة محاربة الفقر عن طريق العمل بجد واتقان لأنه يدمر الحاضر والمستقبل ويقتل الأمل.
وحذر الرئيس السيسي، في مداخلة اليوم الأربعاء خلال جلسة نقاشية بعنوان "تجارب تنموية في مواجهة الفقر" ضمن فعاليات اليوم الثالث لمنتدى شباب العالم، من أن الفقر جائحة تدمر الحاضر والمستقبل وتدخل الدولة في متاهات يصعب الخروج منها كالتخلف والجهل.
وشدد الرئيس، على أن موضوع الفقر من أهم الموضوعات التي نحتاج جميعا إلى التفكير في مواجهتها، موجها التحية إلى شباب مصر لأن منتدى شباب العالم كان نتاج أفكار هؤلاء الشباب.
ونوه الرئيس السيسي إلى أن مبادرة "حياة كريمة"، التي أصبحت نموذجا ملهما، كانت هي أيضا أحد أفكار شباب مصر.
وقال الرئيس السيسي، إن مصر كانت في 2011 على وشك الانهيار الكامل، لافتا إلى أنه منذ عشر سنوات وعقب إجراء انتخابات جاءت حكومة أو قيادة لم يستطع الشعب تحمل أدائها لمدة عام، وخرج عليها.
وتساءل الرئيس السيسي: "ما علاقة ما أقوله بالفقر؟، وأجاب: "عندما بدأنا المسؤولية، لم يكن في تفكيرنا غير محاربة الفقر في مصر بالعمل بإخلاص وجد وبقدر الإمكان بإتقان وإيمان، ولم يكن هناك حل آخر".
ونوه الرئيس بحجم الجهد والإنفاق الذي قامت به الدولة المصرية خلال السنوات السبع الماضية، مشيرا إلى أنه خلال تلك الفترة تم إنفاق 400 مليار دولار (أكثر من 6 تريليونات جنيه) للخروج من متاهة الفقر.
وأضاف أن (4500) شركة عملت خلال السنوات السبع الماضية في أحد القطاعات بحجم تعاقدات بلغ تريليونا و100 مليار جنيه.
وتطرق الرئيس السيسي إلى الحديث عن جائحة كورونا وآثارها السلبية على دول العالم أجمع، مشيرا إلى أنه قبل حدوث الجائحة كان العالم يحتفل بخروج مليار نسمة من خط الفقر، ثم جاءت الجائحة وكان لزاما الحفاظ على هذا العدد الذي خرج من تحت خط الفقر حتى لا يعودوا مرة أخرى.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ضمن فعاليات اليوم الثالث لمنتدى شباب العالم،أن مصر أدارت الموقف من جائحة كورونا بتوازن ما بين الإجراءات الاحترازية والغلق المؤقت وما بين العمل بلا توقف، لأن الفقر أخطر كثيرا من جائحة كورونا.
وقال الرئيس،إن الفقر جائحة تدمر المستقبل والحاضر وتسلب الأمل من الناس، وبالتالي نرى الدول التي يوجد بها إرهاب وتطرف واقتتال وثورات.
وحول إنشاء مؤسسة "بيم" المتخصصة بتقديم الخدمات للمشردين والفقراء، أوضح الرئيس السيسي، أن مصر لديها حوالي 250 إلى 350 ألف أسرة، ما يعني أن مليونا أو مليونا ونصف المليون إنسان يعانون من ظروف حياة صعبة في الشوارع، مؤكدا أن الجهود تضافرت بين الدولة وصندوق "تحيا مصر" وتحركنا وأنشأنا ما يقرب من 300 ألف وحدة سكنية.
وأكد أن الدولة المصرية ستستمر في العمل في هذا الاتجاه حتى تصل إلى إنشاء مليون وحدة سكنية، لافتا إلى أن تخطيط هذا الأمر يحتاج إلى أرقام مالية ضخمة جدا،والهدف منه الخروج من دائرة الفقر.
وأكد الرئيس السيسي، أن الدولة تولت تنفيذ مبادرة "حياة كريمة" والتي تضمنت تطوير 300 ألف وحدة سكنية، يتم تجهيزها وتأثيثها من جديد، حيث تحتوى الوحدة على ثلاث غرف، لمراعاة العدد الكبير لأفراد الأسر، وذلك في دولة ظروفها الاقتصادية متواضعة، مضيفا " نحن لسنا كالدول الغنية مثل الولايات المتحدة الأمريكية أو بريطانيا أو فرنسا، ولكننا عندما بدأنا تنفيذ ذلك لم نقل أننا لن نستطيع تقديم أي شىء لهؤلاء المواطنين، ولكننا أكدنا أننا سنواجه الفقر ونبنى لهؤلاء الأشخاص ما يليق بهم، ونقوم بإخراجهم من تلك الحالة الصعبة التي كانوا يعيشون بها".
وتساءل الرئيس السيسي: " هل إننا كدولة سنوفر أموالا فقط أم سنقوم بإجراءات متكاملة تحقق معالجة هذا الفقر المتعدد؟، وقال "إننا كنا لا نمتلك تعليما جيدا أو نظاما صحيا جيدا، كما أن الدخل الشهري والسكن أيضا كان غير جيد".
ودعا الرئيس، القائمين على منتدى شباب العالم إلى إعطاء الفرصة للشباب الأجانب من جميع أنحاء العالم، لأن يروا التجربة المصرية الفريدة من خلال مبادرة "حياة كريمة" حتى يستفيدوا منها، لافتا إلى أن الدولة تحركت منذ 7 سنوات، ومازالت تعمل وستعمل حتى تخرج مصر من هذا الفقر.
وأضاف "عندما تعرضنا لجائحة كورونا كانت كل دولة تتعامل معها طبقا لمعطيات خاصة بها، ونحن لسنا مثل باقي الدول، كما أن تأثير الجائحة يختلف لدينا عن تأثيرها عن باقي الدول، وقمنا بإجراءات صحية واحترازية والتزمنا بإرشادات منظمة الصحة العالمية، لأننا نهتم بصحة مواطنينا، كما وضعنا إجراءات احترازية وتشددنا فيها".
وتابع الرئيس قائلا: "قمنا بالتخفيف عمن تضرروا من الجائحة مثل قطاع السياحة أو القطاعات الأخرى التي تضررت بشكل جزئي، وأطلقنا مبادرات وحوافز بتكلفة 100 مليار جنيه مع بداية الجائحة، وهو ما كان تحركا مبكرا سبقنا به العديد من الدول، لنعزز ونحفز ونحافظ على الشركات القائمة بالفعل، والتي كان عليها مديونيات للكهرباء أو الضرائب وقمنا بتأجيلها بشرط الحفاظ على العمالة وعدم تسريح أي فرد بسبب ظروف الجائحة.
وقال الرئيس السيسي إن مصر دولة شابة، والعاملين فيها بعشرات الملايين،ولو توقفت تلك العمالة فإن الدولة لن تكون قادرة على أن تعطي كل هؤلاء أموالا وإعانات، متسائلا:هل نعطي إعانة مادية أم نواصل العمل ؟، وأجاب " التجربة المصرية اختارت التحرك بالعمل والتخفيف من الآثار الاقتصادية لجائحة كورونا، والتعامل بانضباط شديد مع الإجراءات الصحية والاحترازية المطلوبة، ولو احتجنا أن نعمل إغلاقا مؤقتا سنفعله وهذا ما تم".
وأضاف: إن "مبادرة حياة كريمة وكل ما نقوم بعمله في مصر،هو خطوة من ألف خطوة سيتم القيام بها، وهذا ليس كلاما معنويا وإنما هو تقدير موقف حقيقي لوضعنا، وهو أننا نواجه حقيقة ما نحن فيه في بلدنا مصر".
وتابع الرئيس السيسي:"عندما بدأنا في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي في نوفمبر 2016 كان هذا الإجراء يتم التحسب منه كثيرا، وكان هناك تخوف كبير من رد فعل الرأي العام والشعب على الإجراءات الصعبة، ولكني أسجل من هذا المنتدى كل الاحترام والتقدير للشعب المصري على تحمله واستيعابه لتلك الإجراءات".
وأضاف الرئيس "عندما ناقشنا برنامج الإصلاح الاقتصادي على مستوى مصغر في الحكومة، كانت الأجهزة والوزارات متحسبة جدا من هذا الموضوع، لكنني راهنت على تحمل الشعب المصري وقدرة المرأة المصرية على تحمل هذا البرنامج"، مؤكدا أنه لولا هذا البرنامج لكنا تعرضنا لكارثة كبيرة وصدمة اقتصادية وصحية أثناء جائحة كورونا.
وتابع الرئيس السيسي: "60% من الدول الإفريقية تعاني من الفقر، الأمر الذي يستحق منا ألا ننام ولا نغفل إلا عندما نتجاوز الفقر بالعمل".
وأشار الرئيس إلى أنه تحدث مع المنظمات - خلال المنتدى - عن ضرورة الائتمان منخفض التكلفة للدول الإفريقية لحمايتها من المخاطر الموجودة في القارة، وبالتالي مؤسسات التمويل والبنوك التي تمنح القروض تكون تكلفة مخاطر الائتمان لديها عالية لذلك يتضاعف العبء، لافتا إلى أن المواطن الغني يستطيع أن يأخذ تمويلا منخفض التكلفة بينما المواطن الفقير لا يستطيع أن يأخذ إلا بتكلفة عالية وبذلك لا نستطيع أبدا الخروج من الفقر لأنها أصبحت معادلة صعبة.
وأكد أن ارتفاع التكلفة يزيد من الأعباء وتظل الدول في مرحلة العجز، ولا تستطيع الشعوب التحمل وبعد ذلك تقوم بالثورات ويكون هناك عدم استقرار وخراب وتدمير للدول ويظهر الإرهاب مما يؤثر عليها وتكون هناك هجرة غير شرعية.. واختتم الرئيس السيسي كلمته بالقول: "خلونا نعّيش الغلابة".